الفصل الأول

600 10 0
                                    


"منال رتبي هذا منال إفعلي هذا منال أسرعي قليلا منال أنت كسولة منال منال منال وكأنه لا يوجد عاملين غير منال "
إنتفضت من ذلك الصوت الخشن لرب عملها عديم الرحمة
"لو تعملين بدلا من تلك الثرثرة التافهة لكنت الموظف المثالي لهذا الشهر
انا لا أدفع لك راتب كل شهر حتي تثرثرين مع نفسك "
نظرت إليه منال بغيظ شديد لو كانت النظرات تقتل لأردته قتيلا ذلك العجوز الخرف يتشدق عليها بالراتب الذي يعطيه لها وكأنها تأخذه منه كصدقة وليس لانها تعمل لقاء ذلك ,
لو لم تكن تحتاج هذا العمل بشدة من أجل طفليها لتركت العمل ولما كانت تحملت ذلك العجوز الخرف كل ذلك الوقت .
قالت بهدوء نسبي و ابتسامة سمجة بعيدا عن ذلك الضخب المدوي بداخلها
"ماذا تريد أن أفعل بعد سيد عماد "
أشار عماد علي مكان بيع العطورات النسائية و تحديدا لذلك الرجل الذي يقف هناك منذ فترة كبيرة يبدو عليه أنه حائر في ماذا يختار من تلك الأشياء الكثيرة يبدو منعدم الخبرة في تلك الأمور .
قال عماد بنبرة تأنيب وتهكم
"ساعدي ذلك العميل هناك و الذي يبدو أنه لا يعرف ماذا يريد وإنتبهي إلي عملك يا منال ذلك التحذير الأخير "
قال ذلك ثم استدار مغادرا المكان في إتجاه مكتبه القابع في الدور العلوي من ذلك المجمع التجاري الكبير والذي يملكه ذلك العجوز .
نظرت منال إلي تلك الجهة مرة أخري تنظر إلي ذلك الرجل .
أخذت عدة أنفاس و هي تحاول الهدوء و توجهت إليه بخطوات بطيئة تتقدم خطوة و تتراجع عشر لا تعلم لذلك سبب سوي تلك الهالة المنبعثة من ذلك الرجل
يبدو رجل ذو شأن هام.
أخيرا اقتربت منه وتنحنت قائلة
"هل تحتاج إلي المساعدة سيدي "
استدار إليها الرجل وتفحصها ببطئ من رأسيها إلي إخمص قدميها ثم نظر في عينيها بتركيز شديد وقال
"نعم أحتاج المساعدة أريد أن أبتاع عطرا نسائيا و لكني لأعرف ما تفضله النساء "
كان رجل طويل ضخم البنية شعره أسود طويل يتخطي عنقه قليلاً خالطه بعض الشيب في الفودين
ذو بشرة بيضاء تشوبها حمرة طفيفة و عيوان سوداء كحيلة شديدة الاتساع  جميلتين  بل للحق جميلتين بشدة .
وبخت منال نفسها
"ماذا تفعلين يا منال ركزي في عملُكِ يا حمقاء ما شأنكِ أنتِ إن كانت عيناه كحيلة ساحرة  ستخسرين عملُكِ يا مغفلة ولن ينفعك ذو العينين الكحلتين بشيئ"
قالت بعملية
"حسنا سيدي إن أخبرتني لمن تلك الهدية قد أستطيع مساعدتك هل هي لزوجتك لشقيقتك لوالدتك لحبيبتك هكذا حتي أستطيع الإختيار نسبة لقربك من المعنية بالأمر "
نظر إليها الرجل بنظرة ثلجية و قد تحولت عينيه الكحلتين إلي جليدية شديدة القسوة .
"ليست أي من ما ذكرتي أنها لأبنتي الصغيرة "
عقدت حاجبيها من تغيره المريب
في ماذا اخطأت حتي ينظر إليها تلك النظرة .حسنا لا يهم يا منال ليس من شأنكِ ساعديه في العثور علي ذلك العطر اللعين الذي يريده و انتهي الأمر
"
قالت بعملية تريد إنهاء الأمر سريعا قبل عودة السيد عماد ثانية
"كم عمر تلك الصغيرة سيدي حتي أختار لها ما يناسب عمرها "
لم تتغير تلك النظرة في عينيه وقال ببرود "عشر سنوات "
اغتاظت منال من ذلك الرجل ما كل هذا الغرور والبرود الذي يتكلم به
تنهدت مرة أخري و ذهبت إلي مكان في أخر الرواق ثم عادت وهي تحمل في يديها زجاجة عطر وردية اللون
ثم قالت له
"أعتقد أن هذا النوع مناسب لها ولعمرها "
رد عليها مؤيد بنفس البرود السابق
"حسناً سأخذه "
قالت ببتسامة عملية وهي تكز علي أسنانها
"دقائق و اجهزهه لك يا سيدي "
ثم ذهبت وعادت بعد قليل وقدمت إليه الحقيبة البلاستيكية بنفس الابتسامة السمجة
"تفضل سيدي "
أخذ منها الحقيبة البلاستيكية بدون حتي أن يشكرها و ذهب إلي قسم المحابسة لكي دفع ثمن العطر
كزت منال علي أسنانها بشدة و قالت بغيظ "مستفز و جلف ايضا لم يشكرني حتي "
قاطع حديثها مع نفسها  عميل أخر يريد المساعدة في إختيار شيئ.
توجهت إليه ببتسامة وقالت
"بماذا أساعدك سيدي "
نظرة إليها الرجل نظرة قذرة وعينيه تتطلع إلي مفاتنها بطريقة فجة ثم عض علي شفتيه وقال
"أريد عطراً لذيذاً مبهج يثير الحواس و يحرك الرغبات "
كزت منال علي أسنانها بشدة وهي تسمع ذلك الغزل الفج المبطن
و ذلك شيئ تتعرض له يوميا ولا تستطيع الرد بما يليق لانها قد تخسر عملها .
أخذت نفسا تهدئ به نفسها
"لمن تريده سيدي "
ازداد عضه علي شفتيه ثم مرر لسانه علي شفتيه في تعبير قبيح
"إلي زوجتي لعل و عسي تستطيع جذبي إليها "
أرادت منال ضربه بشدة ذلك الحقير الشهواني ولكنها تماسكت واستدارت تبحث عن طلب ذلك القذر ولكنها شعرت به خلفها قريباً منها بشدة ويده تحاول لمسها بطريقة قذرة .
انتفضت منال واستدارت إليه فأبتعد قليلا .لم تنتظر منال و رفعت يدها و هوت بها علي وجنته تصفعه بقوة
تراجع الرجل للخلف قليلا و كأنه لم يتوقع ذلك ,
أحمرت عينيه و نظر لها بغضب وقال بصوتاً مرتفع
"كيف تتجرأين علي صفعي أيتها ****"
التمع الغضب في عينيها وقالت بجنون
"كما تجرأت أنت و حاولت لمسي بطريقة قذرة "
أتي السيد عماد علي ذلك الصوت المرتفع و هو يلهث  قال مخاطبا الرجل
"ماذا حدث سيدي لما كل ذلك الأنفعال اهدأ قليلاً و سأفعل لك ما تريده "
ثم نظر إلي منال يتوعدها علي ذلك العرض الذي سيضر بسمعة المكان
قال الرجل و هو يلهث من شدة الغضب
"لقد صفعتني تلك ****و أنا لن أمرر ذلك الفعل أنتم لا تعرفون من أنا و ما الذي أستطيع أن افعله "
ابتلع عماد ريقه من هذا التهديد الصريح
و نظر إلي منال بغضب
"هل فعلتِ ذلك يا منال "
توترت منال من تلك النظرة و لكنها أجابت "نعم سيد عماد فعلت ذلك  لكنه ....."
قاطعها عماد بقسوة
"إذا أنت مطرودة يا منال لقد أكتفيت من مشاكلكِ الكثيرة "
تملك القهر من منال و الشعور بالظلم هو حتي لم يستمع إليها ماذا ستفعل الأن كيف ستجد عملاً أخر بهذا الراتب المرتفع ولكنها لم تظهر علي وجهها اي من ذلك
بل شمخت بأنفها وقالت
"بل أنا من لا يشرفني العمل لديك بعد
الأن أيها العجوز "
وأستدارت مغادرة تاركة عماد يحاول تهدئة ذلك الرجل الحقير                                  *********

