*تحلم ثانيةً، بأمها الجميلة، تجلس على كرسيها الوثير و تمسك بيدها سكين و تفاحة، تقطع قطعة فتعطيها لها.*
الأم : احكي لي همكِ يا ابنتي، لأجيبكِ بما هو أفضل مما تظنين.
ثناء : يؤلمني قلبي يا أمي، لا أعرف أين السبيل لكِ.
الأم : السبيل ستجديه، لكن قلبكِ هل سترضيه؟
*تنظر ثناء لأمها بصدمة، تضحك الام و تعطيها قطعة أخرى من التفاحة لتتناولها ثناء.*
الأم : اسمعي لقلبكِ يا ابنتي، خذي بيد حبيبكِ و انسى الماضي، سوف تقابلكم مصائب و مصائد في طريقكم حتى لو كنتم انتم مَن وضعتموهم، لكن في آخر الطريق سنلتقي، كلنا سنلتقي.
انا انتظركِ يا ابنتي، و سهيلة أيضاً تنتظركِ*تأتي سهيلة لتحضن امها، تنظر لها ثناء بمحبة بالغة و شوق كبير.*
ثناء : كبرتي يا سهيلة، سنجتمع قريباً ان شاء الله.
سهيلة : أمي، قد ايقظتكِ بالوقت المناسب و انقذتكِ كما انقذتيني، هل تعادلنا؟
ثناء : انا فخورة بكِ حقاً!
*تستيقظ ثناء و تخرج من التجويف و هي سعيدة جداً، تلتقط تفاحة من الشجرة و تأكلها و هي تنظر للسماء كأنها ترى امها.*
*في مكان آخر تستيقظ الأم لتجد سهيلة تجلس على الأرض في غرفة المعيشة و تأكل التفاح، تحضنها الجدة و تسألها عن سبب استيقاظها، فتخبرها الحفيدة ان امها تحب التفاح لذلك قامت لتأكله معها كما في الحلم، تبتسم الأم لأنها تعلم أن ابنتها كانت تحب التفاح كثيراً، تفتح التلفاز ليعلو صوت الشيخ بصورة يوسف و الآيات الكريمات حين فقد يعقوب عليه السلام ابنه، تنظر للسماء فتشعر و كأن وجه ابنتها بين الغيوم لتحتضن حفيدتها ثانيةً.*
*الحب، كالحرب عليك أن تختار حليفك جيداً، فإن خُدِعت بما رأيت كثناء سقطت في لعبة دنيئة. و ان خُدِعت بما شعرت كمنال فسوف يضيع العالم حولك!
اختر جيداً ولا تعمى عينيك، ليس القلب فقط هو المسئول.
اما اهلك فأحبهم كما أحببت غيرهم، أليس اهل البيت أولى من اهل الدنيا بحُبِك؟
احذر الطرق المسدودة، لا تخُن فالخيانة جارحة، لا تبع أحداً بمقابل فالقلوب تتكسر بسهولة.**يتصل عادل بياسين و يخبره عن مكانه و انه وجد ثناء، يخبره انه سيعيدها و يطلب منه أن يُسارع في تحضير الأوراق المطلوبة للوظيفة.
تراه ثناء يقف بالأسفل و يفعل شيئاً لا تراه، تلتقط تفاحة أخرى و تنزل له ثم تتجه إليه بخفة دون أن يشعر ثم تضربه على ظهره ليرتعب و يكاد يسقط على الأرض لكن يلتف ليراها.
تضحك ثناء بخفة و تعطيه التفاحة، يسألها متى استيقظت و نزلت فتخبره انها نزلت الآن، تسأله عما كان يفعله فيخبرها انه كان يجهز قوسه للصيد فهم لا يمتلكون طعاماً إلا التفاح.
تقترب منه ثناء و تحتضنه ليستغرب عادل.*ثناء : آسفة يا عادل، آسفة عن حديثي ليلة امس.
عادل : دعينا لا نفكر بهذه الأمور حتى نصل إلى مكان آمن.
ثناء : انا احبك يا عادل
*يصمت عادل، لا يعرف ما الذي عليه فعله، كيف كان غبياً لدرجة ان يتفق مع ياسين ضدها، هو أكثر شخص يعرفها فكيف يفعل ذلك.*
ثناء : عادل، لماذا انت صامتٌ هكذا؟
*يحتضنها عادل، لترى خلفه القوس موضوعاً على الأرض بعيداً عنه، إذاً ماذا كان يفعل عادل و ادعى انه يجهز القوس؟
*ليومين كانا الصديقين و الحبيبين يسيروا بين أشجار الغابة، تضحك ثناء فيضحك عادل، تهدأ ثناء فيلوم عادل نفسه على الخيانة، يريد العودة في قراره لكنه يخاف ان يمسكهم ياسين فيقتلهم! افضل شئ ان يأخذها لياسين فهو يعلم أن منال لن تسمح بقتل صديقتها، قد أقنعها ليلة امس ان يعودوا للمدينة و يختبئوا في منزله، سوف يجد في المكتبة كتباً ليحصل على الخريطة التي ستعيدها لأهلها، أخبرها انه سوف يستطع حمايته و إبعاد الانظار عنها لأنه سوف يصبح مساعد ياسين، سألته عن مقابل تلك الوظيفة فأخبرها ان ياسين قرر تعيينه منذ علِم انهم أصدقاء، يريد أن يبعده عن الصيد لذلك سوف يعطيه تلك المهنة، تصدقه ثناء المُغَفَلة و توافق على الذهاب للمدينة.*
"قبل سور المدينة ب ١.٥ كيلو متر"
ثناء : اقتربنا من الوصول، الحمدلله سنصل قبل شروق الشمس! بقى لنا حوالي نصف ساعة و نصل.
*ينظر لها عادل بندم، هل هو مطمئن ان ياسين لن يؤذيها، يترك يدها و يجلس على الأرض و يفكر، ياسين لن يسمح لثناء ابداً ان تذهب لعائلتها! آه كم انا غبي و سوف اضيعها من يدي! يقرر ان يحكي لثناء كل شئ، ان يضع بيدها القرار كله.*
عادل : ثناء! انا آسف! انا خنتك!
أنت تقرأ
أين السبيل
Mystery / Thrillerالآن ماذا؟ إذا خسرت كل شئ، العائلة و الحبيب و الصداقة و الذرية، هل ستكمل المسيرة ام ستتوقف و تيأس؟ ترد الحكومة على المقاومة بشدة، فتتشتت البلاد و تصبح كالجاهلية او أضل، كل مجموعة اسمهم قبيلة و لهم ارض ملك لهم ممنوع على غيرهم دخولها، دماء أخرى سُفِك...