كـانت تقف امام المرآة تتفحص هيئتها بدايةً مـن خـصلات شعرها حتي أخمص قدميها حيث كانت خصلاتها تنفرد علي ظهرها وكانت سوداء اللون وكانت تـرتدي قـميص نـوم مـن اللون الأبيض قـصـير جـداً وكأنها عَـروس فـي لـيلة زفـافها وانـعكس لـون الـقميص علي بـشرتها الـسـمراء فـكانت تُشبه القهوة وعلي الـرغم من انـها سـمراء اللون إلا أنها تـتمتع بـمـلامح جـميلة حـيث أن عـينيها باللون الـعسلي الـفاتح ورموشها كـثيفة بـدرجة أن الآخـرون يـحسدونها علـيها وفـمفها الصـغير وأخذت تتأمل الميك اب الهادئ التي وضعته واختتمته بوضع احمر شفاه بلون النبيذ القاتم وقامت بطلي أظافرها باللون الأحمر الزاهي و قامت برفع أحدي أرجلها الي المقعد الذي امامها وقامت بوضع خلخال فضي اللون ثم اعتدلت وقامت بالتقاط زجاجة العطر باناملها الصغيرة وقامت بنثره علي ملابسها بغزارة...
أنـتهت مـن تأمل هـيئتها الخـاطفة للأنـفاس ثم أخـذت تتـطلع إلـي الـغرفة من حـولها وكـيف اسـتطاعت فـي وقـت قـصير تنفيـذ ما خططت له حيث كان في منتصف طاولة متوسطة الحجم ويوجد عليها اشهي انواع الطعام والذي قامت بإعداده بنفسها وكانت الطاولة مرتبة بشكل خرافي ومزينة و كانت الغرفة مليئة بالشموع والتي أخذت شكل قلب وورود حمراء متناثرة علي الفراش وعلي أرضية الغرفة واخـذت تستنشق معطر الجو التي وضعته برائحة العود الأبيض وتوجهت الي مكان الانوار وقامت بتشغيل الإضاءة الخافتة التي تلاءم الوضع ثم اتجهت الي خارج الغرفة قاصدة الغرفة التي تقع أمام غرفتها وقامت بفتح باب الغرفة بهدوء شديد وأخذت تتقدم الي الداخل وهي تسير علي أطراف اصابعها حتي وصلت إلي سرير صغير وكان بداخله طفلٌ جميل والذي يبدو أنه أتم عامه الأول ومن ملامحة يمكن القول بأنه لم يأخذ نفس لون بشرة والدته إنما أخذ ملامح والده قامت بوضع قُبلة خفيفة علي أحدي وجنتيه المكتنزة وقام بتعديل الغطاء ودثرته جيدا ثم اتجهت الي الطاولة الصغيرة التي تحتوى سرير الطفل وقامت بالتقاط جهاز صغير وقامت بالضغط علي الزر الكبير وهذا الجهاز يسمي "baby alarm" وهو جهاز لاسلكي يستخدم لمراقبة الطفل اثناء نومه والاستماع الي الأصوات التي يصدرها الطفل ...بعد مرور الكثير من الوقت وحل منتصف الليل سمعت صوت زوجها العزيز وهو يقول : اتفضلوا ياجماعة ثواني وراجعلكم
انتظرت حتي ينتهي من حديثه ووجدت باب الغرفة يُفتح بهدوء مـُريب وودخل عليها زوجها بطلته التي تحبس الأنفاس واتجه نحوها في خطوات هادئة وأردف بهدوء مزيف : مساء الخيراردفت علا وعلي وجهها ابتسامة عذبة : مساء النور ياعبدالله .... انت معاك ضيوف ؟!
أردف عبدالله بسخرية وهو يتأمل هيئتها : اه
اردفت علا بهدوء : طب مش كنت قولتلي اصل انا كنت ناوية ...
قطع عبدالله حديثها واردف بثبات : مش المفروض أي حاجة ابدا ..دول مش ضيوف دول المأذون واتنين شهود ..ألبسي أي حاجة عليكي عشان هنطلق دلوقتي
اردفت علا بصدمة : انت بتهزر !
أردف عبدالله بسخرية : انتي شايفة ان علاقتنا تسمح اني أهزر مش هكرر كلامي تاني البسي أي حاجة وحصليني برا
انهي حديثة وهم بأن يتركها ولكن صوتها اوقفه : استني هنا .. انت اتجننت !!
أردف عبدالله ببرود : مش فارقة.. كل اللي فارق معايا أن خلاص جه الوقت اللي شخصية عظيمة زيك تتخلص من شخص تافه وعديم المسئولية زي
اردفت علا بدموع محبوسة في مقلتيها : أية الكلام دا انا عمري ماكنت شايفاك كدا
أردف عبدالله بنفاذ صبر : مش مهم انتي كنتي شايفاني ازاي بس انا حبيت اعملهالك مفاجأة
اردفت علا بنحيب : يعني انت جاي نص الليل عشان تفاجأني طب كنت عملت حساب" فارس " في المفاجأة دية
أردف عبدالله بهدوء :تؤ تؤ متجبيش سيرة فارس ومدخلهوش مابينا ...فارس مالهوش ذنب في اللي بيحصل معانا وانا هقدر اخد بالي من ابني واحسن من الاول كمان وانجزي غيري هدومك وحصليني برا مش عاوز اعطل الناس اكتر من كدا ...
ولم ينتظر ردها ولم يأبه بعبراتها الغزيرة التي أخذت مجراها علي وجنتيها وتركها وخرج من الغرفة تاركاً إياها مُحطمة ولم يبقي منها سوي حُطام أُنثي ....
______________________________________رأيكوا ياجماعة اقتباس كبير اهو ❤️🔥
أنت تقرأ
"كـيــان أنـثــي " بقلمي : فـاطـمـة عـادل
Historia Cortaالمرأة هي المصدر الأساسي للسعادة في هذه الحياة، كما أن المرأة هي أساس القوة والطاقة الإيجابية لمن حولها كما أنها هي التي تدفعهم للأمام، والمرأة المصدر الرئيسي للحنان والمحبة والعاطفة لكل إنسان وهي تعد السند لأولادها لزوجها، وهي الفتاة البارة بوالديه...