ألبداية ..

78 0 0
                                    

أخيراً ..
ها أنتَ هُنا ! انتضرتكَ لفترة طَويلة جداً ؛
كَافية لنسيانك ..
سأترُكك تدخُل طالما أتيت ..

هَا أنتَ تدخِل الغُرفة ..
أمامك يوجد مجموعة من مهووسين العلم يدرسون بصوت مُرتفع ..
عَلى يمينك طفل صغير يحمل لُعبته يقترب قاصداً الخروج .. ينظُر إليك ثم الى يمينه ،
لا تقف متسمّرًا هكذا .. أنظُر الى يساركَ !
ما الذي تراه هُناك ؟
لاتتعجب .. إنها مجرد فتاة ، غريبة الاطوار ! كما يدعوها البعض ..
لا تقترب منها ، لربما تؤذيك ! إنها سيئة وبشكل لايُصدق ! سيئة الى درجة أن تصرُخ بأعلى صوتها .. أكرهكُم !
ها أنتَ تُخالف القواعد وتقترب ..
تقترب لتنحني لتصل لطولها فتسأل :
-مابكِ حزينة وكئيبه هكذا ؟
نظراتها غريبة .. كطفل غارق يطلب المساعدة ، ويرفُضها في نفس الوقت .. خائفاً الخذلان !
تبُعد عيناها عنكَ لتُجيبك :
-إبتعد عنّي أنا ميته ..
جُملتها هذه أيقظت ما ماتَ بداخلك !
-مَن هذا الذي جعلكِ هكذا ؟!
تسألها لتصمُت هي لوهلة من الزمن ..
تنظُر إليكَ ! وكأنها تُخبرك .. هل يهمّك ؟!
-أنا لا أملُك قلبُ .. هل هذا كافٍ !؟ 
أخبرتك أن لا تقترب أيها الاحمق !
أُصمتي انتِ ! إنها تحتاج ألمساعده !
حقاً ؟! همم ألهذا أرادتكَ أن تبتعد !
أسعديني بسكوتك ..
أحمق !
-أيمكنك الإبتعاد أودّ الخروج .
-حسنًا ! لكننا لم ننتهِ بعد أيتها الصغيره ..
ها أنتَ تخرُج بتردد وقلة حيلة ..
لمَ هي هكذا !؟
قُلت لكَ إنها مريضة نفسيه !
إوه إلهي ! متى سأتخلص منكِ؟؟!!
أنا أقول الحقيقه إنها سيئه ، لا تحُب أي أحد ، لم لا تُصدقني !!؟
لو صدقت كُل ما تقولين لما كُنت هنُا ..
...
أنتَ في غُرفتكَ المظلمة ، تحاول النوم جاهدًا لكنك لا تستطيع .. تُفكر بها !
هَا أنتَ تخرُج لتمشي قليلاً .. لا بأس بالموسيقى تحت المطر ؛
شعرها يتطاير في الهواء البارد بعد غيمة ممطرة .. أنف أحمَر ، تمسك هاتفها لتُطفئ ما تستمع إليه .. ها هي تقف لتقترب من البحر ..
إنها هيَ أنا أشعُر بها !
تأتي لتقترب منها ، تقف بجانبها لتشعُر بوجودك هي الأُخرى ..
تأخُذ بعيناها إليكَ لتتفاجئ أنتَ بوجنتين مبلولتين ، وعينان حُمر اللون ، دموعها تنهمر بقوة .. تُحاول جاهدة أن تُخفيها !
-أنتِ تبكين ! هي ! ماذا حصل ؟ اخبريني !
بعد بُكاء طويل ، وكلمات مُتقطّعه مع بعض الدموع .. قالت:
-لاشيئ أنا فقط مُتعبه ..
عجبًا لم تقُل أبتعد ..
-أنا حقاً أودّ المساعدة !
-لن تفهمني
-من قال هذا ؟!
-الجميع هكذا ، إبتعد عنّي سأؤذيك  ..
-أنا لست مثل الجميع ! فهمتِ ؟ والآن أخبريني بما يؤلمك لنرى من منّا يقول الحقيقه ..
تنظُر مطوّلاً بعينيك لتغرق أنت الآخر بعيناها التي توحي بالألم ..
تُفكّر في أخذها لحضُنك لكنك تتردد ..
هي أيها الاحمق كيف تريد ان تحضنها !؟ إنها غريبه لا نعلم ماستفعله حينها ربما ستضربك وتصرخ لتجلب لك المدينة بأكملها ..
سأفعل ما تحتاجه هي ، لا يمكنني تركها هكذا !
أحمق ! ستندم صدقني !
سنرى ..
-لا تصمُتي .. أخبريني كُل ما بقلبك ، أنا هُنا لأستمع !
-أخبرتك انني لا أملُك قلب !
-حسنًا .. ماذا يوجد مكانه ؟
-لاشيئ ، مُجرد حطام ..
تقول هذا لتخونها دموعها وتحني برأسها باكيةً ، تقف مُحاولة عدم البُكاء أمامك ..
قلبك يتقّطع عليها لأنك أحمق !
و تقف أنتَ الآخر لتأخُذها بحُضنك وتحضنها بقوة وكأنك تُخبرها .. بأن حُضنك ملجأها !
تتشبت بُعنقك بشكل يوحي بأنها طفلتكَ ..
{كطفلة صغيره  غارِقة يراها الجميع مُعتقدين إنها تستمتع بالمياه .. إلاّ أنت تُلاحظ غرقها ، همساتها التي تبكي طالبةً النجدة لعلّهم يفهمون !} .
-شش يكفي لا تبكي .. أنا هُنا أنا معكِ !


Somebody needs you ..
24 october , Thu 2019
12:18 AM .♡

ليتَني أستـطيع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن