٤. 🌊

1.2K 116 63
                                    

-

قُبلةٌ على عُنقي بينما انا أتناولُ الفواكِة ؛ طبعها كليو ,
يجلِسُ أمامي بكأسٍ من القَهوة ,
" البرتقال ؟ " - إستغرب ,
" معدتي تؤلمني, لا أريدُ القَهوة " - أجبته ..

معدتي تؤلمني من التَفكيرِ المُستَمِر,
من التوترِ المُستَمر ..

" لابدَ أنكَ متوترٌ بشأنِ جلسةِ التَصوير " - قالَ يَلتقِط جهازهُ اللَوحي,
مُخطِئ ,
متوتِرٌ انا بسببِ قُبلةٍ إختبأت بينَ ممراتِ إيسكيا الدافِئة ,
" نعم , نوعًا ما .. " - همست ,
صوتي منخفِضٌ جدًا اليوم ..

" لنتجوَل في الأرجاء بعدَ إنتهائِك , همم ؟ " - قالَ لي ,
أهزُ رأسي ,
يبدو مُهتمًا اليوم ؛ هذا غَريب ..

أنظرُ إليه عندما وقفَ يمشي مبتعِدًا ,
يضعُ عُلبةٌ بلاستيكية أمامي ,
برفقتِها عدَدينِ من المجلات ,
" تناول هذا الدواء , سيُساعِدك .. " - " شكرًا "
" أنظر ,هذا مفهومُ الصور لليوم " - " أعلم " - يَنحني رأسي..

لازلتُ أشعرُ بتأنيبِ الضَمير!

أفكرُ للحظات,
لستُ انا من بدأَ تِلكَ القُبلة لماذا أشعرُ بالذَنب!
لكنني إنجرفتُ فيها ؛ ويحي!

يُغادِرُ الشُقة ليُدَخِن سجائِرهُ فأتنهد انا ,
أضعُ رأسي على الطاوِلة بإرهاق ,
لم أنَم طوالُ البارِحة , هذا سيء ..

--

أنهيتُ جلسةُ تصويري في الثانيةِ مساءًا ,
أمشي بجانِب حبيبي الألماني الطَويل ,
نتجولُ حولَ إيسكيا بهدوء ,
كاميرتي الصَغيرة في يميني ,
و كليو الذي يحمِلُ حلوى القُطن أشاحها إلي ,
" لا أحبها " - أجبتهُ ببرودٍ بينما إستدرتُ لإلتقاطِ صورةٍ خَلفي ..

" أوه نسيت " - همس ,
" أعلم " - قلت ,
اليوم انا على حافةِ جُرفٍ ولا أعلمُ لماذا!

" مالذي تعنيه بأعلم ؟ " - قالَ يستغرِبُ نَبرتي الحادَة ,
" أعلمُ بأنَك نسيت, لأنَ هذهِ هي المرةُ الرابعة أخبركَ بأني لا أحبها " - ابتسمتُ أخيرًا ,
أحاوِلُ تظليلُ غَضبي و توتُري المُبطَّن ..

يمشي بجانِبي مجددًا ,
"لنلتَقِط صورةٌ هنا" - قالَ يُشيرُ إلى الرسمةِ على الحائِط ..

يتحدَث بإيطاليةٍ مَهزوزَة إلى أحدِ المارَة لتلتَقِطَ صورةٌ لنا ,
نشكرها كِلانا ,
يسألني مبتسِمًا " ماذا فعَلت ؟ "
" وضعتُ كفي على فمي " - قلتُ ضاحِكًا ,
يهزُ رأسه بهدوء , " ماذا عنك ؟ " - " لوَّحتُ بكَفي .. "
يمدُ يدهُ إلي, يلتقِط مني حقيبتي ,
ثمَ يحشرُ كفهُ بينَ أصابعي ..

"𝘐𝘵'𝘴 𝘙𝘢𝘪𝘯𝘪𝘯𝘨 𝘐𝘯 𝘉𝘦𝘳𝘭𝘪𝘯 "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن