الجزء الرابع

1 0 0
                                    


ثناء : و إذا اخبرتكِ اني سوف اخرج هل ستتوقفين عن حمايتي؟ ردي يا منال!

منال : نعم سوف أرفض حمايتكِ، لست مجبرة على تحمل مصائبك! لكن تذكري ان خروجك من هذا المنزل يعني ذهابكِ للسجن فوراً فأنتِ في نظر الجميع مذنبة!

*لا تلاحظ ثناء انسكاب الدموع من عينيها كالشلالات، تنظر لصديقتها في نظرة عتاب اخيرة و تتحدث بنبرة مُحترِقة.*

ثناء : كنتِ دائماً تقولين "يراكي الجميع مذنبة و انا أراكي قاضية العدل" اليوم ترينني مثل الجميع؟ أتغير قلبكِ بين ليلةً و ضحاها ام كان قلبكِ متحجراً منذ الأبد؟

*كان بداخل ثناء الكثير من الكلمات، لو كانت الكلمات احجاراً لكانت دفنت بها منال لكن لم تستطع ان تجرح قلب صديقتها بالكلمات، فأنطلقت نحو غرفتها لتطلق العنان لدموعها للمرة الثانية في أقل من يوم.
بعد ساعتين من النوم تستيقظ ثناء لتنظر في المرآة، خلف انعكاسها ترى الشرفة و الهواء يداعب ستائرها، تذكر كيف كان الهواء يداعب شعيرات صديقها عادل يوم أمس و هو يأخذها للمشفى و ينقذ حياتها، تسقط دمعتين من عينيها لتذكر تلك الدمعتان اللتان سقطتا من عيني كرم في أول لقاء بينهم لتظهر عينيه البُنيتين، تبتسم و هي تتأمل الستائر لتذكر تلك الليلة حين سمعت الخبطات على الزجاج، حين كان كرم يلقي الحجارة على شرفتها لتستيقظ، ثم تذكر كيف تسللت خارج المنزل دون أن تراها صديقتها لتلتقي بكرم، تأتي نفس الفكرة لها، لماذا لا تتسلل للخارج و بذلك لن يعرف ياسين انها رحلت إلا بعد حين، سوف تختبأ بالغابة، سوف تبتعد عن كل المدينة، سوف تعود لإبنتها برائتها و أمها، سوف تحتضن أخواتها، سوف تعود للحياة الطبيعية.
لكن كيف ستتسلل للخارج و الباب موصد؟ بعد تفكير، ما فائدة الباب ان كانت هي قد تسلقت تلك الأدوار يوم أمس؟ هيا بنا، مغامرة جديدة من المصيبة جالبة المشاكل و اللعنات!! "بصوت عادل".*

*بعد عدة ساعات تتصل منال بياسين.*

ياسين : مرحباً حبيبتي، انا الآن أغادر المبنى، سوف اصل المنزل في خلال ربع ساعة.

منال : ياسين افعل شيئاً، ثناء هربت!

*يقع الهاتف من يد ياسين في ذعر، هربت ثناء؟ شعر بتشتت عجيب و لم يعرف ما الذي عليه فعله، لكنه عرف إلى أين عليه الذهاب.
يطرق ياسين باب منزل صديقه عادل، يفتح عادل الباب و يرحب به لكن يقتحم ياسين المنزل كالعاصفة، يفتش كل غرفة و يجد في زاوية المطبخ أدوات صيد و مبلغ من المال.
يأتي عادل خلفه و يوبخه على اقتحام المنزل.*

ياسين : ماذا كنت تفعل اليوم؟

عادل : ذهبت للصيد ثم ذهبت لأبيع ما اصطتده، لماذا تسأل؟

*ياسين يعلم أن عادل يتمنى لو يستطع الالتحاق ب(الحاميين) إذا استطاع استغلال تلك النقطة سوف يجعل عادل يعمل كجاسوس له، سوف يصطاد عادل ثناء كما يصطاد الحيوانات، ثم يبيعها للنظام كما يبيع الصيدة للمشتريين!*

ياسين : انت تعلم أن ثناء هربت، أليس كذلك؟

عادل : ماذا؟ ياسين تأكد مما تقول! ربما يكون أحد (الحاميين) اختطفها!

ياسين : ان ثناء قد هربت، و النظام مَن يعيدها لنا سوف يُسمَح له بالإنضمام إلى (الحاميين) مهما كانت مواصفاته، أردت اخبارك بهذا لأنك في نظري اكثر مَن يستحق ذلك، إذا علمت اي شئ مهما كان صغيراً اتصل بي.

*يرحل ياسين و يترك عادل غارقاً في أفكاره و حيرته، أين ذهبت ثناء؟ هل هي بخير؟ كيف سيجدها؟ و هل من الصحيح ان يجدها؟ و هل يمكن أن يبيع ثناء مقابل الوظيفة التي تمناها لسنين؟ و الأهم من ذلك كيف سيمنع نفسه من إيذاء حبيبته كي يرضى نفسه؟ مهلاً هل سماها (حبيبته)؟*

"في المنطقة الآمنة ٧، على بُعد ٢٥٠ كيلومتر من قبيلة ثناء"

*تجلس الأم الطيبة و في يدها مصحفها، تقرأ صورة يوسف أقرب صورة لقلبها منذ ضاعت ابنتها، تصل للآيات الكريمات حين عاد يوسف لأبيه، تغلق مصحفها و تدعو ربها ان كما أعاد يوسف لأبيه يعيد ابنتها لها، تبكي الام و هي تدعو ربها و ينقبض قلبها فجأة فتمد يداها لتشرب من كوب الماء بجانبها و الذي يسقط على الأرض منكسراً بعنف."

الأم : بسم الله! اللهم احمِ ابنتي و أعدها لديارها سالمة آمنة، اللهم ارزقني الطمأنينة و راحة البال.

*تجمع الزجاج المنكسر و تدخل للمنزل، ترى حفيدتها تلعب في أرضية المعيشة لتبتسم و تشاهدها لعلها تنسيها خوفها المفاجئ اليوم.*

أين السبيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن