عريس البحر ... للكاتبة المبدعة مايسة ريان

الجزء الثاني

الجزء الثاني

من نوفيلا عريس البحر

شعرت سمكة بألم شديد على جانب رأسها وشئ حارق فى حلقها وصدرها وظلا يجثم فوقها وشئ ناعم ساخن يضغط على شفتيها .. .. شخص ما كان يقبلها ... شهقت بقوة ثم راحت تسعل بشدة وهى تتقيأ الكثير من الماء المالح .. حاولت الجلوس وفتحت عينيها على أتساعهما ذعرا وعقلها يصارع ليتذكر ما حدث لها .. اصطدمت رأسها برأس ذلك الشئ الذى يجثم فوقها واتضح لها أنه رجل أو قد يكون مخلوق آخر .. صرخت صرخة عالية ودفعته عنها بقوة حتى دون أن تتبين من هو أو ما هو .. سقط فى الماء وسقطت خلفه فقد كانت ممده على حافة القارب

غاصت سمكة فى الأعماق وقد عادت لأبتلاع المزيد من الماء .. ضربت بيديها وقدميها كى تسبح لأعلى ولكن لم يكن هناك هواء داخل رئتيها وعضلات جسدها كانت واهنه بشدة وعرفت أنها ستغرق ثم شعرت بشئ يلتف حولها ويصعد بها لأعلى بسرعة وعندما أصبح رأسها فوق سطح الماء راحت تسعل بقوة وتشهق وتتلوى وقد أعطاها الذعر بعض القوة أمسكت بالشئ الملتف حولها لتتخلص منه وفوجأت بأنها تمسك بذراع شخص ما وجاء صوتا من خلفها منخفضا لاهثا

- أهدأي .. أهدأي .. لقد كدت تموتين منذ قليل لا بأس عليكى .

تجمدت سمكة على الفور وتساءلت بينها وبين نفسها برعب .. من هذا ؟ أحد الصيادين أم أحد المهربين ؟ أم أنه .. بسم الله الرحمن الرحيم ؟

عاد الصوت يقول بحذر

- سأرفعك الأن فوق القارب .. أتفقنا ؟ .. أنت بأمان تذكري هذا .

هزت رأسها ايجابا وهى تحاول أن تهدأ من روع نفسها .. يجب أن تطاوعه فهى لا تعرف مع من أو مع ماذا تتعامل وكانت كذلك لا تعرف ماذا حدث لها فى أول مرة سقطت عن القارب .. عادت تشعر بالألم على جانب رأسها وتلك الذراعين ترفعها بقوة ومقدرة .. تعلقت نور بحافة القارب وتلك اليدين تدفعها من ساقيها .. تذكرت أنها ترتدى فستان فأسرعت تطوي ساقيها تحتها ثم استدارت بسرعة وهى راكعة على ركبتيها ويديها تستند على فخذيها تلهث وتشعر بالدوار الشديد .. اصطدمت عيناها بعينين شديدتى السواد كانتا تلمعان بشدة فى وجة أسمر لا يسببه سوى التعرض المستمر لأشعة الشمس وماء البحر .. كان ذو شعر قصير وعاري الصدر وهذا شئ طبيعي فهو لن يسبح بملابس كاملة وهذا ذكرها كى تنظر حولها تبحث عن قاربه .. فلا يمكن أن يكون فى مثل هذا العمق كى يسبح فقط ولكنها لم ترى شيئا على مرمى البصر لا ضؤ لكشاف أو حتى مركب صغير بمجداف أو بدال عادت تنظر اليه والماء يتقطر من كل جزء فيها وكان مازال فى الماء ينظر اليها بحذر وترقب وكأنه يخشى أن تلقى بنفسها فى الماء من جديد سألته بحده يسببها الخوف

- أنت ماذا ؟ أعنى .. أين قاربك ؟

- ليس معى قارب .

- كيف وصلت الى هنا ؟