😻 الفصل (4)🌸

1.4K 65 0
                                    

لا اله إلا الله ..
الفصل ( 4 ) ..
................
بعد انتهاء المحاضرة هم الجميع بالخروج وكادت ساندي أن تخرج ولكن منعها حسام بالنداء عليها ، فالتفتت إليه تطلع إليه بحده فقال متعجبا :
-مش مستوعب لحد الان انك سبتيني عشان قطة
تحدثت بجدية :
-مش بس دا السبب .. السبب اني عرفتك على حقيقتك .. انسان طماع تبيع أي حاجة عشان الفلوس .. ممكن تبعني أنا شخصياً
ثم تنهدت وتابعت :
-والسبب التالت انك مبتحبنيش .. لو بتحبني مش هتجرحني .. مش هتحرمني من الكائن اللي هو سبب سعادتي
ثم نظرت إليه باشمئزاز متابعة :
-والحمد لله عرفتك على حقيقتك في البداية
تركته وغادرت فزفر وهو يحرك رأسه ثم ذهب إلى عميد الكلية وتحدث معه بشأن القطة ليخبره أن وليد علم بكل شيء وسيذهب ليعود بالقطة ، فقال بقلق واضح :
-القطة وصلت روما مش كده ؟
-لسه .. بس هتوصل .. متقلقش وليد ميعرفش أن القطة لسه في مصر
******
وعدت والديها وذهبت مع وليد وانتفض قلبها عندما وقفت أمام باب الدخول إلى الطائرة ، توقف وليد والتفت برأسه ينظر إليها مقطب جبينه ، فنظرت إليه ثم ضبطت نظارتها ودخلت الطائرة ، قيدت نفسها في المقعد بحزام الأمان ثم أغمضت عيناها متشبثة في المقعد بقوة وقت إقلاع الطائرة ، نظر وليد إليها ليجد الخوف والتوتر يملأن وجهها فوضع يده على يدها كشيء من الاطمئنان ، فنظرت إليه بلهفة رأته ينظر إلى الأمام في صمت ، هبطت بعينيه إلى يده وسحبت يدها بهدوء وضعتها على صدرها الذي يعلوا ويهبط بخوف ..

بعد مرور نصف ساعة من إقلاع الطائرة هدأت ساندي قليلا وكانت تحتسي العصير ، تنحنح وليد بخفة ونظر إليها قائلا :
-بعد اذنك في رجل اعمال معانا على الطائرة هروح أشوفه
-اوكي .. اتفضل
نهض من مكانه وذهب إلى درجة رجال الأعمال ، فتناولت أخر ما تبقى من العصير ، ثم أخرجت من حقيبة الظهر دفتر وقلم وبدأت تكتب " أحيانا القدر يمزح معنا ، قابلت ذاك الشخص وأعجبت به فتمت خطبتي من غيرة وسرق جوليا لتبتعد عني وأحزن عليها ، ولكن عرفت شخص على حقيقته وقابلت ذاك الشخص الذي أعجبت به مجددا ، أي مزحة هذه يا القدر ؟! ، كأنه يخبرني أن جوليا ابتعدت عنكِ ليظهر وليد في حياتك ثانية وتذهبين معه في رحلة ، رحلة البحث عن جوليا " ، جاء وليد يجلس بجوارها فأغلقت الدفتر فورا فتنهد متسائلا :
-بتكتبي أي ؟
وضعت الدفتر داخل الحقيبة وهي تقول :
-ابدا ولا حاجة
تنهد بخفة و وضع سماعات في أذنيه ثم اغمض عيناه يستمع إلى الأغاني ، نظرت ساندي إليه للحظات ثم استندت برأسها إلى المقعد وفتحت الهاتف تنظر إلى صور جوليا باشتياق حتى لامعت عيناه من الدموع وما هي إلا لحظات وهبطت دموعها الساخنة على وجنتيها وشعرت بألم في جدران قلبها ، لم تعلم أن جوليا قريبة منها ، هنا على الطائرة داخل صندوقها ضمه نفسها بشكل دائري حزينة على فراق صديقتها ، حيوان ولكن تشعر وتحس بكل شيء حولها ، تعلم أنها فقدت صديقة مقربة تشعرها دائما بالحنان ، اشتاقت للمسات يدها الهادئة تمسح على شعرها الكثيف وتمرح معها وتطعمها ، القطة جوليا عيناها لامعة ويبدو عليها أنها كانت تدمع ، مثل صديقتها الجميلة ساندي تمسح دموعها ليهيط غيرها فشهقت بخفة رغما عنها ..
فتح وليد عيناه ينظر إليها ثم سحب السماعات متسائلا :
-مالك ؟!
لفت نظرة صورة القطة على الهاتف فعلم بسبب بكائها ، فيما مسحت ساندي دموعها وهي تقول بحزن :
-افتكرت بس جوليا
أبتسم وقال ليطمئن قلبها :
-هنلاقيها بإذن الله
******
عقب وصولهم إلى روما ذهبوا إلى الفندق مباشرةً ، ودخلت غرفتها ثم اراحت جسدها على الفراش تحرك مقلتيها يميناً ويسارا حتى غلبها النعاس ، مضى الوقت كسرعة البرق واستيقظت على صوت دقات الباب فنهضت على الفور وقامت بفتح الباب تفاجأت بوليد ، تساءل :
-ازعجتك ؟
-لاء ابدا .. خير
-هستناكي تحت نتعشى مع بعض وبعدين نروح نسأل عن القطـ .. أقصد جوليا
لاحت ابتسامة على ثغرها وهي تومئ برأسها فغادر وليد ودخلت هي تجهز نفسها في دقائق ، ثم استقلت المصعد إلى الطابق السفلي وخرجت تبحث عن وليد ، كانت ترتدي زي جويل مشجر بشكل منظم وراقي وحجاب يجعلها أكثر جمالاً ، رآها وليد ليبتسم رغما عنه ثم تقدم نحوها و وقف قائلا :
-أنا هنا
نظرت إليه بلهفة ثم ابتسمت باضطراب ، فاصطحابها إلى إحدى المطاعم المعروفة في روما وتناولت البيتزا بالجبن بسبب رفضها للحوم في هذه الدولة ،  تناولت بعض من الماء ثم حركت مقلتيها في جميع أنحاء المكان مما لفتت انتباه وليد فنظر حوله لم يجد شيئا يجعلها تتأمل المكان وتساءل :
-مالك ؟ .. قلقانه من حاجة ؟!
-المكان غريب عليه والأشخاص هنا مش شبهي
حرك رأسه بالفهم ثم أنهى طعامه وغادروا المكان ، استأجر سيارة من الفندق وغادر بها إلى بائع الحيوانات الأليفة الذي يتعامل معه  ، صف سيارته جانبا وترجلت ساندي من السيارة على وجه السرعة فيما ترجل وليد ودلف إلى المحل وهي خلفه ، وقف يتحدث مع الشاب بينما كانت ساندي تطلع إلى الحيوانات الأليفة و وقف أمام القطط تفحصهما ثم نظرت إلى وليد الذي يبدو عليه الحزن والأسف فتقدمت نحوه متسائلة :
-في اخبار عن جوليا ؟
لم يجيب على سؤالها وتحدث مع ذاك الشخص مرة أخرى ثم صافحة وخرج فخرجت خلفه وهي تنادي ، توقف بحوار السيارة و وقفت أمامه تعيد سؤالها فقال :
-مستلمش القطة
-أنت قلتلي أن ده اللي بتصدر له القطط
نظر خلفها وهو يحرك ذقنه يعصر رأسه من التفكير  حتى وصل إلى الإجابة ، تنهد بصوت مستمع ثم نظر إليها وقال :
-أنا روحت لعميد الكلية واتخنقت معا بسبب القطة .. عشان كده القطة موصلتش هنا
تساءلت بعدم فهم :
-مش فاهمة .. مش المفروض صحبك دا اللي بيستلم القطة
تنهد يسأم وقال :
-لاء أنا بس بخلص الإجراءات وفي واحد تبعه بيسافر بالقطة ويسلمها هنا
استندت يظهرها إلى السيارة ودفنت وجهها في كفيها تبكي بدون أمل قائلة :
-يعني خلاص جوليا ضاعت خالص .. مفيش أمل
ابعد يديها عن وجهها فنظرت إليه وهي تشهق بخفة ، قال مبتسما :
-له فرع تاني في سويسرا .. يعني في أمل
مسحت دموعها وهي تقول في دهشة :
-سويسرا ؟ .. هنسافر تاني
-لاء سويسرا مجاورة لروما وهنسافر بالقطر 
ابتسمت وكأنه الأمل زرع في قلبها من جديد ، استقلت معه السيارة ومن حين لأخر كان ينظر إليها وأعجب كثيرا بقلبها اللطيف وعينيها البريئة التي ملكته من نظرة ، عقب وصوله ودعته وصعدت إلى غرفتها تستريح ، فيما وقف وليد في شرفة الغرفة ينظر شرفة غرفتها ينتظرها أن تخرج ولكن لم تخرج
******
استيقظت في الصباح وأخذت حماما ساخنا وارتدت ثيابها مستعدة للذهاب إلى سويسرا للبحث عن جوليا ، فتحت الشرفة وخرجت تقف أمام السور تستنشق بعض الهواء لفت نظرها وليد النائم على المقعد ، وجدت نفسها تبتسم وتتأمله بالنظرات التي خطفت قلبه ، مضت عليها دقائق قليلة ولا زالت شاردة به حتى ارتفع حاجبيه وأخذت يفتح عيناه ويغلقها عدة مرات حتى اعتاد على الضوء بينما تلاشت ساندي النظر إليه مسرعة ، تنحنح وهو ينهض ويتطلع إليها ثم قال مبتسما :
-صباح الخير
رمقته بنظرة سريعة ثم نظرت إليه بخجل وهي تبادله بالصباح فقال مداعبا :
-مش بدل ما أنتِ واقفة لوحدك كده كنتي تصحيني
أطرقت عيناها تبتسم بخجل ولم تجيب عليه ، فشرد في ثغرها المبتسم بهدوء وكأنه يرى شيئا جميلا لم يرى من قبل ، يفحص ملامحها وكأنه يرى فتاة للمرة الأولى ، نعم لم ولن يرى مثلها قط ، جميلة عفيفة تمتلك أجمل عيون رآها ، رفعت عيناها إليه فنظر اتجاه اليمين يتنهد بصوت مستمع ثم نظر إليها قائلا :
-هغير هدومي واجيلك عشان نسافر
اومأت برأسها ثم دلفت إلى الغرفة ، فدخل هو الأخر ليجهز في خلال نصف ساعة تقريباً ، ثم خرج و وقف يدق باب غرفتها لتخرج وتغادر معه ..

نوفيلا " هو وهي وجوليا "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن