يَوم الجمعة ...
كانَّ عمَّاتها , وجدَّتها متواجِدات لديهم فِي المنزِل , مِمَّا أثار حِنق روح , فَجميع ما يتوَاجد لَديهم سِوى طلَب يدها , لا يحتاج الى تِلكَ المبالَغة , وما يُحرِقُ أعصابها هو حديث جدَّتها عَنه لِوالدتها :
-حِينما سَألنا عّنه , قالو لنا وجهه محروق , كيف ستزوِجون ابنتكم لِشخص كهذا ؟
لَم تستطِع أن تكتُم روح حِنقها مِن حديث جدَّتها , لِتقول لها بِنبرة عصبيَّة :
-وهل أنتِ كامِلة يا جدَّتِي ؟ , وهل أنا كامِلة مِن الأساس ؟ , وأريد أن أخبركِ بِمعلومة , أنا أحبذ الوجه المحروق .
........
أحبيني بلا عقد . وضيعي في خطوط يدي
أحبيني بطهري أو بأخطاءي
وغطيني ايا سقفا من الأزهار . يا غابات حناءي
أنا رجل بلا قدر . فكوني أنتي لي قدري
..........
وقَد رنَّ جرَس الحُب والحلال , لقد قدِم ساكِن القلبِ والروح , الى منزِل المحبوبة , طالِبا أيَّاها كزوجة , تنام معه تحت سقفٍ مزيَّنٍ بالقبول , والحب , لَقد جاءَ فارِس الأحلام المزيَّن بِالروح نَعم الروح التِي تشبهني وتتقبَّلنِي كَما أنا , دون كذبٍ وادِّعاء , دونَ زيفٍ وتمثيل , فهو يحبنِي كما أنا بِحبِّي وأخطائِي , وفِي طهري وذنوبي , وبِأفعالِي وأحادِيثي ....
وقَد طلبها والِده مِن والِدها , وأعلنو القبول وقرئو الفاتِحة , بِابتِسامة وسُرور , ولِكنَّها أوقفتهم روح قائِلة :
-أمتلِك بعض الشروطِ أولا , لا نَقدِر على بِناء حياتنا معا دونها ..
نَظر اليها معاوِية باستِغراب , قائِلا :
-وما هِي شروطكِ ؟
-أن تحينِي كَما أنا , وتكون أبي وزوجي وصديقي وأخِي , أنْ لا تُجبِرني على ما لا أحبذ كَطبخ اللحوم مَثلا , فَأنا نبَاتِيَّة حبا بِالحيوانات ... وأن تَقبَل بِحيواني ألاليف لِأن يعيش معَنا , وتحترِم لحظات حبِّي مع الكُتب .
ضحِك معاوِية بِمرح , قائِلا :
-وأنا موافِق , ولكِنَّنِي أمتلِك بعض الشروط أيضا .
لِتنظر اليهِ روح بِاستغراب , لِيكمل بِضحكة لطِيفة :
-أرغب أن تقرَئِي لِي بعضَ الكتب , أحبينَنِي بالكتب , أرغب أنْ تساعِدينني على تَرك اللحوم , وتتحمَّلِينني بِأخطائِي , وتعذرينني بِغضبي , وأفعالِي , فَأنا لست كامِلا بِالنهاية , أرغب أن تبقي الروح التِي تشبهني , والتِي تتقبَّلنِي كذاتِي , وأن تكونِي بِرفقتي دائِما وأبدا فَأنا طمَّاع بِكِ أنتِ , وكَما أنتِ .
ابتسَمت روح بِوجنتان خجِلتان , لِتقول :
-وأنا موافِقة .
*************
وفِي يوم زفافهما ... ذاكَ اليوم الذي أصبحت بهِ زوجته , قرَّرا أن يكون بِاليوم المختلِف عَن المعتَاد ,
فَلِأنَّهما مختلِفان , ولِأنَّه الروح الذِي يشبهها , فقرَّرا على حذف مفهوم حفل الزفاف المعتاد أمام المجتَمع , فَهم سيجلِسون ما بينَ الطبيعة , عازِمين فقط أقربائِهم المقرَّبِين مِنهم جِدا , وهِي سترتدي فُستان باللون السَماوِي حيث تحبَذ بَعيدا عن اللون الأبيض , مع طوق مصنوع مِن الورْد على رأسِها , لِيحتفِلو بِكل حب وسَعادة , لِتصنع هِي التغيير الذي ترغبه ورسمته فِي مخيِّلتها ...
تَراقَصا على أنغام الموسيقى الكلاسيكيَّة , ضحِكا مِن كلِّ قلبهما حِينما جاءَ سِنجاب وسَرق حبَّة مِن العِنب , لِتجتمِع مجموعة مِن السناجِب , ما لذَّ على خاطِرها مِن طاوِلة التقديم , لِتذهب روح حامِلة الطَبق مناوِلة تِلك الحيوانات اللطيفة الطعام , حتَّى اجتَمعت بعض الأرانِب , والغزلان ...
يا الهِي انَّها السعادة , والحب, انَّها الأحلام التِي حلِمت بِها , وبينما هِي سعيدة بِرفقة مَن تحب وأقربائِهما , والحيوانات , لَمحت صيَّاد مِن بَعِيد يحمِل بينَ متناوِل يديه بندقيَّة بِهدف الاصطِياد , وهو يقوم بِتصويب بندقيته نحو الغزالة القريبة مِنها , لِتسرع روح جاعِلة الغزالة خلفها , صارِخة على الصياد :
-توقَّف يا أيها المجرِم ..
لِينزِل الصياد بِندقيَّته , لاعِنا ايَّاها بِكل غضب :
-ابتعدِي مِن هنا , ألا ترينني أصطاد .
لِتصرخ روح :
-وهَل تستمتِع بِالقتل ؟ يا لِاجرامِك ..
لِتستمِر المناقَشة الحادَّة ما بينها وبين الصيَّاد , حتَّى رأت قدوم الشرطة , ممسِكة الصياد لِتلقيه بِالسجن لِكونه فِي منطِقة محمِيَّة , لِتشعر روح باقتِراب معاوِية مِنها قائِلا :
-لَقد طلبت الشرطة , وخفَّفت رأسكِ مِنه .. مِن بعدِ اليوم يا حَبيبتي , سنعيش بِحبٍّ وسلام , لَن نَسمح بالظلم , والقتل , أنتِ أنا , أنتِ الحُب والهناء .. أحبكِ لو تدرِكين كَم ..!
........
الى الروح التِي تحبُّنِي , وتتقبَّلنِي ..
الى حبيبي الحنون , أهدِي اليكَ حبِّي وحنانِي ..
الى الحَبيب الذي يَدعمني , ويشاكِسني ...
الى ذلِك الرجل الذي يضمني كلَّما زارني الحُزن ..
ويَمسح دموعِي بكفِّ يدهِ ويطيب خاطِري بكلماتٍ ليست كجميع الكلِمات ...
أهدِي اليكَ كِتابِي الأوَّل , ولِيدركو الناسَ أجمع كَم أحبٌّكَ أنا ...
( روحك ... )
انتهت ...
أنت تقرأ
الروح التي تشبهني
Truyện Ngắnاقتِباس: ........ وقَد رنَّ جرَس الحُب والحلال , لقد قدِم ساكِن القلبِ والروح , الى منزِل المحبوبة , طالِبا أيَّاها كزوجة , تنام معه تحت سقفٍ مزيَّنٍ بالقبول , والحب , لَقد جاءَ فارِس الأحلام المزيَّن بِالروح نَعم الروح التِي تشبهني وتتقبَّلنِي كَم...