قصتي مع حبات العدس و الطماطم

28 2 0
                                    

لطالما اجد جدتي تفصل حبات العدس الفاسدة عن الجيد ، و امي هي الاخرى تفصل حبة الطماطم الفاسدة من الصندوق معلقتًا عن ذلك "حبة واحدة تفسد اطنانًا "، مما جعل تلك الحركات و الاقوال بتفاصيلها المفصلة تراودني و تراود عقلي الصغير، الا أن آن الوقت الذي كبر فيه هذا العقل و نضجت فيه حيث فهمت ان لا فرق بين حبات الطماطم و العدس و الناس ،فانت من ستأخذ مكان جدتي و امي ،و تقتني الكيس او الصندوق الغامض حتى تفتحه و تبدأ بعملية الجرد اي انك ستكون في مجتمع مختلط فيه الجيد و السيء ،الوقح و المهذب، الكاذب و الصادق ،لكنك لن تستطيع التفرقت و التنبؤ بما ستصاحب ، و السبب انك لم تصل لمستوى خبرتهما، بعد حيث تظن انك في الطريق الصحيح الخالي من الحفر،حتى تقع الواقعة و تسقط على رأسك بسبب ذلك القوس القزح الذي كنت تحلم انه سيأخذك الى الضفة الثانية، حتى تبين انه جبل ذو طبيعة بركانية فقذفك الى الهاوية، و هذا الصنف الأول من الناس المنتشر السهل الإقتناء، اما الصنف الثاني كالبحر صحيح انه ازرق من بعيد، و عند اقترابك منه ستجده شفافا يظهر من خلاله القروش بوضوح اي عيوبه، الا انه يعترف و يحاول ان يتخلص منها من اجلك كي لا تقلده ، صحيح انه مضطرب الامواج الا انك ستثق به بتلقاء نفسك و لن يخذلك هو الاخر ليضعك بالضفة الاخرى بمبادئ و معارف تعلمتها بفضله صحيحةً عالية المستوى و لكن كما سبق و قلت ستمر بالعديد من الصنف الأول لتجد الصنف الثاني ينتظر في اخر الصف بينما الاخرون يتفاوتون و يتزاحمون لصحبتك، فانصحك يا ايها القارئ بباقة من الصدق و علبة من الخبرة ان لا تثق بكل من تقابله ، فكلما اقتربت من شخص قربت مفارقته و سيكون الندم و الحزن اضعاف محبتك له .



*في 19:30
      البليدة - الجزائر
          حي الموز الجديدة
                12 ديسمبر 2019 *

نَبْهَة 💡 Nãß Hãحيث تعيش القصص. اكتشف الآن