فِي عصرِ ذات اليوم ...
كانَت روح تستحِم , تارِكة هاتِفها على طاوِلة متواجِدة في المطبخ , بينَما والِدتها كانَت تقوم باعداد طعام الغداء , لِتستمِع الى رنين هاتِف ابنتها لِتنده عليها بِصوتٍ عالٍ , ولكِن لم تتلقَّى الرد , لِتقوم بِمسح بقايا الطعام مِن على يديها , لِتنظر الى ذاكَ الهاتِف الذي كانَ منسِيا مِن قِبل روح , فَروح منذ أن تعرَّفت على معاوية كانَت تحرِس دوما لِأن تبقي هاتِفها أمام أعينها , وبين متناوِل يدها , فَهِي تعلم ردود أفعال والِديها , وتعلم جيِّدا بِكونها تفعل الحرام بِمحادثتها للغريب , والتقاءه عند جذع الشجرة المقطوع , فكثيرا ما كانَت تخاف أن يراها شخصا ما معه , ولكِن الأمور قد عدَّت على خير حتَّى الأن ...
نَظرت والِدتها الى الاسم المكتوب على الهاتِف , لِتنظر نظرة الشك حينما قرأَت اسم المتَّصِل على الهاتِف :
" الروح التِي تشبهني "
لِتقوم بِقبول المكالَمة , دونَ أن تنبس ببنت شَفه , مستمِعة الى صوت المتَّصِل , لِتتوسَّع عيناها مِن صَدمتها حينما استمعت الى نبرة رجوليَّة تتداخل اليها نبرة مليئة بالحنيَّة , فهِي لم تتوقَّع يوما لِأن تحادِث ابنتها رجلا , وها هي قَد خابَت ظنها :
-مرحبا روح , ممم أحببت أن ألتقِي بِكِ حيث مكانَنا المعتَاد , فَأنا أرغب بِاخباركِ عن أمرٍ هام ... أرجوكِ لا تتأخَّرِي ولا تجيبي , فأنا بالكاد أضغط على نفسِي , وأحارِب كوابيس ردودِ فِعلكِ , كونِي هناك عِند الخامِسة !
لِيتنهَّد مكمِلا بِنبرة مرِحة متصنعة :
-وداعا الأن .. يا أيَّتها الروح الجميلة !
لِيقوم معاوية بِأغلاق المكالمة , بينما والِدة روح قد تخشَّبت فِي موضعها , لِتسيل دمعة خائِبة على وجنتها , فَماذا قَد فَعلت فِي حياتها سِوى اغراق ابنتها بِالحب , والدفئ , وعِبارات تقبلها كَما هِي ! , لِماذا تخيب ظنَّها وتكسِر ثقتها وهِي مَن وثقت بِها , وأخبرتها ألاف المرَّات بِكونها تثِق بِها حقَّ الثِقة , وتعلم جيِّدا ماذا ربَّت , ولكِنَّها قَد خابَت أملها , وكسرت ثِقتها حيث يُصعب إصلاحها , وهذا اذا تم إصلاحها , يا لِحسرتها , فقد خاب ظنها وأملها بِطفلتها ...
ودمعة وما بعد دمعة , بدأت تنسكِب دونَ توقف , وما يخدش قلبها هو خروجِها معه ! , ألهذهِ الدرجة قَد أصبحت طِفلتها جريئة !! , لِماذا يا الهي لِماذا ؟!
لِتمسح والِدتها الدموع المنسكِبة , قائِلة بِتصميم :
-ولكِنَّني لَن أتساهل معها مِن بعدِ الأن !
لِتقرِّر الصعود الى غرفة روح , حيثُ وجدتها تمشِّط شعرها القصير , قائِلة لِوالدتها بِمرح :
-اووه هل اشتقتِ الي يا ترى ؟
نَظرت اليها والِدتها نظرات مليئة بالخيبة , لِترتسِم القلق على ملامِح روح :
أنت تقرأ
الروح التي تشبهني
Short Storyاقتِباس: ........ وقَد رنَّ جرَس الحُب والحلال , لقد قدِم ساكِن القلبِ والروح , الى منزِل المحبوبة , طالِبا أيَّاها كزوجة , تنام معه تحت سقفٍ مزيَّنٍ بالقبول , والحب , لَقد جاءَ فارِس الأحلام المزيَّن بِالروح نَعم الروح التِي تشبهني وتتقبَّلنِي كَم...