02

263 9 0
                                    

ويتجاوز وهو يخاطبها في نفسها في وقت معا، فهو يستخدم تشبيه (الحفرة) في الغابه ك (مكان) في احدى الرسائل؛ ثم يعود ليستخدمه ك (حدث) في رسالة أخري، أو ك ( موقف درامي)، ولا يمكننا ان نحصل علي هذه اللمحة من قراءه يومياته ، ولا يمكننا بكل كثافه رؤيته على مدى سنوات من ( ١٩١٠-١٩٢٣)، ولا من رسالته الشهيره (الي الاب)،او رسائل رحلاته، ورسائله الي الاسره والأصدقاء؛ذلك أن كافكا يتبدي لنا في رسائله هذه الي "ميلينا" إنسانا عذبا،قد زايله توتره مؤقتا، يتبدي عشقا قد استرخى،في غير انتباه، الي حين، لالهات النقمه اللائي يطاردنه، كما يقول أحد نقاده، وهو ( تشارلز اوسبورن) في كتابه (كافكا) في سلسلة"كتاب ونقاد" حيث يقول:

من المسلم به أننا نستقبل هذه الصورة فقط عند بداية المراسلة بينهما، عندما يقول كافكا في رسالته إليها من (ميران)

"...انني اعيش هنا في خير حال، ولا يطيق الجسد الفاني مزيداً من العنايه، وتطل شرفه غرفتي على حديقه يحيطها سور، تزدهر فيه الشجيرات المزهره. إن النباتات هنا غريبة؛ فالزهور تتفتح في بطئ أمام شرفتي، في جو مثل جو براغ تتجمد فيه بالفعل برك المياه،وتتعرض شرفه الغرفه كذلك لاشعه الشمس، أو تتعرض للسماء التي تحجبها السحب الي ما لا نهاية، كما هو حالها منذ ما يقرب من الأسبوع؛ وتزوني في الغرفه السحالي، والطيور، وانواع متباينة من الكائنات؛ تزورني أزواجا ازوجا. انتي اطوق في لهفه بالغه الي أن تكون هنا في ميران......).

ويقف (اوسبرون) في اقتباسه من هذه الرساله عند ( وتزوروني في الغرفه السحالي، والطيور، وانواع متباينة من الكائنات)،وكان يجب له أن يضيف الجمله التاليه الدالة، والتي تمثل نتيجة محتومه للمقدمه التي تهيئ المسرح، وتمهد للتشوق؛ " تزوروني ازوجا ازوجا: انني أتوق في لهفه بالغه الي أن تكون هنا في ميران، لقد كتبت لي اخيرا عن عدم قدرتك على التنفس، وفيما كتبته تتجاوز الصورة مع المعني الي حد بعيد، وفي ميران قد تخف وطأتها بعض الشيء"..

....مع ارق تحياتي
............

يتبع

رسائل الي ميلينا/ فرانز كافكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن