الحلقه الاولى

11K 154 8
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين اللهم اتى نفوسنا تقوها وذكها انت خير من ذكها
لست غريبة الاطوار
الحلقه الاولي 
في احد فنداق باريس كانت نادين فتاه عشرينيه‘تجلس تتحدث في الهاتف مع صديقتها قائله : ازيك يا ايثار عامله ايه ؟
ايثار متوتره : الحمد لله اخبار انت ايه ؟
نادين منزعجه  : الحمد لله انتي اللي فينك بكلمك نت مش بتردي ليه ؟ 
ايثار بحرج وتوتر : اصل تليفوني اتسرق وجبت عده صغيره علي قد الاتصال بس‘ بقولك انت موجوده في الفيلا ولا في الشركه ؟
نادين متعجبه : ليه  في حاجه ؟ 
ايثار متوتره : اصلي هنا في القاهره وكنت عايزه اجيلك. 
نادين منزعجه : طب مقولتيش ليه قبل ما تيجي ده انا وعمي في فرنسا. 
ايثار متعجبه : امال ازي بتردي عليا عادي ؟
نادين : ما انا عاملت تليفوني دولي .
ايثار متوتره : طب هترجعي امتي ؟
نادين قلقه : مش عارفه بصراحه؛ لما نخلص الشغل اللي جاين عشانه، بس انت قلقتيني عليك .
ايثار حزينه : متقلقيش عليا انا كويسه، لما ترجعو نبقي نتكلم سلام. 
نادين قلقه : سلام 
 انهت المكالمه وهي تشعر بالقلق علي صديقتها‘ دق باب غرفتها فوضعت الحجاب علي راسها وفتحت الباب‘ اذا به عمها رجل خمسينى يبدو عليه الوقار والاحترام .
نادين مبتسامه : اهلا يا عمي اتفضل. 
عمها (حاتم) متوترا : نادين يا بنتي جهزي حاجاتك بسرعه هنمشي من هنا .
نادين قلقه : هنرجع مصر خلاص ؟!
حاتم متوتراً :  مش عارف اقولك ايه؟! بس  في مشكله كبيره؛ ولازم نهرب من الفندق بسرعه. 
نادين بصدمه وعدم فهم : مشكلة ايه ؟ ونهرب ليه وفين؟ احنا هنا في فرنسا هنهرب ازي ؟ 
حاتم متعصباً : مش وقت كلام دلوقتي‘ يلا  عشان نمشي من هنا بسرعه‘ وهفهمك في الطريق. 
نادين بعدم فهم : حاضر ياعمي. 
دخلت نادين جمعت حقيبتها وغيرت ملابسها ولفت حجبها‘وهي ذاهبه في اتجه الباب دق الباب‘ فاسرعت وفتحت فوجدته عمها يرتدي ملابس شبابي وحلق ذقنه وشاربه .
نادين متفاجاءه : ايه ده ياعمي انت حلقت ذقنك وشنبك ليه‘ والاستايل ده مش استايل لبسك ؟
حاتم متعجلاً : يلا يا نادين بسرعه لحسن البوليس جاي ‘واحنا هنا مش في بلدنا لازم نهرب بسرعه. 
نادين خائفه : هو في ايه ياعمي حصل ايه ؟
حاتم متعصباً:  يلا اتحركي بسرعه ولا عايزاهم يقبضو علينا. 
وامسك يدها وتحركا بسرعه ومرا بجوار المصعد وتركها وذهبا 
نادين : انت رايح فين ياعمي الاسنسير من هنا كده عديناه؟!
وكانت تشير علي المصعد. 
حاتم : اسنسير ايه؟ وزيفت ايه؟ البوليس جاي واحنا لازم نتدري بسرعه. 
واختباء هو وهي خلف احد الاعمده‘ وكان ينظر يتابع من بعيد، وهي كانت تتابع معه‘وخرج بعض رجال الشرطه من المصعد ومعهم عامل من عمال النظافه .
الضابط : افتح لنا باب الغرفه بسرعه لنمسك بهم. 
العامل : نعم سيدي .
فتح لهم العامل ودخلو الي الغرفه فتشوها وخرجو 
الضابط بضيق : كيف علمو بقدومنا وذهبو؟
العامل : اظن انهم ذهبو من فتره. 
الضابط : صفهم لي جيدا لاننا سنبحث عنهم في كل مكان. 
العامل : الرجل في عقده الخامس وذي لحيه وشارب‘ والفتاه ترتدي ملابس غريبه‘ وتغطي راسها بشال كبير 
الضابط : تعالي معي لتصفهم ونرسمهم ونوزع بهم نشره في كل الاماكن. 
وركبو المصعد نزلو الي الاسفل ‘نظر حاتم الي نادين قائلا : لازم تغيري لبسك حالا والا هتتمسكي وتجرجرينا  معاكي. 
نادين بتعجب : كل لبسي نفس الشكل‘ وانا مش هقلع الحجاب متفكرش في الموضوع ده. 
حاتم : مش وقت كلام من ده دلوقتي الضرورات تبيح المحذورات .
نادين متضايقه : بص يا عمي اتنكر ماشي‘ لكن اخلع حجابي لاء ؛الضرورات تبيح المحذورات في الحلال مش الحرام يا عمي . 
حاتم متعصبياً : معاكي حق بس لازم تتنكري، تقدري تقوليلي هتتنكري ازي وانت بالحجاب؟وعموما يلا ننزل دلوقتي وبعد كده ربنا يحلها من عنده .
نزل هو نادين خرجا من باب المطبخ‘ وركبا سياره كانت تنتظرهم عند الباب وبها سكرتير عمها(ماهر )
ماهر : اهلا يا فندم كل حاجه جاهزه يلا بينا بسرعه. 
نادين : ممكن بقي يا عمي تفهمني في ايه وبنهرب من البوليس ليه؟ 
حاتم :احنا كنا جاين في سفقه بس للاسف طلعو تبع المفايا‘ ولما رفضنا الشغل معاهم عملو لعبه، ودبسونا في جريمه عشان يهددونا بيها‘ وعشان يطلعونا منها نقبل نشتغل معاهم. 
نادين : طب وهتعمل ايه ياعمي وهتثبت برأتك ازي ؟
حاتم : انا كلمت محامي كبير وهو قالي انه هيثبت برأتنا‘بس لازم نستخبي عشان لو اتمسكنا  مش هنعرف نعمل حاجه‘ لانهم مظبتنها علي اساس ان احنا لما نتمسك نتبهدل في السجن‘ فنقبل باللي يقوله عشان يطلعونا منها. 
نادين : يطلعونا هو انا معاكم فيها؟ طب انا مالي انا مترجمه وبس؟ 
حاتم : انت ناسيه انك ورثتي نصيبك من ابوكي‘ وانك شريكه في الشركه زيك زي. 
نادين مصدومه :طب واحنا رايحين فين دلوقتي؟
حاتم : ماهر اخوه شغال هنا وهو دبر لينا مكان نستخبي فيه‘ بس لازم انتي تروحي مكان تاني‘ عشان لو بتوع المفايا وصلو لنا تقدري تساعدينا‘ المحامي قالي كده، وكمان عشان نشتتهم‘ فهوديكي  عند واحده هتخبيكي لحد ما القضيه تخلص .
 نادين حزينه : حاضر يا عمي هنفذ اللي تقول عليه‘ لكن انت هتفهم كلامهم ازي وانا اللي كنت بترجم لكم الكلام؟
حاتم : ماتقلقيش عليا انا بعرف انجليزي كويس وهدبر اموري. 
نادين بحزن : اللي تأمر بيه يا عمي وربنا ينجيك من كل شر. 
حاتم : ربنا يكرمك يابنتي‘ عايزك تفتكرني ديما في دعائك انت طيبه وقلبك نظيف‘ وابوكي كان ديما يقول ان ربنا بيحبك . 
ماهر : وصلنا بيت الست اللي هتخبيكي . 
حاتم : ادخل ناديها واحنا هنستناك هنا . 
نزل ماهر من السياره ودخل المنزل الذي كانت تقف امامه السياره‘واتا مع سيده يبدو انها لبنانيه ركبت السياره الي جانب نادين .
السيده : اهلين بيكو شو بدكو. 
حاتم : ممكن نعرف اسمك الاول. 
السيده : اسمي سرين شو بدكو‘ خبرني ماهر انه بدكن اخبي ها البنت في مكان شي كام يوم صحيح هالحكي؟؟
حاتم قلقلاً : ايوه صحيح هتقدري تخبيها ولا نروح لحد تاني؟ 
سرين : اي اكيد بقدر طبعا ماهر زوجا لاختي وانا بحبو كتير وما فيني زعلو. 
حاتم مترجياً : بنت اخويا امانه عندك خلي بالك منها وحافظي عليها . 
سرين : تكرم خي لا تخاف بشيلا بعيوني. 
نزلت نادين وسرين وركب حاتم وماهر ‘ اخرج حاتم بعض المال اعطاه لنادين من شباك السياره 
حاتم  قلقاً : خلي بالك من نفسك يا نادين وادعلي ربنا يطلعنا من اللي احنا فيه .
نادين حزينه : حاضر يا عمي. 
وضعت نادين المال في حقيبتها‘تحركت السياره وبها عمها نظرت نادين الي سرين 
قائله : هندخل جوا ولا هنروح مكان تاني. 
سرين : اي رح ندخل هلأ حبيبتي اكيد لكن لوقت قصير‘ لانه ما راح ينفع تعيشي معي هون‘ معي اخواتي وازوجهن ولو شافوكي رح تكوني خطر كبير ‘هلأ ندخل وبعدين بنحكي . 
دخلتا الاثنتان الي الداخل واغلقت سيرين الباب 
سيرين : اسمعي حبيبتي راح جيبلك تياب تانيين تغيري تيابك وتتنكري وبجبلك بوريك تلبسيه‘ وبوديكي عند واحد صديقي راح يساعدك  .
نادين رافضه : شوفيلي تنكر من غير بروكه ومن غير ما ابين شعري ‘عشان مش هقلع الحجاب ماشي. 
سرين متضايقه : شو ها الحكي ما يسير لازم تتنكري والا راح تنكمشي حبيبتي. 
...............
(في مصر )
بعد انهت ايثار مكالمتها مع نادين ظلت مكانها لا تعلم ماذا تفعل تقول في عقلها : اعمل ايه دلوقتي نادين كانت اخر طوق نجاه ليا مقدرش ارجع الفندق عشان الفلوس اللي عليا‘ومعيش حتي اجرة السكه اعمل ايه بس واروح فين يارب حلها من عندك يارب. 
وتحركت بخطي بطيئه وكانها تجر اقدامها وهي تسير لا تعرف الي اين تاخذها قدمها حتي انها لم تري اين تسير ‘واثناء سيرها  رات جذع شجره كبير موضوع بعرض الطريق فقالت في عقلها : ايه الغباء ده حد يحط جزع شجره كده يعني لو جت عربيه دلوقتي ماتعرفش تعدي(نظرت يمينا ويسرا) وبعدين ايه المنطقه المهجوره دي انا ايه اللي جابني هنا بس اشيل جزع الشجره وابعد من هنا بسرعه .
وتحركت نحوه لتحاول رفعه وقبل ان تقترب منها اتت سياره من بعيد فاسرعت ايثار واختباءت بعيدا فكان الوقت ليلا وشعرت بالخوف من المكان‘توقف سائق السياره ونزل منها شاب في فى اوخر العشيرنات من العمر، اقترب ليرفع الجزع، وفجاءه حوطه مجموعه من الرجال الضخام، ومن شكلهم يبدو انهم بلطجيه 
الشاب خائفاً : انتو عايزين مني ايه؟ 
احد البلطجيه : عايز حاجات كتير يا خفيف هاهاها طلع كل اللي في جيبوك يا ض وسيب العربيه وامشي. 
بلطجي ثانى : يمشي ده ايه ده يفضل نتسلي عليه شويه. 
رد بلطجي اخر : سيبك منه ده  مش حلو مش عايزينه .
الشاب خائفاً : ابعد من طريقي انت وهو والا هجبلكم البوليس. 
احد البلطجه ضحكاً : نعم يا حبيبي! بوليس ايه اللي تجيبه؟ تكنش فاكر اننا بنخاف؟! لاء يا حبيبي انت توسع من سكات والا هسبهم يحفلو عليك. 
شعر الشاب بالخوف ونظر حوله ليري اي مخرج لم يجد‘ واذا ب ايثار تحمل بخاخ بيدها شرت علي اول رجل؛ وضربته فاوقعته واسرعت الي الثاني' رشته وضربته عدت ضربات فوقع علي الارض، فالتف حولها الباقين‘فاسرع الشاب وامسك عصي غليظه ليساعدها، وضرب احدهم من الخلف‘ فتفرقو من حولها‘واصبح مجموعه يحاولون ضربها ومجموعه يحاولون ضربه.
فقال احد البلطجيه : سيبولي البت دي دي مفكره نفسها زينه وجايه تضرب رجالتي. 
فاسرعت ايثار ورشت الماده في عينه، ففقد توازنه وبدأت بضربه حتي اوقعته ارضا‘كان الشاب هو الاخر يضرب احد الرجال بالعصا، واتي اليه رجل اخر يحاولان ضربه، حاول  الشاب الدفاع عن نفسه بكل قوته ‘اما ايثار بعد انتهت من كبيرهم، انهالت علي الاخرين بالضرب، بعد ان رشتهم بالبخاخ فاوقعتهم جميعا‘واسرعت لنجدة الشاب ورشة الرجال الذين يحاولون ضربه وبدأت بضربه وهي تقول : اتحرك بسرعه حرك جذع الشجره؛ عشان نخرج من هنا. 
فتحرك بسرعه ليحمل جذع الشجره، لكنه ثقيل وصعب التحريك، ولحق به احد الرجال ليضربه‘ فاسرعت اليه ايثار  وكانت قد ضربت الاخر‘ لكن زجاجتها كانت قد نفذت ،فبدأت تضربه وتركله حتي وقع علي الارض‘ فاسرعت وساعدت الشاب في حمل الجذع، وبعد ان ابعداه من الطريق‘ قام الرجل مره اخري، وضربها ضربة قوية جدا علي راسها بقطعه حديديه‘ فاسرع الشاب وضربه بعصي علي راسه عدة ضربات، حتي وقع علي الارض‘ وحمل ايثار ووضعها بالسياره، وتحرك بسرعه قبل ان يفيق احد اخر‘ كان يراقبها وينظر عليها هل تتحرك، هل هي بخير‘لكنها لم تتحرك وكانت فاقده للوعي تمام كان قد وضعها علي الكنبه الخلفيه بدأ ينديها قائلا : انت يا انسه لو سمحتي ردي قومي، متشيلينيش ذنبك ردي يوه  (فخبط بيده علي مقود السياره بغضب ) طب اعمل فيها ايه دي؟! اه فكره اروح علي المستشفي اللي شغال فيها ضياء.
...........
(عند نادين وسيرين )
نادين مصره : شوفي تنكر مافهوش قلع الحجاب وانا معاكي فيه ايآ كان. 
سرين مفكرةً : خلص عندي فكره كتير حلوه‘ وبعتقد راح تنفع بس انت ما تعترضي .
نادين : مدام مفهاش خلع حجاب يبقي اتفقنا. 
سيرين : رح بظهر وفلتك ساعه واحده اشتريلك التياب وما بتاخر. 
نادين منزعجه : وانا هقعد استناكي علي ما تيجي. 
خرجت سيرين واغلقت عليها الباب‘ جلست نادين
تفكر في كل ما حدث وتذكرت صديقتها ايثار وشعرت بالضيق لاجلها فهي تشعر ان بها شئ‘ ولكنها هي الاخري في مشكله ولن تستطيع مساعدتها‘ظلت تفكر في الامر حتي انها لم تشعر بالوقت، وعادت سرين التي اخرجتها من شرودها،  عندما فتحت ودخلت واغلقته خلفها اقتربت من نادين‘وقدمت لها حقيبه بها ملابس .
سرين : هلأ ادخلي غيري تيابك ولازم نبدا نتحرك‘عشان البوليس عما يفتش عليكي بكل مكان. 
نادين : حاضر حالا هدخل البس. 
دخلت نادين الي الغرفه فتحت حقيبة الملابس فوجدت بها ملابس راهبه‘ فتضايقت وكانت ستذهب الي سيرين ولكنها قالت لنفسها : يا اما كده يا اما هتقولي اقلع الحجاب‘ خلاص امري لله هلبس اللبس ده‘ اهو علي الاقل هيكون ساترني .
ارتدت نادين الملابس وخرجت لسرين 
سرين : شاطره كتير حبيبتي كنت خايفه ما تعرفي تلبسيهم‘ بس صراحه طلعتي شاطره. 
نادين : الحمد لله يلا بينا .
سرين : يلا  (واكملت في عقلها )..شو قوللها اني بخبيها ببيت واحد رجال ولا سكوت... لا سكوت احسن لو عرفت ما رح تقبل ‘ وانا ما فيني دورلها علي مكان تاني‘وبعدين مارك كتير طيب وما راح ياذيها. 
نادين : ايه سرحتي في ايه ؟
سرين بشرود : لا ما في شئ بدي اسألك سؤال‘ شو جابك مع عمك لهون . 
نادين : لاني شريكته في الشركه وكنت جايه كمترجمه لاني بعرف فرنساوي كويس. 
سرين : اه هلأ فهمت يلا تعي بسرعه من هون. 
تحركت سيرين ونادين حتي وصلتا الي منزل صديقها،ووقفتا امام الباب فنظرت سيرين الي نادين قائله : هلأ بتبقي هون حتي ادخل احكي معه وبتلحقيني ماشي. 
نادين : ماشي حاضر. 
دقت سيرين الباب فتح لها شاب وسيم جدا‘وذو جسم رياضي رحب بها وادخلها‘ وقفت تتكلم معه لدقيتين‘ ثم نادت علي نادين التي دخلت وهي خائفه وقلقه‘ وعندما راها غضب جدا ونظر الي سيرين 
مارك غاضباً : احضرتي لي راهبه ما هذا انت تعرفي اني لا احبهم. 
سيرين : لا تفهم الامر خطأ هذا تنكر انها ليست راهبه. 
مارك منزعجاً : ان كانت ليست راهبه فلا مشكله. 
سيرين : دخلي هلأ الغرفه اللي هناك هاي رح تكون غرفتك‘ غيري تيباك لوقت ما اتفق مع مارك. 
نادين : حاضر هدخل. 
كانت هناك الكثير من الاسئله فى راس نادين، تريد ان تسالها ولكنها فضلت ان تنتظر قليلا،
هزت راسها تحيه له ودخلت الغرفه، وغيرت ملابسها ولفت حجابها وخرجت‘وعندما راها مارك تعالت  ضحكته بشكل هستيري وهو يقول : انها ليست راهبه وانما غريبة الاطوار .
نظرت اليه نادين بحده وغضب قائله : انا لست غريبة الاطوار، ولكن هذا الزي الاسلامي وانا اعتز به‘اتحب ان يسخر احد من زي دينك؟
مارك بضحك : انا لا اومن باي دين فاسخري كما تشائي‘ وعموما اعتذر فقد فرحت جدا لانك غريبة الاطوار‘كم تمنيت ان التقي باحد من غريبي الاطوار امثالك. 
نادين بحده وغضب: قولت لك لست غريبة الاطوار الا تفهم. 
مارك مبتساماً : قولي ما تشائي لكني مقتنع بذلك‘ ساخرج الان عن اذنك. 
خرج مارك وتركهم هي وسيرين 
سرين مبتسمه : اعتذر عن مارك لكن له بعض الاراء والافكار الغريبه، نوعا ولكن لا تقلقي منه.
نادين متعجبه: انت ليه بتتكلمي بالفرنسيه‘ وكمان انا مالي وماله يا ستي. 
سيرين : معليه نسيت انا رح فل هلأ بس بدي خبرك شي قبل فل ، وهيدا امر واقع لازم تتعايشي معاه. 
نادين قلقه : امر واقع امر ايه ؟
سيرين متردده: هيدا بيت مارك يعني هو بيعيش فيه‘ يعني ما رح تكوني وحدك هون ‘وقبل ما تعصبي وترفضي، ما عندي مكان تاني‘ فانتي مجبوره هلأ علي ها الوضع. 
نادين غاضبه : مجبوره يعني ايه؟! اروح اقعد في اي شقه ايجار. 
سيرين : مو سهل هون تاجري شقه‘ لكن هيدا وضع مؤقت‘ كام يوم بس وانا رح تصرف وجبلك مكان تاني ماشي .
نادين مستسلمه : امري لله بس فهميه انه ملوش دعوه بيه خالص. 
سيرين : لا تقلقي منه هو اله صديقه يعني ما نه فاضي لتخافي حبيبتي‘ سلام انا بفل هلأ هيدا رقمي ان احتجتي مني شي كلميني باجيكي.
واعطتها كارت خاص بها 
نادين : شكرا ليكي. 
خرجت سيرين وتركتها دخلت نادين الي غرفتها واغلقت علي نفسها. 
ظلت نادين في الغرفه‘تفكر في هذا الوضع الغريب الذي اصبحت فيه ‘وكيف سيتعامل معها هذا الشخص‘حتي اتي مارك ودق عليها باب الغرفه‘فزعت نادين وقامت اقتربت من الباب 
نادين منزعجه : من بالباب ؟
مارك : انا مارك هل يمكن ان اتحدث معكي قليلا ؟
نادين : شكرا لا اريد. 
مارك : لو سمحتي لا يمكن ان نسكن معا دون ان نعرف بعضنا ؟
نادين : انا سابقي لفتره بسيطه لن اكون شريكة سكن كما تظن. 
مارك غاضباً : انت غريبة الاطوار وقليلة الزوق ايضا. 
نادين : اشكرك... انا بردو اللي قليلة الزوق ده انت اللي معندكش زوق. 
غضب جدا مارك لانه لم يفهم اغلب ما قلته لانها قالته بالعربي 
مارك غاضباً : اما ان تخرجي من الغرفه الان لنتحدث او تذهبي من هنا نهائيا اتفهمين؟
نادين منزعجه لنفسها : وبعدين بقي مع البني ادم ده؟! اليمها واخرج وخلاص امري لله. 
لفت نادين حجابها وخرجت‘فوجدته يقف ينظر لها بغضب شديد‘ فشعرت نادين بالخوف والقلق .
وقفت نادين تنظر اليه بخوف وقلق وكان هو ينظر لها بغضب شديد 
مارك غاضباً : هل انت حمقاء ؟
نادين منزعجه : ماذا تريد تكلم ؟
مارك غاضباً : لن نتحدث واقفين تعالي لنجلس ونتحدث هيا. 
وتحرك وجلس علي الاريكه‘ظلت مكانها للحظات وهي تشعر بالضيق والغضب‘ لكنها كظمت غيظها وتحركت وجلست بالكرسي المقابل لمارك. 
مارك وقد هداء : اعتذر عن عصبيتي لكن انا كنت اريد التحدث اليكي فقط. 
نادين منزعجه : اسفه لاني احتديت عليك‘ ولكن كنت اظن ان سيرين اخبرتك؛ اني سابقي بغرفتي طوال الوقت .
مارك : سيرين لم تخبرني بشئ ‘والامر الاخر اني لن اقبل بذلك‘انت ستعيشين هنا معي انا لن اتدخل في حياتك‘ ولكن لي بعض الطلبات ستفعليها مقابل بقائك هنا‘ ولا تخافي لن اطلب اشياء سيئه. 
ابتلعت نادين ريقها في خوف فقد فهمت انها وقعت في مأزق كبير ماذا تفعل
..............
(عند فارس في مصر )
امسك فارس هاتفه وطلب احد الارقام لحظات واجاب قائلا : حبيبي يا فارس. 
فارس متوتراً : الحقني بسرعه انت في المستشفي .
ضياء مصدوما :في ايه حصل يا بني مالك ؟
فارس منزعجا : انت في المستشفي ولا لاء ؟ 
ضياء : ايوه هكون فين يعني ؟ 
فارس : طب انا عشر دقائق واكون عندك معايا بنت مصابه عايزك تشوف فيها ايه. 
ضياء مازاحاً : عملت ايه يا منيل يا خرب بيت جنانك. 
فارس متجراً : مش وقت تريقه خالص انا هقفل دقيقه وهكون عندك. 
انهي فارس المكالمه وماهي الا لحظات ووصل عند باب مستشفي خاص‘كان ضياء يقف عند باب المستشفي وعندما راي السياره اقترب منها قال مازحاً : اهلا بالمصايب. 
فارس منزعجاً وهو ينزل من السياره : خف بقي شويه وتعالي شوف البنت جري ليها ايه ؟
فتح فارس باب السياره الخلفي له فنظر ضياء علي الفتاه قائلا : دي مش بنت من اياهم دي شكلها محترمه محجبه ولبسه واسع. 
فارس منزعجا : هو حد قالك اني صايع وبتاع بنات؟!  دي وقعت في سكتي كده بالصدفه، انقذتني من حراميه وخدت ضربه علي راسها بسببي .
ضياء متعجباً : انقذتك هي اللي انقذتك انت شارب ايه علي المسا. 
فارس غاضباً : بقولك ايه هتشوفها ولا اسيبك وامشي. 
ضياء : خلاص من غير نرفزه  هجيب ترولي واخدها اعمل لها اللازم كله. 
دخل احضر سرير نقال وحمالها الاثنان ووضعها عليه ودخلا بها 
ضياء وهو ينظر الي وجهها : باين علي وشها الارهاق الشديد وهخلي واحده من الممرضات تفك لها الحجاب ده وتشوف في اي جرح في راسها ولا لاء .
فارس قلقاً : ربنا يستر ده المفتري ضربها بحديده علي راسها،وخايف اشيل ذنبها. 
ضياء : متقلقش ان شاء الله تبقي كويسه بس انا عايز افهم ازي بنت انقذتك. 
فارس : انا مش عارف الرجاله حوطوني؛ وفجاءه لقيتها ظهرت وكانت بترشهم بالبخاخ اللي بيشيلو البنات ده، عارفه انت اللي بيعمل شلل مؤقت للحظات، وبعدين تضربهم، واضح انها بتلعب لعبه قتاليه من طريقتها في ضربهم .
ضياء متفهماً : اه يعني هي ترشهم تخليهم يفقدو توازنهم، وتضربهم فالضرب يجب نتيجه بسرعه حركه ذكيه‘المهم هاخدها الاشاعه جوه اطمن علي الاصابه في راسهابسرعه  بس في مشكله 
فارس مستفماً : مشكله ايه ؟
ضياء : لازم نعمل محضر؛ ولو جري ليها حاجه ممكن تلبس مصيبه يا معلم .
فارس مفزوعاً : ايه وانا مالي يا عم؛ طب وبعدين ؟
ضياء وهو يفكير : اسمع انا هاخدها اطمن عليها، واعمل لها فحص الاول، وبعدين نتكلم .
اخذها ضياء وبعد ساعه عاد قائلا : بص يا سيدي عملتلها اشاعه، والحمد لله مفيش اي تاثير للخبطه علي المخ، الخبطه بسيطه بس هي محتاجه ترتاح للصبح، ولازم نراقبها عشان لو فيه حاجه مابنتش في الفحص. 
فارس متعجباً : الحمد لله مع ان الضربه كانت قويه ‘ طب مينفعش اسبها هنا للصبح بشكل ودي كده، انت صاحبي بردو ؟
ضياء مازاحاً : وماله؛ فيها ايه.. ما هي مستشفة ابويا؛ انت بتهرج! بقولك ايه ماتروحها بيتها وخلاص .
فارس متذمراً : تصدق كنت مستني فقاقتك دي، يا فقيق انا معرفش بيتها، بقولك انقذتني وانا معرفهاش .
ضياء :انت مش اهلك مسافرين ومش هيرجعو لسه الا بعد اسبوع خدها عندك البيت .
فارس مفكراً :   طب ولو جه حد ولاقاها عندي ؟
ضياء مفكراً : بص هي كل اللي محتجاه اربعه وعشرين ساعه بس واصلا من الصبح هتفوق وتبقي كويسه .
فارس وهو يفكر : تصدق فكره لاء بتفهم، خلاص هاخدها واروح علي البيت، بس مش محتاجه محاليل ولا حاجه ؟ 
ضياء : لاء مش لازم هي لما ترتاح هتفوق، اللي عندها ارهاق شديد، ولما تفوق خليها تاكل كويس، وهتبقي كويسه. 
فارس : طب هاتها  من جوه عشان امشي. 
ضياء : اجي معاك اساعدك في شيلها. 
فارس : في ايه هي انقذتني عشان كان معها مخدر، ما تلم نفسك، انت شايفني قدامك ايه؟ 
ضياء ضاحكاً : ماشي  يا سبع هاهاهاها. 
فارس  : طب يارخم يالا اتحرك خليني امشي، عندي معاد مهم الصبح، وعايز الحق اناملي ساعتين. 
احضرها اليه ضياء علي السرير النقال، واوصلها له حتي باب السياره، حملها فارس ووضعها علي الكرسي الامامي بالسياره، وركب بجوارها وتحرك الي منزله، كان لا يبعد كثيرا عن المستشفي‘دخل بالسياره الي حديقة الفيلا، وقف امام الباب اتي اليه البواب قائلا : عايز حاجه يا بيه ؟ 
فارس: لاء شكرا يا عم حمدي ارجع اقفل البوابه وخليك عندها. 
حمدي : حاضر يا بيه. 
تركه حمدي وعاد الي البوابه‘تحرك فارس الي باب السياره الذي بجوار ايثار فتحه وحملها وصعد بها الي غرفته‘ وضعها علي السرير، وجلس علي الكرسي يرتاح قليلا‘ فتذكر انها كان معها حقيبه عندما وضعها في السياره اول مره‘ ففكر انها قد تكون وقعت فنزل لحضارها‘بحث في الكرسي الخلفي فوجد الحقيبه ملقاه علي الارض في السياره، فاحضرها وصعد الي غرفته وضعها بجوارها‘نظر اليها بتمعن قائلا : غريب جدا ان بنت زيها شكلها هادي وملامحها رقيقه، تحاول تنقذ واحد من ايد عصابه زي دول، بس واضح انها شجاعه من وقفتها لهم، وكمان ذكيه بتستعمل عقلها مش بس عضلتها .
فامسك حقيبتها واكمل : ياتري اسمها وجايه منين ؟ 
اخرج بعض الاوراق من حقيبتها ونظر بهم قائلا : اسمها حلو قوي ايثار... اسم جميل لايق عليها، بس ايه ده ؟!دي من اسكندريه؛ وايه اللي جابها هنا دي؟! عموما بكره لما تفوق اكيد هعرف، اسبها واروح انام في اوضة شهد، عشان الشغل اللي واريا بكره. 
تركها وذهب الي غرفة اخته واستلقي علي سريره وذهب في النوم بسرعه‘ استيقظ علي صوت المنبه نظربه وفز من مكانه قائلا : يا خبر انا اتاخرت كان لازم اقوم بدري، عشان اعمل فطار للبنت اللي جوه دي، قبل ما امشي .
اسرع الي غرفته دخل الي الحمام بها اخذ حمام وغير ملابسه وخرج‘اخرج بعض الاطعمه ودورق عصير ووضعهم بجوارها‘واخرج ورقه وكتب عليها : متشكر جدا ليكي علي انقاذك ليا امبارح، اضتريت امشي عشان عندي شغل مهم‘هخلصه واجي علي طول، ده فطار افطري واوعي تمشي، استنيني لما ارجع وشكرا ليكي .
ومضي باسمه وخرج اغلق باب غرفته  قائلا لنفسه : الورقه ديه عشان لما تصحي تتطمن، ومتعمليش فضيحه، وانا هعمل حسابي واجي بسرعه، لحسن ماما تفكر وتبعت الدادا ولا حاجه
ركب سيارته وذهب الي عمله، بعد ذهابه ببعض الوقت، بدأت تفتح عينها وتنظر حولها ،ثم فزعت وقامت جلست تتفقد نفسها وملابسها، وهي تقول بعدم تذكر : انا فين وايه اللي جابني هنا ؟
فنظرت الي جوارها وجدت الورقه فاخذتها وقراتها فاطمأنت واخذت نفس وزفرته قائله : الحمد لله اتفزعت بس راسي لسه وجعاني الحيوان ضرب بعزم ما فيه علي راسي (وضعت يدها علي راسها تتفحصها) بس الحمد لله متعورتش انا هاكل وامشي،(ببعض التفكير)ولا  استني يمكن يشوفلي شغل ولا حاجه، وهو كتب انه هيجي بسرعه، واديني قاعده لحد لما يرجع. 
وبدأت في تناول الطعام وبعد انتهت، جلست علي الكرسي تنتظره‘ولحظات وسمعت صوت سياره فاقتربت من الشباك وفوجدت، سيده وفتاه ينزلان من السياره، فاستمعت الي ما يقولون .
السيده : اطلعي انت يا شهد، علي ما اروح اسلم علي خالتك قبل ما ابوكي يرجع، هو راح علي الشركه عشان الاجتماع. 
شهد متجره  : انا عارفه اجتماع ايه ده؟! اللي يخلينا نرجع من المصيف بسرعه كده ؟ 
السيده : معلش تتعوض؛ ونروح تاني يلا اطلعي انت. 
دخلت الفتاه وركبت السيده السياره وتحركت‘دخلت ايثار الي الداخل وهي تقول في عقلها : دي شكلها اخته بس هو اتاخر ليه ويا تري هتقول ايه لما تلاقيني هنا؟ طب اعمل ايه دلوقتي ؟ 
وضعت يدها علي ذقنها وبدأت تفكر، سمعت خطوات عند باب الغرفه، فشعرت بالخوف فاسرعت واختباءت خلف احد الستائر‘فتح الباب ودخلت شهد نظرت الي الغرفه قائلة : ايه القرف ده مهمل زي عادته، الاوضه مبهدله؛ هنزل اقول لدادا تيجي تروقها، وتجبله عصير بدل اللي خلص اغلبه ده. 
وتركت الباب مفتوح وذهبت‘نظرت ايثار من خلف الستاره، وتضايقت وظلت مكانها‘نزلت شهد للاسفل تكلم الدادا، واذا بفارس قد عاد من الخارج، وعندما راها فزع واقترب منها بترقب قائلا : ايه ده انتو جيتو امتي ؟ 
شهد مبتسمه : عملنالك مفجاءه... ايه مش حلوه المفجاءه ؟
فارس مبتسماً ليداري قلقه : اه طبعا حلوه بس امال فين ماما وبابا. 
وكان يتلفت يمينا ويسار وكانه يبحث عن شئ 
شهد متزمره : بابا راح الشركه عمك محسن اتصل وقال في اجتماع مهم، فبابا رجع جري وماما طبعا قالت تروح لخالتي قبل ما بابا يجي. 
فارس متوتراً : طب انا هطلع اغير هدومي وارجع. 
شهد منزعجه : ايه يا بني البلوه اللي في اوضتك دي ؟
فارس مفزوعاً : بلوه.... بلوة ايه ؟
شهد : ......

اتمني تكونو استمتعتو بالحلقه وعايزه اعرف توقعتكو للحلقه الجديد 
             تحياتي / هدى مرسى

لست غريبة الاطوار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن