"الفصل الأول"

2.7K 73 34
                                    

"كِيَانُ أُنْثَى"

كان صباح يوم من أيام شهر فبراير وتحديداً يوم الجمعة في تمام الساعة الثامنة صباحاً، الشمس فيه مُشرقة وساخنة ، والهواء فيه بارداً ، كان الطقس صيفاً في ضوء الشمس ، وشتاءاً في الظِل.

  في بيت أقل ما يُقال عنه انه رائع واثاثه لطيف ورقيق ..كان المنزل يشع بنور الصباح الذي يحمل في باطن سماه الف أمنية وآشعة الشمس الذهبية تخترق النوافذ المفتوحة علي مصرعيها وصوت العصافير الذي يخرج للافق شيئاً فشيئاً ويصدح في انحاء المكان صوت القرآن الكريم الذي يحفظك من الشيطان وسماع القرآن سحر للقلوب وسلطان عليها، ولذة لا تُقاوم ..

كان يقف في شرفة منزله في الدور الثالث شارد الذهن  فيما ماضي وكان عقله يستعيد ذكريات الماضي الاليم وكان يحمل في يده كوباً من القهوة يرتشف منه بشرود ويكرر في داخله " أحتسي فنجان قهوتي، وأتأمل بُخارها المتصاعد، وآتي إليك بفكري ونبضي، ارتشفها رشفةً بعد رشفةً مرٌ مذاقها كبعدك، حارق ملمسها كأشواقي لك، ولكنها تعدل مزاجي كأملي بلقائك."....

افاق من شروده علي صوت رقيق جذاب به اثر النعاس يُنادي عليه بتعجب ودهشة : عبدالله !!! اية اللي موقفك في البلكونة الصبح بدري كدا !! لا وكمان عملت لنفسك فنجان قهوة ؟

عقب " عبدالله " علي حديثها ببسمة باهتة حاول جاهداً ان تخرج  بشكل طبيعي : الناس تقول صباح الخير الاول بعد كدا تبدأ تسأل .. ولا انتِ عند رأي تاني يا بيلا ؟؟ 

اجابت " سلسبيل " بامتعاض طفولي : صباح الخير يااستاذ عبدالله .. ها حلو كدا ؟؟

رد  " عبدالله " عليها مردفاً بابتسامة صغيرة  : حلو اوي يااستاذة سلسبيل .. وعقب علي حديثه متسائلاً بتعجب : هو نوح مش طالعله صوت ليه ؟؟ دية معجزة بجد مش مصدق انـ .........

قاطعته " سلسبيل " بلهفة وصوت متحشرج من اثر النوم : بالله عليك اسكت ... لاحسن دا بيصحي علي السيرة وانا ماصدقت ان عرفت انام منه ساعتين علي بعض  ...

ردد " عبدالله " بتساؤل : هو كان مسهرك امبارح معاه ولا اية ؟!!

عقبت " سلسبيل " علي حديثه بغيظ : ااااه طبعا ما البيه سابني لوحدي محتاسة بيه وراح ينام في اوضة الاطفال عشان يريح دماغه ..

اردف " عبدالله " بصدق وهو يقبل جبينها بلُطف : حقك عليا والله انا بس كنت راجع من الشغل هلكان وحقيقي مكنتش هاستحمل زن نوح وعياطه ..

كادت ان تجيبه الا ان قطع حديثها صياح شقيق زوجها الصغير الذي يُدعي "عُبيد " وهو يصيح في الشارع وينظر اليهم  : انتوا ياعالم ياللي فوق .. خفوا رومانسية علي الصبح ويلا عشان نفطر ..

اجابه " عبدالله " وهو يجز علي اسنانه بغيظ منه : في اية ياحيوان انت علي الصبح ؟ فيه حد بيجعر كدا في الشارع  ويسمع الجيران ؟!!

"كـيــان أنـثــي " بقلمي : فـاطـمـة عـادل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن