الفاتحة 2

353 1 0
                                    

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)

{ بسم الله الرحمن الرَّحِيمِ }

الاسم : اللفظ الذى يدل على ذات أو معنى . وقد اختلف النحويون فى اشتقاقه على وجهين ، فقال البصريون : هو مشتق من السمو ، وهو العلو والرفعة ، فقيل : اسم ، لأن صاحبه بمنزلة المرتفع به .

وقال الكوفيون : إنه مشتق من السمة وهى العلامة ، لأن الاسم علامة لمن وضع له ، فأصل اسم على هذا " وسم " .

ويرى المحققون أن رأى البصريين أرجح ، لأنه يقال فى تصغير " اسم " سُمىَ ، وفى جمعه أسماء ، والتصغير والجمع يردان الأشياء إلى أصولها . ولو كان أصله وسم - كما قال الكوفيون - لقيل فى جمعه : أوسام ، وفى تصغيره وسيم .

ولفظ الجلالة وهو " الله " علم على ذات الخالق - عز وجل - تفرد به - سبحانه - ولا يطلق على غيره ، ولا يشاركه فيه أحد .

قال القرطبى : قوله " الله " هذا الاسم أكبر اسمائه - سبحانه - وأجمعها حتى قال بعض العلماء : إنه اسم الله الأعظم ولم يتسم به غيره ، ولذلك لم يئن ولم يجمع : فالله اسم للموجود الحق الجامع لصفات الإِلهية ، المنعوت بنعوت الربوبيه ، المنفرد بالوجود الحقيقى ، لا إله إلا هو - سبحانه -

و { الرحمن الرحيم } صفتان مشتقتان من الرحمة . والرحمة فى أصل اللغة : رقة فى القلب تقتضى الإِحسان ، وهذا المعنى لا يليق أن يكون وصفًا لله - تعالى- ، ولذا فسرها بعض العلماء بإرادة الإِحسان . وفسرها آخرون بالإِحسان نفسه .

والموافق لمذهب السلف أن يقال : هى صفة قائمة بذاته - تعالى - لا نعرف حقيقتها ، وإنما نعرف أثرها الذى هو الإِحسان .

وقد كثرت أقوال المفسرين فى العلاقة بين هاتين الصفتين ، فبعضهم يرى أن { الرحمن } هو المنعم على جميع الخلق . وأن { الرحيم } هو المنعم على المؤمنين خاصه . ويرى آخرون أن { الرحمن } هو المنعم بجلائل النعم ، وأن { الرحيم } هو المنعم بدقائقها .

ويرى فريق ثالث أن الوصفين بمعنى واحد وأن الثانى منهما تأكيد للأول . والذى يراه المحققون من العلماء أن الصفتين ليستا بمعنى واحد ، بل روعى فى كل منهما معنى لم يراع فى الآخر ، فالرحمن بمعنى عظيم الرحمة ، لأن فعلان صيغة مبالغة فى كثرة الشئ وعظمته ، ويلزم منه الدوام كغضبان وسكران . والرجيم بمعنى دائم الرحمة ، لأن صيغته فعيل تستعمل فى الصفات الدائمة ككريم وظريف . فكأنه قيل : العظيم الرحمة الدائمة .

أو أن { الرحمن } صفة ذاتية هى مبدأ الرحمة والإِحسان . و { الرحيم } صفة فعل تدل على وصول الرحمة والإِحسان وتعديهما إلى المنعم عليه .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 07, 2008 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الفاتحة 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن