استيقظت زهرة في الصباح الباكر كعاداتها كل يوم حتى تذهب لعملها، استيقظت في تمام الخامسة فجرا، وأيقظت زوجها عادل وأعدت طعام الإفطار لها وله حتى يتناولوا طعام الافطار قبل النزول للعمل.
زهرة في العام التاسع والعشرون من عمرها، ذات ملامح مصرية أصيلة قمحاوية البشرة متوسطة الطول، ليست بالبدينة أو النحيفة، ترتدي الحجاب وتحفظ القرآن الكريم. تخرجت من كلية الآداب قسم فلسفة، وتعمل مدرسة للفلسفة في إحدى المدارس الثانوية.
تزوجت من عادل زميلها في المدرسة، يدرس مادة الأحياء، يكبرها بثلاثة أعوام، هو أيضا ملامحه مصرية، عندما تراه في أي بلد أو أي مكان تقسم أنه مصري الجنسية. عادل له نفس صفات زهرة الجسمانية غير أنه أطول قليلا ومفتول العضلات، تراه فتيات المدرسة وسيما، وإنصافا للواقع هو أقرب ما يكون للوسامة ولكنه ليس عمرو دياب أو أحمد عز، كان ذلك رأي زهرة عندما سألتها عنه والدتها بعد أن تقدم لخطبتها، هكذا كانت هي تراه.
عادل مدرس حازم مع طالباته، يتقن عمله في المدرسة ويراعي الله في عمله، يعطي دروس التقوية ومجموعاتها، طيب القلب يعشق زهرة من كل قلبه ولكنه بسبب الدروس والمجموعات نادرا ما كان يستطيع أن يحادثها إلا في وقت الافطار الذي يتناولانه على عجل.
أما زهرة فهي خجولة بطبعها، شديدة الحياء، تراعي الله في طالباته وعملها، تعطي بعض مجموعات التقوية ولكنها تعتذر عن الدروس نظرا لانشغالها بأعمال المنزل ورعاية والدة عادل التي تقيم معهما.
الحالة المادية لهما تجعلهما من الطبقة الوسطى الأقرب للأغنياء، لدى كل منهما سيارة خاصة به ورصيد بنكي، وخادمة تراعي شئون المنزل أثناء غياب زهرة. اشترك لها عادل في أحد النوادي الكبيرة ولكنها نادرا ما كانت تذهب هناك لأنها دائما تذهب وحدها؛ نظرا لانشغال زوجها بالدروس الخصوصية.
رغم انشغال زهرة الدائم في العمل والمنزل والخروج، إلا أنها دائما ما تشعر أنها وحيدة، ليس لها أصدقاء، نظرا لخجلها وانطوائها. تربت زهرة منذ نعومة أظفارها على العزلة والانطوائية، هي وحيدة والداها.
توفى والد زهرة وهو عائدًا من عمله على العبارة السلام. كان يعمل في المملكة العربية السعودية وكان عائدا على متن العبارة. ومنذ ذلك الوقت ووالدتها كرست لها حياتها، كانت هي الوالد والوالدة كانت لها كل شيء. لم تتزوج والدتها وقررت أن تهب حياتها لابنتها وكانت لها كل شيء، وكانت زهرة تحب والدتها جدا فكانت لها الوالدة والصديقة، ومنذ وفاة الوالد لم تكوِّن زهرة أية صداقات واكتفت بوالدتها ودروسها، كانت حياتها تمضي بقرارات والدتها.
اختارت لها الوالدة كل شيء في حياتها، الحجاب وحفظ القرآن، حتى في الثانوية العامة اختارت لها القسم الأدبي. لم تعترض زهرة أبدا على قرارات والدتها، اعتقادا منها أن أمها تعرف أفضل منها في كل شيء.
أنت تقرأ
المتمردة
Romanceعندما ننسى أنفسنا ونكرس حياتنا لآخرين، هنا نضيع بلا رجعة لأننا عندما نفيق نجد أننا فقدنا هويتنا وضاعت منا أحلامنا. في هذا الوقت نندم على فاتنا في رحاب الآخرين؛ خاصة إذا لم يشعروا بنا وبما نقوم به من أجلهم. فتبًا لهم وتبا لنا. سحقا لكل من أساء لقلب أ...