الجزء الثالث
من نوفيلا عريس البحر
لم تعرف وتخشى أن لا تعرف أبدا ان كان ما حدث لها حقيقة أم خيال ؟..
شخصية أسطورية تجلت لها ذات ليلة ساحرة وكما السحر دائما هو مجرد خداع .
أفاقت سمكة من غيبوبتها لتجد نفسها فى المشفى وكانت عاجزة عن تذكر كيف عادت بالقارب ؟ أخبرتها شقيقتها أنها عادت به وحدها وتوقفت به بالقرب من مرسى اليخوت وعندما وصلوا اليها وجدوها فاقدة للوعي ومبتلة , أخبرتها سمكة بكلمات قليلة متفرقة بأنها كانت قد فقدت توازنها وسقطت فى البحر وقد أصطدم رأسها أثناء ذلك ولكنها لا تتذكر كيف خرجت من الماء وكيف عادت .
كانت تكذب بالطبع .. فهي لا تستطيع أن تروي لهم حقيقة ما حدث معها فلن يصدقها أحد .. لأن هي نفسها لا تصدق ما جرى .. فربما أثر الأرتجاج على ذهنها وتعرضت لنوع من الهلوسة السمعية والبصرية..
ولكن ما بداخل قلبها مشاعر حقيقية حلوة ومرة ..
تشعر بالحب ساكنا بين نياط قلبها ولكن لمن هو ... لحقيقة أم لخيال ؟ وتلك القبلة ... قبلة الحياة التى نفخت الهواء الى صدرها وألهبت شفتيها .. حدثت بالفعل أم لا ؟!!!!!!!!!
ربما حدث وربما لا .. ربما أي شئ ولكن لا يوجد شئ يفسر ذلك الحزن الذي تشعر به الأن وهي طريحة الفراش .. تحملق فى سقف حجرتها ودموعها تنساب هاربة من زاويتي عينيها .. لقد أحبته حتى ولو كان صورة من حلم .. أحبته وان كان مخلوقا خرافيا من غير عالمها .. أحبته ولو كان أسطورة من صنع خيالها ..
كانت تعاني من أرتجاج بالمخ وقد قال الأطباء أيضا أنها قد أصيبت بنوع من الصدمة نظرا لكآبتها وعدم رغبتها فى الحديث مع أحد ..
ولكنها لم تكن تتكلم لأنها مصدومة .. بل لأنها حزينة ..
الحب الذي ظلت تبحث عنه لسنوات ..
وجدته ومن ثم فقدته ..
دخلت أمها الى الغرفة وكانت ماتزال تحدق فى السقف بوجوم ..
أقتربت منها وجلست بجوارها تضم رأسها الى صدرها وقبلت جبينها بحنان
- كيف حالك اليوم حبيبتي ؟ .. أصبحت تنامين لوقت طويل .
- انا بخير أمي .. لا تقلقي علي .
ثورة والديها أنقلبت الى خوف وقلق بعد أن رأوا الحالة التى وجدوها عليها وأستمرارها على تلك الحالة من الشرود والحزن لأيام كمن مات له شخصا عزيزا عليه جعلهما يوقنان بأن وجودها فى البحر ليلا وحدها شئ خطير فهما يصدقان بوجود الجن الذي يسكن البحر ويرجحان انها تعرضت للأذى على يد أحدهم لذلك أحضر لها والدها شيخا ليقرأ عليها القرآن ليبرأها ان كان قد مسها شئ .. ولكنها خرجت من حالة سكونها وثارت عليهم جميعا مما رسخ هذا الأعتقاد لديهم ومن يومها وهما يعاملونها بحرص ولكي تقنعهم بأنها بخير ولم يصيبها شئ مما يظنان كانت تصلي وتقرأ القرآن بنفسها حتى يطمئن قلبهم ويتركوها وشأنها لكنهم أستمروا على أعتقادهم بأن ربما قد تم مسها عفريت مؤمن وبصمت أيدتهم .. فقد كان أسمه عمر .
أنت تقرأ
عريس البحر ... للكاتبة المبدعة مايسة ريان
Romansجميع الحقوق محفوظة للكاتبة أنها فتاة غريبة .. ولكنها أيضا مثل أية فتاة .. تحلم بالحب .. حب الروايات حب يضعها بين صفوة العشاق .. حب تهيم معه وتتجلى لها فيه مكارم الأشواق .. حب يجعل ضربات قلبها تتسارع وأنفاسها تنبهر .. تثار به مشاعرها ... ويحترق له ج...