الحلقة الثالثة

10.3K 460 21
                                    

غزة تحت القصف 💔 دعواتكم لإخواننا فى فلسطين

الثالث

هما بالمطبخ منذ نصف ساعة تقريبا وهى تراقبه يتحرك بسلاسة ودون توتر . أتم تنظيف الدجاجة وشرع في إعداد الحساء ومع كل خطوة يقوم بها يشرح لها ببساطة .

وضع الغطاء فوق الاناء وهو يبتسم لها : سيكون جاهزا فى غضون نصف ساعة .
تنهدت براحة : انت انقذتنى وديد .
طأطأت رأسها بخجل : أنا مدللة فاشلة لا أصلح لشئ .

ها هي دموعها تعود للتجمع ليقف هو عاجزا أمامها ؛ هى مدللة حقا ، ربما أكثر مما ينبغى لكن...
حقا يليق بها الدلال !!!

لكنها حتما ليست فاشلة ؛ الفاشل هو الإنسان الذى يرضى بذلك .هذه قناعته الشخصية .

تنهد بعجز : ياسمين هيا كفاك بكاءا ..الطهو ليس أمرا صعبا لتصفى نفسك بالفشل لعدم إلمامك به .
رفعت إليه عينين دامعتين لتعتصر قلبه بلا رحمة : اتظن أن بإمكانى تعلم الطهو ؟؟
ابتسم بود فى محاولة لإخفاء ألمه عنها : بإمكانك تعلم كل شئ صغيرتى . مادمت ترفضين الفشل فلن يصل إليك مهما حدث .
حاولت أن تبتسم ليتلفت حوله ويحاول تغيير مجرى الحديث : هل نعد بعض الارز ام المعكرونة ؟؟
لتنتفض بحماس : أنا أعشق المعكرونة .ايمكنك أن تعلمنى كيفية إعدادها ؟؟
لينحنى ضاحكا ويشير لها لتتقدم : لك هذا صغيرتى المدللة .

لم تنتبه لوصفه لها " صغيرتى المدللة" ربما لأنها اعتادته من والدها ، ربما لشعورها بالألفة تجاه وديد ، ربما لشعورها به كمسئول عنها .. هى فقط لم تشعر بالنفور منه .

انهيا إعداد الطعام لتنظر له بفخر : انت طاه ماهر  .
ابتلع غصة بحلقة وهو يقول : كنت مضطرا للاعتماد على نفسى منذ الصغر .
شعرت بالمرار والألم فى صوته لتتساءل برقة وعفوية : هل عانيت كثيرا ؟؟
شرد للحظات متجمد الملامح قبل أن يقول : كان هذا فى الماضى .
عقدت ساعديها وهى تجلس أمامه : اسمك مميز حقا . اسمعه للمرة الأولى بحياتى .
عادت ابتسامته المتألمة : أطلقه أبى تيمنا بأمى
صمت لحظة خيل لها أنه يبتلع ألما مضاعفا ليقول : اسمها وداد  .

تمنت أن تسأله المزيد .. لابد أن أبيه متيم بأمه .
كم تعشق القصص الحالمة !!!!

لكن أمام شعورها بألمه ألتزمت الصمت . لن تحمله المزيد . هو أيضا كما يبدو يريد انهاء هذا الحوار .

تحرك نحو غرفة والدها : هيا علينا أن نتفقد العم لنعد له الطعام .
دخلا بهدوء واقتربا من الفراش لتهمس : على إيقاظه فقد حان موعد الدواء
لياتيها صوت حسن دون أن يفتح عينيه : أنا مستيقظ صغيرتى المدللة ، أنا مسترخ فحسب .
اقتربت بابتسامة مشرقة : اه منك حبيبى كنت تنوى التهرب من الدواء
ضحك حسن : وإن استطعت فكيف اتهرب منك
تظاهرت بالحزن : اتريد التهرب منى !!

فتح حسن عينيه ليرى الألم بعينى وديد وهو يراقبهما ليقول : مرحبا بنى .تفضل بالجلوس .
تنحنح وديد ليبتلع ألمه : عذرا عماه اردت الاطمئنان عليك فحسب .. سأنصرف الأن .
لتسرع ياسمين معترضة : لن تغادر حتى تتناول الطعام .
نظرت لأبيها بسعادة : علمنى وديد إعداد الحساء والمعكرونة .. سأعده وحدى فى الغد اعدكما بذلك .
عادت تنظر له : والان عليك تناول الطعام لأنه إن كان سيئا ستتناوله وحدك .

مدللة الوديدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن