ها أنا أضعُ قدمي خارج هذه الطريق الموحشة وقد
أقسمتُ أني لن أراها ثانيةًآه يا إلهي ما الذي يجري هنا !!
لِمَ أنا هنا !!
لِمَ أنا في نقطة البداية ؟!
آهٍ ماذا سأفعل ؟!أتجهت أنظاري الى الطرق الثلاث المتبقية....
ولكن أيُّها سأختار ؟
هل لدي القوة في خوض مغامرة أخرى ؟
ولكن ما عساي أن أفعل غير ذلك ؟!أخترتُ طريقي الثاني كأختياري للأول....
بدون أن أسمح لعقلي بالتفكير ....
ولا لقلبي بالإعتراض !!اتخذتُ قراري وخطوتُ خطوتي
ما إن وطئت هذه الطريق
حتى هبت ريحٌ عاصف جرفتني معها
بدون أن أُبدي أي ردة فعلرمتني !! كما ترمي ذرات الرمال
سقطت على ظهري لا أكاد أقوى على النهوض
ما إن هدأت العاصفة وسكنت
حتى رأيت رجلاً شاخصاً إليّ ببصره
علت الإبتسامة على وجهه: مرحباً
: من أنت ؟
: أنا قدركِ ! هيا أنهضي لا وقت للتباطؤ هنا !أمسك بيدي وأنهضني برفق....
سلمتُ أمري له وكأن لا رأي لي !!
يتقدمني ببضع خطوات
لا أرى شيئاً من الظلام سواه !
ولا أعلم ماهيَّة هذا المكان ؟سوى أني أيقنت أنه مليء بالحُفر !
كلما أتقدم خطوةً أقع في حفرةٍ حتى أُنهكت قواي
وهو ينادي
: اسرعي أيتها الحبيبة لم يبق شيءحتى وصلتُ إليه ...
جلستُ على الأرض منهكة أشعر أنني عطشى ناولني قارورة
: خذي
: ما هذا ؟
: انه الماء ، خذي
: لكنه ليس ماءاً
: بلى ، اشربي حتى نواصل المسير ....ما كدتُ أرتشف منه رشفةً حتى بصقته
: ما هذا ! إنه ليس ماءاً ، هذا مقزز للغاية !
تعالت ضحكاته وأبتعد عني !: الى أين أنت ذاهب ؟ أنتظر سآتي معك
نهضت بسرعة كي ألحق به لا أدري ما الذي تعثرت
به قدماي حتى وقعت على وجهي !أستقمت ببطئ
آه يا إلهي لا أرى شيئاً الظلام في كل مكان
بلا صديق ولا أنيس واصلت السير مجدداًألتقطتْ أسماعي أصوات هرولة !!
يا ترى من هؤلاء ؟!
آه ربما عاد قدري ؟
لم أكد أُكمل جملتي حتى بدا لي مجموعة ذئاب قادمة نحويشلّت الصدمة حواسي وغاب عقلي عن التفكير
حتى انتشلتني من الصدمة يده
: هيا ما بكِ ؟ لما تقفين هكذا !!جرّني خلفه ولكن مهلاً ! !
ما لِقدماي لا يتحركان ؟ !
باتت الذئاب قريبةً جداً مني !!
هجمت عليّ ؛
أفلت يدي
: لا أرجوك ، لا تفلتها ، ساعدنيأستجمعت نفسي وركضتُ خلفه والدماء تجري من بدني
حتى جاوزتها ،
انحنيتُ واضعةً يداي على ركبتي
وألتقطتُ أنفاسي وكأنها الأخيرة: أتريدين قليلاً من الماء ؟
: كلا أرجوك لا أريد ، احتفظ به لنفسك
قهقه عالياً ....
: لا عليكِ ،
تناول القارورة حتى لم يُبقِ على آخرها: هيا علينا مواصلة المسير حتى نبلغ البوابة ؛
سرنا معاً واضعاً يده في يدي وإبتسامته التي لم تفارقه منذ أن رأيته أول مرةحتى قطعنا نصف المسافة ، هبت ريح عاتية لم تقتلعنا من مكاننا فحسب بل اقتلعت قلبي من جذوره !
شعرتُ بوخز شديد في صدري
أغمضتُ عيني متألمة يا إلهي ساعدني
حتى هدأ روعي وكأن شيئاً لم يكن
صرتُ أجول ببصري في الأرجاء ،
لقد أختفى ثانية !!
أيها الأحمق لن أبحث عنك ولن أثق بك لقد خذلتني مرة ثانية_____________________ يتبع======