-2-

17 3 0
                                    

صرتُ أسير على غيرَ هدىً أو سراجٍ منير
أتعثر تارةً وأستعيد توازني تارةً أخرى

حتى أنقشعت الظلمةُ قليلاً ؛
بتُّ أبصرُ نوراً ضئيلاً
أستبشرتُ خيراً به
وصرتُ أقتربُ رويداً رويداً منه
حتى اقتربت منه

أتضح إلي أن ذلك النور ما هو إلا فتاة صغيرة
في مقتبل عمرها
بيضاء كأنها كوكب دريّ

خُيِّل لي أنها ملاك من ملائكة ِالجنة !

أبتسمتْ لي وقالت : أتبعيني !!
كدتُ أن أتبعها وأنا مسحورة بجمالها
ولكن !!
أرتبت !  كعادة قلبي المرتاب
خشيت كعادتي في الخوف من المجهول
شدّت على يدي
: هيا لا وقت لدينا يجب أن نسرع ؛

سحبت يدي منها بقوة وأخذتُ أهرول بعيداً
الى حيث لا أعلم !!
وحيدةٌ أتخبصُ في أمري
صغيرةٌ على تحمل مشاقِ هذا الطريق
لم أبتعد كثيراً
فإذا بالظلام ينقشعُ تدريجياً

بان لي أن شخصاً يقف بمقربةٍ مني
فُزِعتُ للوهلةِ الأولى !!
تراجعت للخلف بضع خطوات
حتى أتضحت لي معالمه

شابٌ في مطلع العشرين من عمره
ذو هيبةٍ و وقار
أبعثت الطمأنينة في نفسي
باسطاً إليَّ يده

: اقتربي
: من أنت ؟
: لا داعي للخوف فقط أعطني يدكِ

وبدون سابق إنذار أراني أتمسك به بقوة وأتبعه بدون
وجهةٍ محددة
مطمئنةُ البال ؛
واثقةُ القرار
مغمضةُ العينين وكأني لستُ أنا !!

لا أعلم كم المدة التي سرنا معاً
لكن أشعر حيناً أني أرتفع عالياً
وأهبط بقوةٍ في الحينِ الآخر

حتى شعرتُ بإنقباضةِ قلبي ؛
و وحدة عالمي ؛ ونباح الكلاب حولي
فتحتُ عيني وجلة فلم أره بجانبي
والكلاب تتحين الفرصة للإنقضاض علي
فاتحةً أفواهها مستعدةً لفريستها

:أين أنت ؟  أين تركتني ؟  أنقذني أرجوك
كان واقفاً ينظرُ إليّ من بعيد
ثم أستدار ومشى ولم يلتفت !!

أستسلمتُ للموت وأنا أراها تتقدم نحوي
أغمضتُ عيني كي لا أرى مصيري
وإذا بصوتٍ يناديني

: أنهضي يا صغيرتي
هياأنهضي بسرعة
ألتفتُ واذا بــ رجلٍ يقف عند بوابةٍ كبيرة
نعم إنه أبي !

: أبـــي أنتضرني يا أبي أرجوك لا تتركني ،
: هيا يا ابنتي أسرعي
أخذتُ ألملمُ شتات نفسي علَّني أصلُ عند أبي

صرتُ أجري وأجري وكأني أخيراً وجدتُ ضالتي
ســ أصل ....
وعندما أصلُ  حتماً سيكون خلف هذه البوابة أملي
وأخيراً سأتخلص من هذه الظلمة المرعبة !

أركض والكلاب تنهش بي حتى تمزقت ثيابي
وأدمت مخالبها قدمي .

آه لقد وصلت ولكن !
أين أبي ؟!
أبـــي ؟  أبـــي ؟ !
أين أختفيت ؟
لربما خرج قبلي ؟ !

حسناً لا بأس سأخرج من هنا ...
ولن أعود أبداً ....
سأصل هدفي ما إن أعبر هذه البوابة !!

__________________ يتبع====

لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن