المكان: الارض الفاضية ( القرية )
الساعة: ١٢ منتصف الليلبعد ما لقيت ( سعد ) طلع يجري ناحية الارض الفاضية اللي بتودي على المقبرة فضلت انادي وازعق فيه انه يرجع عن اللي هيعمله ولا رجع، كمل جري، انا كمان جريت وراه لانه الغبي ميعرفش هو داخل فين! المقبرة دي ملعونة وماحدش راحلها ورجع منها ابدا، بس اعمل ايه فيه..
جريت لحد ما وقفت عند حدود الارض الفاضية، مقدرتش اني اكمل، ناديت بصوت عالي لكنه ماسمعشنيش.
شفت حاجه واقفه عند اخر الارض! جسم او بالاحرى خيال واقف مش شيفُه كويس، بعدها بشوية سمعت صوت بوق قوي انتشر في المكان! وده معناه ان الحاصد ظهر!!
جريت من غير ما افكر وبعدت عن الارض، وصلت البيت بعد كده، مش عارف اعمل ايه مش عارف اتصرف، الواد سعد جوه عند المقبرة ومش قادر اساعده، طب اروح لابوه ولا اروح فين دلوقت!
لو رحت دلوقتي لبيت ( سعد ) وقولت لابوه ع اللي حصل مش بعيد يطب ساكت! يارب حلها من عندك..ماكنش قدامي حاجه غير اني اروح لبيت سعد و اقول لابوه ع امل اننا ممكن نقدر نساعده ونخرجه..
رحت لبيت ( سعد ) وعم سليمان ابو سعد كان صاحي وقاعد كاعدته ع الدكة ف وسط البيت. لما شافني جاي من غير سعد ووشي مخطوف، قام واتنطر من مكانه! وقالي:
- سعد فين يا طارق!
ما نطقتش بحرف واحد، وقفت مبلم وباصص للارض، عم سليمان قرب عليا وهو بيزعق لي قال:
- انطق يا طارق فين سعد ابني
اخدت نفسي ورديت عليه:
- سسسعد... دخل الارض الفاضية!
وش عم سليمان اتخطف اول ما قلت اخر جمل، مسكني من لياقة الجلبية وقال:
- انت مجنون وسيبته يدخل، يا ليلة سودة يا سليمان ابنك الوحيد ضاع منك يا سليمان!
فضل يقول الكلام ده وهو عمال يخبط بايده ع دماغه! شوية الحجة ام سعد طلعت ولما عرفت رقعت بالصوت! اهل البلد كلتهم اتلموا عند بيت عم سليمان والكل عرف ان ( سعد ) دخل نايحة المقبرة الملعونة ف يوم ( الحاصد! )...
اسماء ع الصوت لقتها جاية بتجري وطبعا لما عرفت سمعت كلام وتهزيق وتحميل مسؤولية ان لو سعد جراله حاجه هكون انا السبب ومش هتسامحني طول عمرها!اهل البلد كلتهم قرروا يخدوا مشاعل ويروحوا عند ارض المقبرة! رحنا فعلا ودخلنا ع الارض الفاضية ومن الارض الفاضية ع المقبرة!. والمصيبة الكبرى اننا ملقيناش اصلا اي مقبرة هناك!
المكان عبارة عن ارض واسعه ماليانه زبالة ف كل حتة ولما دخلنا اكتر برضو مالقيناش اي اثر لمقابر!
عم سليمان مانطقش بحرف لقيناه طب ساكت ووقع ع الارض ف اللحظة اللي اكتشف ان مافيش اي اثر لمقابر ولا حتى اي اثر لسعد!! ..****
رجعنا عشان نودي عم ( سليمان ) البيت بعد ما وقع ع الارض، دكتور القرية جه وكشف عليه، قالنا انه اتعرض لصدمة قوية سببتله جلطه! يعني ابنه يختفي و عم ( سليمان ) دلوقتي بين الحياة و الموت! الكل مشيلني الذنب لاني انا اللي المفروض كنت امنعه حتى لو بالقوة انه يدخل لكني مقدرتش اعمل كده..
عمال افكر لازم الاقي حل، جه بالي شيخنا، الشيخ ( عثمان ) ده شيخ مسجد القرية بتاعتنا واكتر واحد عارف حكاية مقبرة الحاصد وده لانه الوحيد اللي دخلها وعرف يخرج منها! كنت زمان بحاول اعرف منه ايه هي حكاية المقبرة دي وايه اللي شافه لما دخل وليه هو الوحيد اللي خرج منها؟! ماكنش بيرد ع الاسئلة كان بيهرب منها وبيرفض انه يجاوب عليها بيكتفي بس بالتحذير ان ماحدش يقربلها!..
رحت للشيخ ( عثمان ) وحكيت له ع كل حاجه، فضل ساكت وعمال يحرك دماغه يمين وشمال كالعادة، كأنه شايف حاجات انا مش شايفها! ( كل اهل القرية بتقول انه عمره ما دخل مسجد، لكن لما دخل عند ارض المقبرة، اختفى فترة كبيرة ورجع انسان تاني! رجع الشيخ ( عثمان ) البركة اللي بيعالج اي حد من المس واللبس و الجن! )
اتكلم اخيرا الشيخ عثمان وقال لي:
- قوم معايا
قومت معاه و رحنا لبيته، دخل وانا استنيته بره البيت، غاب شوية ورجع معاه كتاب كان مسكه ف ايده ومتبت عليه!.... وقال لي بعد كده:
- يالا هننزل المقبرة دلوقت!
مقبرة وننزل! خفت بصراحه فقلت له:
- احنا اصلا رحنا هناك مالقيناش مقابر اساسا
= عارف انكم مالقيتوش مقابر، تعالى معايا عشان نلحقه
وقفت مكاني وما اتحركتش لاني خايف، انا مش عايز ادخل مقابر ولا عايز اموت!... فقلت له:
- هو لازم ادخل معاك، ما انت تدخل لانك اكتر واحد عارف المقبرة، مش انت دخلتها يعني هتعرف تخرجه!.ما اتكلمش، مسك ايدي بعنف وسحبني معاه، ماكنش عندي مفر، لما قلت له ناخد معانا حاجه تنورلنا الطريق رفض!
كملنا مشي ف الضلمة، وصلنا عند الارض الفاضية ، بمجرد ما وصلنا، الشيخ ( عثمان) فتح الكتاب وفضل يلف حوالين مكان معين وهو عمال يقرا من الكتاب كلام غريب مش فاهم منه حرف! كلام زي؛ يا اصحاب الارض المقدسة لقد اتيناكم نادمين ونطلب منكم العفو! وف وسط الكلام ده كان بينطق اسماء غريبة ( تحوت، ست ، عمعموت ، حورس العظيم ، اوزوريس) بس لما دققت ف الاسماء عرفت ان دي اسماء الهة فرعونية! ايه دخل الهة الفراعنة ب اللي احنا في ده!فضل يكرر ويزيد ويلف حوالين نفس المكان لحد ما سمعت صوت ابواق انتشرت ف المكان! مع صوت الابواق ظهرت قبة من التراب وفي وسطها فتحه! بص لي الشيخ ( عثمان ) وشاور لي اني اقرب له! قربت وانا ف قمة الخوف وقال لي انزل!
انزل! الكلمة دي نطقتها كنت عايز اجري بس اللي منعني من كده الشيخ ( عثمان ) مسك ايدي بعنف وقال لي:
- قلت لك انزل مافيش مافر لازم ننزل والا ( سعد ) مش هيرجع تاني..
تمالكت نفسي ونزلت ع السلم، بعدها لقيت الشيخ ( عثمان ) نزل ورايا.. فضلنا ننزل لتحت كتير اوي لحد ما نزلنا للارض.. واقفين ف ممر ضلمة كحل! و عرفنا انه مرر لان ف جدارين ع يمينا و ع شمال لنا..
مشينا شوية وبعدها وقفنا لما شفنا نور جاي من مسافة مش بعيده اوي! اتحركنه اتجاه النور ده... واحنا مشيين سمعت صوت فحيح!! فحيح تعبان حولين مني!! اتكلمت وقلت للشيخ ( عثمان )
- سامع اللي انا سامعه
قبض بعنف ع ايدي وقال لي:
- اسكت ماتنطقش بكلمة، خليك واقف مكانك وماتتحركت!!
قال الكلمة دي وظهر اضاءة جاية من مشاعل متعلقة ع الجدران!! مجرد ما نورت شفنا تعبان كبير اوي اسود وليه جنحات!!
كنت هصرخ!! بس الشيخ ( عثمان ) لحقني وحط ايده ع فمي وقال لي بصوت واطي:
- اوعاك تطلع صوت ، اقفل عينك ، هو بيبص لنا وهيعرف كل حاجه وليه احنا هنا من النظر ف عيونا! ده حارس المقبرة!!#الحاصد
#حكايات_من_الظلام
#محمد_مهني
أنت تقرأ
الحاصد
Horrorاسطورة تتوارثها الاجيال عن مقبرة ملعونة يسكنها ( الحاصد ) وفي يوم محدد يخرج هو وجنوده من عالم الجن ليلاحق كل من يقترب من ارضه!! أراد الدكتور سعد أن يثبت لصديق طفولته طارق أن أسطورة الحاصد ليست حقيقية، فهي مجرد اسطورة يحكونها الاجداد عندما كنا صغار...