كان هو يراقب ذلك الموقف من بعيد منذ أن تركها قبل قليل
رأى كيف ينظر إليها ذلك الرجل بشهوة فجة و كيف حاول ملامستها بقذراة و لكن ما منعه من التدخل هو أنه كان يريد أن يري كيف ستتصرف حيال تحرشاته اللفظية و الجسدية
ابتسم بسخرية حين قام ذلك العجوز بصرفها من العمل
مرت من جانبه تلك العاصفة و هي تثرثر مع نفسها بغضب كالمعتاد
ناداها بغلظة
"هاي أنتِ توقفِ "
استدارت منال بغضب لا ينقصها سوي ذلك المغرور ذو العينين الكحلتين الأن
"ماذا تريد يا سيد "
قال ببرود
"مؤيد السالمي "
طحنت أسنانها من شدة الغيظ
"ماذا تريد مني يا سيد مؤيد "
قال مؤيد بسخرية و استفزاز
"بما إنكِ أصبحتِ خالية من العمل أريد أن أعرض عليكِ العمل لديي "
ضيقت منال عينيها بريبة
"و ما نوع ذلك العمل "
إبتسم مؤيد إبتسامة سمجة
"أريد من يطهى لنا الطعام  الطاهى في عطلة مرضية و احتاج من يحل محلهُ حتي يتعافى "
فكرت منال قليلاً حسناً ليس أمامكِ حلا ً أخر فلتعمل لدي السيد العظيم المغرور حتي تجد عملاً أفضل
تطلعت به قليلا ثم قالت
"حسناً سيدي انا موافقة متي أستطيع البدء "
إبتسم ببرود كان يعلم أنها ستوافق يبدو عليها حاجتها للعمل و إلا لم تكن لتصمت على تحرش ذلك السافل بها لفظياً
" أريدكِ غداً "
ثم أخرج من جيبه بطاقة تعريف صغيرة و قدمها إليها
"تلك أرقامي و عنوان منزلي أريد منكِ الحضور غداً "
ثم استدار مغادرا تاركاً لها تتطلع إليه تعاتب نفسها علي قبولها السريع لذلك العمل وقلبها ينقبض بشدة يخبرها إن القادم ليس جيداً ليس جيداً أبداً
**********

قنينة الأغواء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن