وتكشف الرسائل الاخيره عن إلحاح متزايد لفقرات الوعي بالذات، وتحليل الذات، التي يتتابع ورودها بصورة متصلة، ولعلمه بأن (وقته) كان محدودا، فقد كان مهتما بتقرير طبيعته بأقصى ما يمكن من الوضوح. تتدافع هذه الفقرات خلال معاناته من الانهاك العصبي (النوراستينيا) "ولا ثانيه هدوء واحده قد ظفرت بها، لم انل شيئاً... لا يمكنني أن أحمل العالم على كتفي، فأنا لا أكاد احتمل عبئ معطفي الشتوي فوقهما". وتنتهي هذه الفقرات الي قبول أو تقبل صاف، حزين، لحالته المعذبه، ليقول في رسالته التي يشير فيها مره أخري إلي (الحفرة)
"جرابن" التي كان يتكوم في جوفها( كحيوان في ظلال الغابه) عندما مرت به ميلينا في إشرافها، فيقول:
قبل أن يخرج النزهه، لم يكن عليه فحسب أن يغتسل، وان يمشط شعره وما الي ذلك - وهذا وحده أمر مرهق بما فيه الكفاية - بل عليه أيضاً (بما أنه يفتقر في كل مرة ما هو ضروري لنزهته)، أن يخيط ملابسه كذلك، وأن يصنع حذائه، وأن يقوم بتصنيع قبعته، وأن ينحت عصاه التي يتوكأ عليها في سيره، وهكذا. وبالطبع لا يكون قادراً على أن يفعل كل هذه الأشياء على نحو جيد جداً؛ فلعلها لهذا أن تتماسك كلها الي بعضها البعض على امتداد بضعة شوارع قليله، لكنه عندما يبلغ - الحفرة - (جرابن) مثلا؛ فإنها تتساقط عنه جميعا كل منها في ناحية، ليقف هو عارياً هنالك وسط الخِرَق والأسماك (إشارة إلى حالته في الحفرة- في الغابه - فهو يختار شارعا موجوداً بالفعل له اسمه الدال على حاله وسط خرقه واسماله في ظلمة الغابه، على نقيض إشراق ميلينا وتألقها عندما مرت به في حالته هذه ( أو بهذه المرحلة في حياته) و.... "يجئ الان دور العذاب في جريه راجعاً الي (ساحة التشتايتر)، وربما يندفع في نهاية الشوط وسط غوغاء التأموا في حلقه شرك نصبوه لليهود في حاره "آيزن").
لا تسيئي فهمي يا ميلينا، فأنا لا اقول بهذا إن هذا الرجل قد ضاع، لا ، ابدا، لكنه قد ضاع إن هو ذهب إلي (جرابن)- الحفرة- حيث يجلب الخزي على نفسه، والعار على العالم.
أما " إيريش هيللر" فيؤكد في كتابه ( فرانز كافكا) في سلسلة ( اساتذه الادب الحديث)، على نفس المعني الذي أشار إليه (أوسبورن) حيث يقول في سياق دراسته بعنوان (الزواج ام الادب) التي تناول فيها رسائل كافكا، الي خطيبته ( فيليسه باور)، في اشارة الى رسائله أيضا الي ميلينا بقوله:
يتبع✍️
أنت تقرأ
رسائل الي ميلينا/ فرانز كافكا
ChickLitفي رسائل كافكا الي ميلينا. كان كافكا مشغولا انشغالا بالغا بنقل أعمق مشاعره الي انسان آخر ، وكانت ميلينا،التي قامت بترجمة بعض قصصه من اللغة الألمانية الي اللغه التشيكية،امرأه مرموقة لتميزها بميزات عده. لكن السؤال:هل كانت من ضمن ميزتها أنها المراه الت...