اقتباس

25.9K 432 27
                                    

مدللة الوديد

قيد الكتابة ، سأبدأ بالنشر بمجرد الانتهاء من كتابتها

اقتباس

أسرعت الخطا فهى بالكاد ستصل قبل بدء المحاضرة الأولى . احنت رأسها لتخرج من حقيبتها مفتاح سيارتها الصغيرة التى وفرها لها والدها .
كم هى محظوظة لوالدها الحبيب .
اخرجت المفتاح لتجد نفسها ملتصقة بحائط بشرى لا تدرى كيف اصطدمت به .
نظرت بفزع لفستانها الزهرى والذى تلطخ بالقول الساخن الذى كان يحمله هذا الأحمق الذى اصطدم بها .
لم تهتم بالسخونة بقدر اهتمامها بتلوث الفستان . رفعت عينيها بغضب لتواجه وجها قد احتقن لا تدرى لم .
ولم تكن لتهتم فى هذه اللحظة .
ضغطت على اسنانها بغيظ : انظر لما فعلت ايها الاحمق .
ارتد خطوات للخلف : عذرا آنسة . لم اكن منتبها بشكل كامل.
لتصرخ بغضب مكتوم : وماذا افعل بعذرك ..لقد أفسدت ثوبى
اغمضت عينيها لتتابع : وكذلك يومى .
حمحم بحرج : لقد اعتذرت منك ..لكنك لم تكونى منتبهة ايضا فالخطأ مشترك .
رفعت عينيها ترمقه بغضب مضاعف ..تضرب الأرض بقدميها وهى تعود ادراجها ، إدراك أولى محاضراتها أمر مستحيل .بينما نفض هو عن ملابسه ما علق بها بلا اهتمام وهو يتمتم بحنق : مدللة حمقاء
ثم عاد أدراجه ليشترى الفطور مرة أخرى
******
فتحت باب الشقة لتلتقط أنفها فورا رائحة القهوة . قطبت جبينها بغضب ، والدها ينتظر خروجها يوميا ليحتسى القهوة إذا ..
أغلقت الباب بهدوء واتجهت للمطبخ لتجده قد فرغ للتو من إعداد فنجانه
عقدت ساعديها بغضب : هل هذا وعدك لى ؟؟
انتفض والدها : ياسمين !!! لماذا عدت ؟؟
اقتربت لتلتقط منه الفنجان : لا تجيب سؤالى بسؤال . لقد وعدتنى أن تكون بخير . كيف ستكون وانت تشرب القهوة التى منعها الطبيب ؟
ارتبك حسن وهو ينظر لفستانها الملطخ بالفول المدمس : صغيرتى فنجان واحد لن يضر كثيرا . أنا أحتاجه حقا .
أشار لملابسها بفضول : كيف وصل الفول لفستانك هكذا ؟
لتغمض عينيها وكأنها تذكرت : اصطدم بى احمق ما اسفل البناية .
صمتت لحظة : لقد افسد يومى
قالتها بغضب طفولى ليربت أبيها على كتفها بحنان : بدلى ملابسك . لقد أحسن لى هذا الأحمق فسأحظى بفطور برفقة صغيرتى المدللة .
لم يتمكن من استعادة فنجانه الغالى بل سكبته بالحوض قبل أن تغادر . تلك الصغيرة العنيدة .
ابتسم بحنان بعد مغادرتها ، هو ليس غاضب منها ، بل هو يثق أنها تخشى فقده وما سكبته إلا حبا فيه .
اتجه فورا لإعداد الفطور حتى تنتهى صغيرته من تبديل ملابسها .
*****
بدلت ملابسها لتمسك بفستانها تنظر له بحسرة ثم توجهت للمرحاض لتنظيفه ، أمامها ثلاث ساعات قبل المحاضرة التالية وهذا وقت كاف تماما .
اتجهت للخارج حيث اعد والدها الفطور وجلس بانتظارها .
جذبت المقعد وجلست بصمت ليتساءل : هل فوت أمرا هاما ؟
اشاحت بكفها : مجرد محاضرة .
ابتسمت له بحنان : هيا ساساعدك بإعداد الغداء قبل المحاضرة التالية .
ليضحك هو : تساعدينى !! هل انت جادة !!!
لتشاركه الضحك ، إنه محق تماما هى بالكاد تستعمل سكين الفاكهة دون إصابة أصابعها بجروح .
*****
فى شقة أخرى بنفس البناية ، يدخل وديد حاملا الافطار الذى اشتراه للمرة الثانية ليندفع نحوه صديقه جابر بلهفة : لم كل هذا التأخير وديد ؟ أنا اتضور جوعا .
لينظر له وديد بغيظ : ومنذ متى لا تتضور جوعا جابر ؟؟
لكن جابر لم يهتم إطلاقا بل تناول ما بيد وديد ليسرع نحو المطبخ لإعداده .
عشر دقائق وكان الطعام جاهزا ليدعوه للمشاركة وبالطبع لم يتأخر وديد فإن فعل فلن يجد ما يتناوله
لاحظ جابر شرود صديقه ليأكل بصمت هو يعلم أنه ينتظر تثبيته بالبنك الذى يعمل به وهذا الأمر يوتره بشده فهو يخشى أن يخسر العمل وهذا يعنى خطوات للوراء والبدء من جديد.
*****
بعد ساعتين غادرت ياسمين . وقفت بإنتظار المصعد الذى تأخر لبعض الوقت . فتحت الباب لتستقله بصمت دون الاهتمام بمن يستقله بالفعل .
نظر لها جابر بإعجاب شديد ليحمحم قائلا : مرحبا . أنا جديد هنا .
لم يجد استجابة ليتابع : أقيم بالدور السابع برفقة صديقى  هو صاحب الشقة وقبل بإستصافتى .
هى لا تجيب وهو لا يتوقف عن الثرثرة ، اخبرها أنه طبيب أنهى تكليفه ليأتى للعاصمة بحثا عن فرصة جيدة . وقد وجد فرصته بأحد المستشفيات الاستثمارية .
توقف المصعد لتحمد الله أنها ستتخلص من هذا الثرثار . تبعها للخارج ليتساءل : ألن ترحبى بى !! أو اعرف اسمك على الأقل !! نحن جيران
توقفت بجوار سيارتها لتخرج المفاتيح بهدوء وهى تقول : ياسمين أقيم مع أبى وأكره المتطفلين .
قالت جملتها بنفس لهجتها المتدللة ليبتلع ريقه بصعوبة وهو يحدق بها : تكره المتطفلين وتحدثه بهذه الطريقة !!! كيف ستتحدث إن أحبته اذا !!!
انطلقت بالسيارة لتقطع تدفق أفكاره الحالمة ليكتشف أنها غادرت

مدللة الوديدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن