1

6.1K 140 9
                                    

فِي ليلةُ قَد زارَها الصخبُ مِعلِنا عن يوم مليئ بالفرحِ , قد تفاقَمت بِها أصوات الزغاريط معلِنة عن فرحة الجميع بذَاك الزِفاف الذي اجتَمع بِهِ الأحباب , والجيران , وبقِيَّة العائِلة , والأصدقاء ...

وفِي غرفةٍ كانَت نافِذتها تطل على أجواء ذاكَ الزِفاف , كَانت فتاة تراقِب مِن النافِذة يتذمر لم تكفَّ عنه , فها هِي تقِف خلف جدران غرفتها , تراقِب حفلة زفاف أخيها البِكِر الوحيد اليها , وبينما الأجواء الصاخِبة تخنِقها حَد الموت مِن شِدَّة كُرهِها لِتلكَ الأجواء , فقد باتَ حتَّى منزِلها مكانا يدخله الجميع مِن أجلِ أخذ الضيافات الى الخارِج وهذا ما أثار حِنقها , لِتقوم قبل قدوم الجميع بِوصد باب غرفتها , معلِنة عُزلتها التِي لا ترْغب أن يخرِجها مِنه أيَّ شخصٍ لو مهما كان ..!!

ولكِن كيفَ تَتحقَّق مُناها , وهذهِ العائِلة تفرِض عليها عاداتها وتقاليِدها , فها هِيَ عمَّتها تبحثُ عَنها والغضَب كانَ بادِيا على ملامِحها , فكثيرا ما ردَّدوا عِبارات "العيب" فَباتت لديها عقدَة نفسِيَّة مِن تِلكَ الكلِمة , لِتسمَع بعدها طرقات على الباب , لِتزفر بِحنق , غير مجيبة على طارِق باب غرفتها , لِيشتد الطَرق معلِنا عن اصرَار الطارِق لِفتحها لِلباب , لِتقوم "روح" باغلاق نافِذتها , والنهوض مِن على فِراشها , لِتفتح الباب بِملابِس بيتيَّة ومظهرٍ قريبٌ الى موعِد الخلود الى النوم , لا تظهر بَتاتا بِكون فِي منزلهم هنالِكَ "زفاف" !!! .. وحينما فتحت الباب , وَجدت أمام عيناها اثنتانِ مِن عمَّاتِها الحانِقات مِن أفعالها وكثيرا ما نعتنها بِــ " المعقَّدة" , لِتدرِك جيِّدا ما هو القادِم !! ...

دلفت كلٌّ مِن عمَّاتها الى غرفتها , لِتقول واحِدة مِنهن :

-عيبٌ عليكِ , حفلة زفاف أخيكِ ولا ترغبين الحضور ؟ .. ماذا ستقول الناس عنكِ الان ؟ الغرباء يحتفِلون لِحفلة زِفافهِ , أمَّا أنتِ أخته مِن لحمه ودمِّه لا تفرحين لِأجله ..

قَلبت روح عيناها ,بينما هِي مكتَّفة يداها , لِتقول بِداخلها :

" بلا بلا بلا .. وها قَد بدأت المحاضرات "

لِتقول لها الأخرى :

-هيّأ روح , ارتدِي ملابس جميلة , رسمِيَّة , تظهِر بِكونكِ أخت العريس , ولا تنسي وضع المِكياج !!

لِتجيبها روح بِاختِصار :

-ولكِنَّنِي لا أريد .

لِتصرخ عليها احدى عمَّاتها بانفِعال :

-هذا يكفي , كفاكِ تعقِيد , لا نَعلم أساسا مَن سيقبل بِكِ وبِعقليتكِ , حتَّى اللحوم ترفضين أكلها بِحجَّة تافِهة .

دَمعت عينا روح , لِتقول بعصبيَّة :

-بَل أنتم جميعا , فالتكفو عن التدَخل فِي حياتي , لا شأن لكم مَن سأتزوَّج , أو ما هو صِنف طعامي , أو حتَّى انْ رغِبت بالزواج أساسا .. أنتم فقط مجرَّد مظهَر يخفِي الجوهر ' تخافون مِن البشر أمثالكم لا أكثر ولا أقل
... فكثيرٌ ما تحدَّثتم وانتقدتم الناس , فدوما كنتم تخافون مِن أنْ تدانون بِما أدنتم !

الروح التي تشبهنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن