لقد مر اسبوعان تقريباً و الوضع متوتر بشكل لا يصدق بين أفراد العائلة المالكة وفي غرفة الملكة السابقة بعد أن غربت الشمس كان ويليام جالساً يحادث والدته التي تبدو أصغر عمرها بسبب طبيعتها لكن جمالها الأخاذ يجعلك تظن انها في الثلاثين بتلك الخصلات الذهبية التي ورثها ابنها منها و عيناها العسليتان
"ألا يمكنك مساعدتي يا امي هي ترفض حتى التحدث معي"
قالها ويليام الجالس امامها و كانت نظراته مرهقة بسبب عملة طوال اليوم " و بماذا اساعدك أخبرني ، لقد قمت بخيانة زوجتك و الان تزوجتها رغماً عنها
لو كنت مكانها لقتلتك"
قالتها والدته بنبرة تدل علي السخرية
" انتِ تعرفين انني نادم على هذا "
# كارين #
و بماذا سيفيد ندمك يا بني لقد قمت بجرح قلب و جروح القلوب لا يمكن شفائها فهي ازلية و باقية ربما قد تغيرت حقاً لكن كيف ستقنع زوجتك ومن حولك بهذا حتى مع انك راشد الان الا انك مازلت تريد اثارة قلقي عليك
تنهدت بعمق فهذا الشيء الوحيد القادرة على فعله للتعبير عن ارهاقي الشديد عندها قاطعنا دخول احد الحراس
" سيدي اسف للمقاطعة هناك رسالة طارئة قادمة من ملك الفرس "
انحني الحارس و قدم الرسالة ورحل
فتحها ويليام ليصمت لوهلة
"ما فحوى الرسالة يا ويليام "
قالتها والدته بفضول
"ملك الفرس قادم لعقد صلح بيننا الاسبوع القادم "
قالها ويليام ليشرق وجه والدته
وتقول " رائع سوف ننعم ببعض الهدوء اخيراً"
نهض ويليام و اردف
"اعذريني يا امي ذاهب لاخبار هيلدا لانها ستغضب ان لم افعل "
لتشير إليه والدته بالخروج
ترجل الي غرفتهما التي تكون عادة مغلقة طرق الباب فلم يتلق اي رد امسك المقبض وفتح الباب ببطيء
ليجد المكان مظلماً للغاية أشعل شعلة واقترب من السرير ليجد زوجته نائمة و تتنفس بصعوبة اكتسى اللون الاحمر معالمها وشحوب محياها يدل على ارهاقها بينما كان الالم قد خدر جسدها وضع يده على جبينها ليشعر بحرارتها
"تلك الحمقاء لابد انها اهملت نفسها لفترة طويلة"
قالها ويليام في نفسه بغضب لينادي على الخادمة
دخلت اسيلا و شهقت بفزع
"ما الذي حدث لسيدتي"
"لا تقلقي حرارتها مرتفعة فقط احضري لي بعض المناشف و دلواً من الماء البارد بسرعة"
قالها ويليام بسرعة لتركض الخادمة و تحضر ما طلبة سيدها و ترحل لتغلق الباب خلفها
بلل ويليام تلك المناشف و ووضعها علي رأسها لتغير ملامحها للانزعاج بسبب الماء البارد تذكر في الماضي عندما كانا اطفالاً كانت تصاب بنزلات برد شديدة كهذه بسبب مناعتها الضعيفة قام بتغطيتها و سرح بتأمل تفاصيلها
وكم كانت فاتنة بنظره بذلك الشعر المبعثر و التعابير المرهقة و بدون شعور بينما يغير لها تلك الاقمشة الباردة ليمسح على رأسها أخذ يتحدث قائلاً :
انا حقاً نادم أدرك أن خطأي لا يغتفر بالنسبة لكِ لكني حقا اسف كنت احمقاُ بل مغفل و ارتكبت خطأً جسيماً ومع هذا قلبي مازال يصرخ بأسمك بتهور و ينقبض الماً و حسرة علي ما اقترف هذا الجسد البالي لو استطعت العودة بالزمن لمنع ما فعلت
كانت تعابير هيلدا منزعجة للغاية و كأنها ترى حلماً مزعجاً و لم تعي من كان بجانبها
جلس ويليام بجانبها حتى انفلق الصبح و هو يعتني بها و بمجرد خروج اول خيط من الشمس نهض من مكانها و غادر الغرفة
ومع كل ما يحدث كان هناك من يحترق من الغضب
في احدى غرف القصر
"امي هو لا ينظر الي حتى دعينا نتوقف وحسب "
قالتها فتاة بشعر عسلي بنفس لون عيناها وهي تتذمر لوالدتها التي كانت تشتعل غضبا
" اصمتي يا رينا لقد اخبرتك سابقا انا لن اخرج من القصر الا و انتِ الملكة و متزوجة من ويليام"
قالتها ايلين بعد ان ضربت كأس النبيذ بقوة في الطاولة لترتجف ابنتها بخوف من غضبها فهي تبدوا كالنمر الهائج
استرسلت غاضبةً في وجه ابنتها قائلة
"انا لا اطيق تلك النرجسية المتعالية من تظن نفسها و ايضا انتِ تستحقين الحكم اكثر منها يا عزيزتي "
ختمت جملتها بحنان لابنتها وهي تدور حولها كا الافعي اخرجت زجاجة صغيرة من جيبها تحتوي علي سائل قرمزي احمر
وقالت
"القليل من هذا السائل كفيل بالقضاء علي كل من يحول بيننا و بين الحكم"
تصنمت ابنتها من تلك الاحرف التي خرج من ثغر والدتها فهل حقاً ستقوم بقتل روح مقابل الحكم ، وضعت ايلين الزجاجة في يد ابنتها و قبضت عليها و قالت
"انا اثق بك "
............................................
YOU ARE READING
رقصة اغريقية
Romanceهيا هلم تعال الي لنتحرر من اجسادنا البالية و ارواحنا المرهقة لننقش معا مستقبلنا بأحرف احزاننا فالنكن من نريد، بدون قيود و اغلال المصير فالندع اروحنا تتلامس بكل حب و دفء فالنرمي كبريائنا لي ليلة و لنكن معاً حتي النهاية "اعادة نشر مع بعض التعديلات...