elzan /إلزان//k.th

part 1

بالشوارع الضيقة حيث الابواب المغلقة على قلوب واجفة خائفة ،إختفت لياليهم المطمئنة ليحل الخوف مكانها.

وقع خطوات بعض الجنود المتجولين ليلا بحثا عن فريسة للتسلية هو كل مايُسمع ،و من ذا الذي يجرأ على الخروج من بيته ليجعل نفسه أضحوكة لهم ،فإما أن يجعلوه تحت أقدامهم ماسحا لأحذيتهم او يقفز كالمعتوه أو ربما يجبروه على نزع ثيابه و المشي بعريه بالأزقة .

كان هذا حال رازونيا المحتلة فلا عادت ضحكة تزورهم و لا فرح يغمرهم و لا طمأنينة تؤنسهم ،بل إنفطار لقلوبهم على مملكتهم و ما حدث لملكتهم و القائد جونقكوك
و مما زاد من مصيبتهم هو علمهم بأسر أميرتهم الملقاة بإحدى الزنزانات المظلمة .

بنت السابعة عشر ربيعا نور مملكتهم و بريقها دُفنت بالظلام .

بقصر الملكة حيث كانت الضوضاء و الأنوار
و الجواري و الخدم بكل مكان تحول لوكر للجنود و ملكهم و أمرائه .

بالدهاليز السفلية الأبواب الحديدية الثقيلة كانت محملة بدموع الأميرة الصغيرة
و تخبطات كريس و ستيفان الباحثين عن طرف خيط للحرية .

الرجلان الناعمة التي كانت محاطة بالحرير
و الجواهر أصبحت محاطة بأصفاد مصدئة جاعلة ندوبا عليها و فستانها المخملي أصبح ممزق مترب .

بإحدى زوايا الزنزانة المظلمة كان جسدها ملقى على قطعة صغيرة من اللحاف القذر ،مضت ثلاثة أشهر على وجودها بهذا المكان ووجهها لم يقابل سوى الحارس الذي يمدها بالقليل من الأكل أو بوجه الملك الذي يأتي ليعبر عن مساندته الساخرة و من ثم يغادر مقهقها مستمتعا بمظهرها المزري
و كبريائها المخفي .

تولى زمام كل الأمور فجعل المواطنين عبادا لديه و قتل من كان ولائه التام للمملكة
قطع أطراف و سحقها و كسر قلوبا و دعسها
و أسر أرواح في صدورها و منع الهواء من النقاء و جعل شمسهم رمادا .

نيران الحرائق بكل مكان و الأطفال اليتامى منزوع منهم السلام و الأرامل عيونها لم تجف من الدمع الأليم و لا قلوب الثكالى صبرت على فقدان ابن عزيز.

سُحقت رازونيا و مضت خضرتها و ازدهارها
و إندثرت في مهب الرياح .

ٱطفئت شعلات الأمل و الحب و عبست السماء .

من النافذة الصغيرة المرفوعة لما لا يصله مرٱى العين كانت الأميرة تستمع من خلالها لمناجاة السكان ،قلبها يحترق مع كل صوت قصف أو نحيب يصلها .

لا يسعها فعل شيئا سوى التخبط بسلاسلها المحاطة بها تبكي دمعا حارا على وطنها
و على والديها
فلا يزور النوم جفونها اذ كلما أغلقتهم شهدت مصرعهما أمامها كأنه يحدث الٱن.