ارشدتني لغرفة الأطفال بعد ان لملمت نفسي وشتاتها التي تبعثرت عند ذكراك كالعادة ،عاودت الابتسامه عند رؤية الاطفال وهم يلعبون ويمرحونلو كنت بجواري يا كل كلي لكنت اخذت مقعدا بينهم واخذت تلقي النكات وتداعبهم فحبك الشديد للأطفال كان يلمع بعينيك بينما اراقبك بخيبة امل مني
فماذنبك ان تزوجت بأمرأة عاقر لن تجلب لك ولد يؤنسك ويكون سندك الذي ستتكىء عليه وتفخر به بين العالمين
كنت ترى الحزن بعيناي حينها فتستقيم من جموع الاطفال وتأتي ألي تنظر لعيناي بنظراتك الحنونه والدافئه ثم تقبل جبيني بروية وتمسك يدي وتضعها على أيسرك فتنبس بحلو ثغرك عنما دار بقلبك الجميل
"والله ان هذا القلب لا يحتمل ان تكسو زمردتيك الحزن والكسر،لا اريد اطفال فكل ماريده هو انا وانتي ومنزل الريف الذي يحيطنا هل هناك نعيم اكثر منه لأنتعم؟"
ابتسمت لك لتزيل العبرات من مقلتاي ثم تعاود الأبتسام وتسحبني معك لنبقى مع الاطفال نضحك ونلعب ونغني بصوت عال ويشاركوننا الغناء بسعادة وهناء ولكن من قال ان السعادة دائمه؟
تهالكت ذكرى ازدهاري وانقشع غلاف احلامي الذي كان يسد به فوهة واقعي ادركت الواقع
فلم اجدك تغني ولم اجدك تضحك مع الاطفال وتداعبهم لم تزل عبراتي التي سقطت من مقلتاي ولم تلقي علي احدى كلماتك الحلوه لانسى المي
عوضا عن هذا شعرت برداءي يشد من طرفه فنظرت بحيرة للطفلة التي شدته لأتقرفص بمستواها وابتسم لها رغما عني فمن يكبح ابتسامته عند رؤية الاطفال!
رأيتها ترفع اناملها الصغيره وتمسح دموعي قهقهت بخفة للطفها و على عبوسها الذي ارتسم على محياها فسألتها
"مابال عبوسك؟"
"مربيتي تخبرني بأن الملائكة الذين يساعدوننا لا يبكون فلما اراك تبكين ها هنا؟"
وكأنها أرسلت لي لأبتسم حتى تذكرني بعهد قد قطعته عليك حينئذ ،نزعت احزاني كنزع منفرا وارتديت السعادة كرداء مستتر
كل كلي علمتني ان بالحياة السعادة هي الأهم فستضل السعادة عنواني مادمت بالله وبك أستعن..