03

169 7 0
                                    

ثم يواصل (أوسبورن) فيقول:

وبينما تتطور علاقتهما، تبدأ داوفع كافكا المهدمه للذات؛ تبدأ داوفعه هذه في نوبه جلد للذات، فتؤكد وجودها بهذا، لتصبح رسائله الغرامية هذه عندئذ أشبه ما تكون بفقرات (يومياته) المحمومة:

"السبب الذي يجعلني اتسائل عما إذا كنت لن تخافي هو أن الشخص الذي تكتبين عنه ليس له وجود، وإن كان الاخير يزيد على الأول في انعدام وجوده، ولم يحدث أن كان له وجود؛ فذاك الذي في ڤيينا لم يكن له وجود، ولا كان لذلك الذي في جموند وجود؛ وإن كان الاخير يزيد على الأول في انعدام وجوده، وستحل عليه اللعنه علاوه على ذلك، وأن تعلمي بهذا لهو أمر مهم؛ لانه لو كان علينا أن نصل الى اتفاق فيما بيننا فسوف يعود ذلك الشخص الذي في ڤيينا، أو حتى ذلك الذي في جموند الي التواجد بكل البراءة، وكأن شيئا لم يحدث على حين أن الشخص الحقيقي في الاسفل، ذلك المجهول للكل ولنفسه، والذي يقل وجوده حتى عن وجود الآخرين. فلماذا لا ياتي ويظهر نفسه؟- سوف يرفع يده في تهديد، ويحطم مره اخرى كل شيء".

وعندما تُذكر ميلينا ( يواصل أوسبورن التعليق) أنها كانت أصيبت بالانفلونزا، فإن طريقه كافكا النموذجيه في الرباط ذهنياً بين هذه المعلومات وبين حالته الشخصية تؤدي به الي أن يكتب لها:

"...وعلي هذا فقد أصبت بالانفلونزا، حسنا،فليس لي على الأقل أن الوم نفسي على تمضيه وقت مرح هنا بصفة خاصة، أحيانا لا أفهم كيف اكتشف البشر فكره"البهجة" ربما كان قد تم تقديرها على أساس أنها نقيض للحزن".

- والحياة (يواصل أوسبورن) التي كان قد ظنّا في وقت ما أن بإمكانهما أن يعيشا معا، اتضح لهما أنها كانت وهما لا يمكن تحققه؛ وأخذت الرسائل تقل، ويتباعد تتابعها، أصبحت أيضا أكثر تحفظا؛ويكتب لها كافكا قائلاً عند بدايه هذه الرحلة الاخيره المؤسيه:
"لا يا ميلينا، إن إمكانية الحياة المشتركة التي ظننا أننا قد عشنها في ڤيينا، ليست في الإمكان،تحت أي شرط، ولا هي حتى كان قد أمكن وجودها وقتذاك. لقد تطلعت من فوق حافه سياجي الذي يفصلني، تشبثت بقمه ذلك السياج بيدي، ثم.... سقطت متراجعا بايد جريحه متسلخه".

يتبع🖤

رسائل الي ميلينا/ فرانز كافكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن