الحلقة الثامنةكان كل حرف يقرأه خالد تنهمر من عينه دمعة عليه حتى انتهى وبكى بصوت عالٍ قائلاً :
- سبتينى لوحدى لية يا ماما ! انا عايش فى عالم وحش اوى ، هحققلك طلبك وهجيلك ، هجيلك يا حبيبتى ...
وضع خالد الملابس والصورة فى الصندوق مرة أخرى ونظفه من الأتربة وحمله ثم اتجه إلى الخارج واغلق الباب واتجة إلى عم محمد مرة أخرى لكن تلك المرة ليعرف عنوان المقابر ، نطق خالد متسائلا :
- فين المقابر يا عم محمد
وقف محمد ثم اشار إلى الخارج قائلاً :
- شايف الشارع اللى فى الوش ده يا ابنى ، هتمشى لأخره وبعدين تخش شمال هتلاقى شارع طويل هتفضل بردو ماشى لأخره وهتلاقى على اليمين المقابر ، هى هناك
مد خالد يده ليودع محمد قائلاً :
- شكرا يا عم محمد ، ان شاء الله هاجى تانى
ابتسم محمد بحب قائلاً :
- هستناك يبنى ، تنور فى اى وقت
خرج خالد ثم اتجه إلى سيارته وانطلق الى المقابر حيث قبر والدته ...***
ارتدت شيرى فستانها واستعدت للحفل وكانت حنين طوال فترة بقائها تفكر فى خالد وما هى حالته الان فلاحظت شيرى شرودها فأردفت :
- نونى !! نوووونى اية يا بنتى سرحانة فى اية
ابتسمت حنين محاولة اخفاء ما يدور برأسها قائلة :
- لا مفيش اصلى منمتش امبارح و بسرح
نظرت شيرى إليها بنصف عين قائلة :
- عليا انا بردو !! انا عارفاكى كويس اوى .. شكلك بتفكرى كدا فى حد صح ؟
حركت حنين رأسها بالرفض قائلة :
- لا هفكر فى مين انا زى ما بقولك كدا ببقى سرحانة لو منمتش كويس
ضحكت شيرى قائلة :
- ماشى يا ستى هصدقك بس هتحكيلى بتفكرى فى مين بعد الحفلة
ابتسمت حنين واردفت :
- بردو !!
حركت شيرى رأسها بالإيجاب قائلة :
- ايوة بردو ، يلا بقى ننزل علشان الحفلة والناس اللى جاية***
وضع خالد رأسه على قبر والدته وبدأ فى البكاء بشدة وظل على هذا الوضع لبضع دقائق ثم اعتدل ونظر إلى قبر والدته واردف :
- انا بتعذب كل لحظة يا ماما ، دعوتك استجابت ومبقتش فقير وبقيت كويس وعندى فيلا وعربية وفلوس بس مش مستريح يا ماما ، ابنك مكنش قدامه طريق غير انه يبقى مجرم .. بيقتل علشان يقبض ويعيش ، غصب عنى والله بس هو ده الطريق اللى لقيته قدامى ، اى حد مكانى كان هيعمل اللى انا عملته ده واكتر ، واحد اتعذب سنين فى ملجأ ويوم ما يهرب لقى الطريق ده ومكنش فيه حل تانى ، انا عارف انى طالما قتلت هيجى يوم واتقتل فيه بس قبل ما ده يحصل لازم انتقم من اللى عمل فيكى كدا ، انتقم من القاتل اللى قتلك ده ، الحسنة الوحيدة اللى خدتها من الطريق ده انى بقيت اقتل بدم بارد وده اللى انا محتاجه علشان اقتل ... اقتل ابويا ، هنتقم منه زى ما حرمنى منك وخلانى اترمى فى الملجأ ، المهم دلوقتى انا حققتلك طلبك وجيت اهو ، انا مش حاسس بالرصاصة ولا حاسس بأى تعب طول ما انا معاكى ، تعرفى انك كنتى قمر اوى .. كان نفسى اشوفك وانتى موجودة واحس بحنان الأم بس ربنا مقدرش بكدا .. على الرغم انك مش موجودة بس حسيت بحنيتك من الورقة اللى كتبتيها ، متزعليش منى يا ماما علشان الشغلانة اللى شغالها دى والله غصب عنى بس اوعدك انى بمجرد ما اخلص اللى عايزه هسيب الطريق ده خالص