أقتباس من رواية الجاية 💙
*************
دلف إلى الشركة فى مزاج سيء...و ملامح مغلقة تماما
لم ينم طوال الليل و ظل ساهرا يفكر غير قادر على النوم
و لو لساعة واحدة...لذلك ما أن أشرقت شمس الصباح حتى
أستحم و أرتدى ملابسه و أتى إلى هنا بمزاج سيء لللغاية
يريد لو ينفجرفي أحدهم حتى يخرج بعض من ما يكبت داخله من غضب بارد يستنزفه ببطء...
وصل إلى مكتبه و لكن لم يجد رفاء على مكتبها...فقطب حاجبيه
بحيرة فهي فى الأيام السابقة دأبت على الحضور مبكرا...
هز رأسه بسخط هل هذا ما ينقصه؟!
مساعدة كسولة حمقاء لا تفقه شيء
زفر نفساً حاد ثم فتح الباب و دلف إلى الداخل
و لكنه تسمر من ما رأه!!!
ماذا تفعل الآن تلك الحمقاء؟؟!!
كانت رفاء تجلس فوق ركبتيها تلملم بقايا الجهاز المحطمة
و تمسح أثر القهوة من فوق البساط الكبير بإنهاك..
فيبدو أن الاثر لن يزول بسهولة و سيترك بقعة بشعة عليه ...
أفاقت من ما تفعل على الصوت الساخر العميق المعتاد...
"على ما أتذكر إني لم أطلب منك تنظيف البساط أنسة رفاء....بل كل ما طلبته منك هو كوب قهوة لعين.."
هبت واقفة على قدميها و قد جف حلقها و سارعت بيديها إخفاء بقايا الجهاز أسفل البساط... سيقتلها الأن بكل تأكيد...
عندما لم ترد عليه و بقت واقفة بصمت..عقد حاجبيه بتوجس
ثم تقدم منها قائلاً بتهكم و هو يلوح بيده أمام وجهها...
"ماذا بك أيتها الحمقاء؟!!...لما تقفين كهذا كالتمثال...هيا تحركي و أحضري كوب القهوة خاصتي.."
تحركت ببطء بإتجاه الماكينة و أعدت كوب أخر ووضعته فوق المكتب أمامه...
ثم وقفت صامتة..أزداد توجس رواد من غرابة رودو أفعالها
اليوم ما بها تلك؟؟!!
عندما لم تتحرك قال بنفاذ صبر...
"رفاء عزيزتي قومي بتشغيل مشغل الأقراص...ثم إذهبي إلى عملك..نحن لا نلعب هنا هيا..."
قال الكلمة الأخيرة بصراخ جعلها تنتفض فى مكانها بخوف
و تلعثمت قائلة بأهتزاز......
"اااه سيدي اااا أنا ااا في الواقع اا أنا.."
صرخ بها مرة أخرى قائلاً...
"أنت ماذا؟؟!....ماذا فعلت؟!...أجيبي"
"لقد تحطم الجهاز....لقد وقعت عليه بدون أن أقصد
و أسقطت القهوة فوقه"
قالتها بسرعة ثم تراجعت إلى الخلف خطوات من الخوف..
أم هو فقد هب واقفا على قدميه ينظر إليها بشر قائلاً ببطء
و هو يتقدم منها...
"ماذا فعلت؟؟!!......أعيدي ما قلتيه مرة أخرى...لم أستوعب بعد!!"
تراجعت إلى الوراء كلما تقدم منها و قالت برعب..
"صدقني لم أقصد سيدي...لقد أختل توازني و فقدت السيطرة...أنا أسفة"
ما يزال يقترب ببطء و يكز على أسنانه قائلاً من بينهم...
"لا تقصدين ماذا!!..هل تعرفين كم ثمن هذا الجهاز..و كم كلفني؟؟!!"
"أنا أسفة...أسفة...لم أقصد صدقني"
نطقتها بنبرة من يوشك على البكاء..
توقف أخيراً عندما وعى إلى حالتها المثيرة إلى الشفقة
و زفر بحده مخللا شعره بأصباعه ثم وضع يديه على خصره مرجعا طرفي السترة إلى الوراء قليلاً..و قال..
"و ماذا سأفعل الآن برأيك؟!! كيف أبدا اليوم بدون أغنيتي المفضلة...و أنا في حاجة ماسة إليها اليوم بالتحديد"
همست بخفوت...
"أنا أسفة سيدي"
نظر إليها بملل قائلاً...
"توقفي عن تكرار هذه الكلمة...بماذا سيفديني أسفك من عدمه الآن!"
صمتت رفاء بعجز عن الرد عليه...و صمت هو الأخر للحظات
وقال بعد ذلك....
"حسنا أنت حطمتي الجهاز أنت من ستدفعين ثمنه...و الآن هي توقفي عن البكاء...ووغني لي.."
نظرت إليه رفاء بذهول و كأنها تنظر إلى مخلوق فضائي
لا تفهم منه شيء...
قال مرة أخرى بنفاذ صبر...
"ماذا تنظرين؟؟!... هيا غني لي"
هزت رأسها كي تفيق و تعي ما يقول ثم قالت بعينين متسعتين...
"هل أنت جاد سيدي"
أجابها و هو يخلع سترته و يحل أول زرين من قميصه
و يذهب بإتجاه الأريكة و يستلقي فوقها ماطا ذراعيه بإسترخاء..
"و هل أنا معتاد على المزاح معك؟؟!.....بالطبع جاد..هيا غني لي قبل أن ينفذ صبري أكثر...أنا أحذرك"
"و لكن أنا.."
قاطعها بحدة و هو يغلق عينيه..
"غني لي الآن"
قالت بإستسلام..
"حسنا"
ثم أخذت نفسا عميق و زفرته على مهل و بدأت بالغناء بعد أن أغمضت عينيها النديتين.بالدموع....
" أنا لحبيبي و حبيبي إلي
يا عصفورة بيضا لا بقى تسألي
لا يعتب حدا ولا يزعل حدا
أنا لحبيبي وحبيبي إلي "
بمجرد أن بدأت بالغناء فتح عينيه و أخذ ينظر إليها بإمعان في
ملامحها العذبة..وثنى ذراعه الأيمن أسفل رأسه بينما عينيه مثبتة عليها لا تتحرك لحظة واحدة....
"يا عصفورة بيضا لا بقى تسألي
لا يعتب حدا ولا يزعل حدا
أنا لحبيبي وحبيبي إلي"
أنتبه أنها مع الكلمة الأخيرة يتحشرج صوتها ببكاء!!
"حبيبي ندهلي قلي الشتي راح . رجعت اليمامي زهر التفاح
وأنا على بابي الندي والصباح
وبعيونك ربيعي نور وحلي
أنا لحبيبي و حبيبي إلي
يا عصفورة بيضا لا بقى تسألي
لا يعتب حدا ولا يزعل حدا
أنا لحبيبي وحبيبي إلي"
أنتهت أخيراً من الغناء فرفعت يديها تمسح دمعة غافلتها و سقطت من عينيها..
نظرت إليه فوجدته ينظر إليها بنظرة ثاقبة مغلفة بالغموض..
و لكنها تجاهلته قائلة..
"هل أذهب الآن سيدي؟؟!"
أغمض عينيه مرة أخرى ثم لوح لها بيديه بمعنى أن أنصرفي
فتنهدت هي بتعب و توجهت إلى الباب مغادرة لكنها خطوات قليلة و توقفت عندما نادها من جديد...
"هاي أنت توقفي..."
زفرت بإنهاك قائلة و هي تستدير مرة أخرى...
"ماذا سيدي"
قال بأبتسامة صفراء و هو ينظر إليها بسخرية..
"لقد قررت العفو عنك بشأن الجهاز"
رفعت حاجبيها في توجس قائلة..
"حقاً"
"نعم"
ابتسمت قائلة "شكراً لك سيدي"
ابتسم هو الاخر و لكن بتهكم قائلاً...
"لا تبتهجي كثيراً...لقد عفوت عنك.. لكن كما تعلمين لا يوجد شيء بدون مقابل .... لذا في المقابل ستغنين لي كل صباح...."
***********************************
أنت تقرأ
و كانت بدايتي هنا
Romanceبعض التجارب تترك أثرا لا يمحى.. فهل تتوقف حياتها عند تجربة فاشلة خرجت منها محطمة!! أم سيكون لها تجربة جديدة ؟!!