توقفت عن اعمالي بالحقل فاليوم هو السبت وكعادة لدينا حفظتها عن ظهر غيب سأخرج لترفيه عن نفسي وزيارة اماكن لم أزرها من قبلحملت ما احتاجه دواء لسعالي المفرط الذي كان بسبب السجائر التي تحرق رئتاي ولكن من يأبه؟
لا اريد اطالة الحياة على اي حال..
التقطت علبة مسكن حتى تذهب نوبات الصداع المفرطة التي تنتابني مؤخرا ثم ارتديت معطفي فأجواء أكتوبر ليست بمزحه مطلقا
لم تكن لدي سياره فأنت تعلم بكم أمقت قيادة السيارات التي تصيبني بالهلع الشديد لذا قررت السير على الأقدام حتى اصل لمرادي
نظرت لأجواء المدينة الصاخبه والمزدحمه والتي كانت تماما عكس هدوء الريف وراحته ،تسائلت كيف كنت تعيش بين هؤلاء يا كل كلي؟!
أنت كنت مثلي لا تحب الأكتظاظ الشديد ولا تحب الحديث مع الناس لهذا كنت تلجىء لي وألجىء لك
تعتبرني ناسك واعتبرك بلدتي تعتبرني قمرك الذي يضيء عتمتك واعتبرك سمائي التي لا تنجلي مهما انجلى قمرها
قررت النزول لمحطتي الاولى ألا وهي مقهى لصنع القهوة والكعك كانت هذه أولى محطتنا التي أعتدنا دخولها قبل أبتداء الرحله
وطأت بقدماي داخل المقهى لتلفح رائحة القهوة والكعك المحضر بعنايه انفي لأستنشقها وازفرها بهدوء بعد اغماض عيناي ثم ابتسم على فعلتي،كنا هكذا نفعل كلما وطأت أقدامنا هذا المقهى وكالسذج نضحك على طفولية افعالنا
اتخذت مقعدنا المفضل وقمت بطلب طلبنا المعتاد كعكة بالشكولاته المذابه وقهوة سوداء حلوه!
انتظرت كثيرا لأنظر لجهة الأخرى من المائده أيخيل لي اما انه واقع؟
كنت انت تجلس مقابلا لي و تتكأ على احدى يديك وأبتسامتك المربعية تزين ثغرك وعيناك السوداء تنظر لي حركت شفاهك بعد برهة من أطالة النظر
"الطلب"
وعيت عندما قام النادل بهز كتفي قليلا ثم قام بوضع طلبي على المائده ابعدت نظري عنه لاعاود النظر للمكان الذي تلاشت به هيئتك ف أصبحت من العدم من جديد أبتسمت بخفة وبدأت بالأكل متسائلة بأعماقي راجية
أستكون برحلتي يا كل كلي لنصنع بها ذكريات اندثرت منذ سنين؟