part 1

875 37 9
                                    

تسللت أشعة الشمس إلى تلك الغرفة الوردية البسيطة،لتزعج الحسناء النائمة..لقد تأكدت من إغلاق الستائر قبل خلودها للنوم..لكن كالعادة لا بد أن أمها التي تستيقظ باكراً تفتحها لتدفع ابنتها الكسولة للاستيقاظ..
لكن كالعادة أيضاً لن تكون خطة أمها ناجحة..وضعت الغطاء على رأسها وحاولت العودة للنوم..لحظات حتى سمعت أمها تناديها من خلف الباب..النداء الأول..لا استجابة..الثاني..عبست ولا تزال مغمضة عينيها..الثالث كان كفيلاً بجعلها تقفز مذعورة..
"آنيا..إن لم أجدك أمامي على طاولة الإفطار خلال ربع ساعة فلا ذهاب للمدرسة اليوم"ثم ابتسمت بمكرٍ وأضافت"أعلم أن اليوم مميز عندك لذا لا تجبريني على عقابك...ربع ساعة فقط يا آنيا"

"حاضر يا أمي..أنا مستيقظة بالفعل..أمهليني عشر دقائق فقط"

ضحكت الأم بخفة..فهي تجزم بأن ابنتها الآن تسابق الزمن لكيلا تغضبها... هي ليست قاسيةً البتة معها ولكن ما من طريقة تجعلها تستيقظ باكراً إلا تهديدها بشيء تحبه..
نزلت تكمل إعداد الفطور ريثما تنتهي صغيرتها المدللة..

أما عند آنيا فقد كانت بالفعل تسابق الزمن لئلا تتأخر...هي تعلم بأن أمها لن تنفذ عقابها لكنها ذكّرتها بأمرٍ مهم..فاليوم هو أول يوم في السنة الدراسية..سنتها الأخيرة..لذا فهي لا تريد التأخر..عدا عن ذلك فقد مرّت العطلة الصيفيّة دون أن ترى أصدقاءها فقد شغلت مع أمها بالعناية بجدتها المريضة في القرية،لكن ذلك لم يمنعها من التواصل معهم عبر الهاتف..لقد اشتاقت لهم فعلاً واليوم سوف تلقاهم ..

انتهت من ارتداء ملابسها وتمشيط شعرها ونزلت لتنضم لأمها على طاولة الإفطار..

"صباح الخير أمي" قالتها وقد رسمت ابتسامة بلهاء حين رأت وجه أمها العابس.."ماذا؟هل تأخرت؟"

"دقيقة واحدة..لكن هذا لن يضر..هيا تعالي" ابتسمت بلطف لها

"أنا متحمسة كثيرا يا أمي..اشتقت لرفاقي كثيرا"قالت بينما تدهن الزبدة على قطعة الخبز.."لا بد وأنك كذلك فأنتي لم تلتقي بهم منذ شهرين تقريبا"قالت وهي تناولها المربى.."شكرا..سوف تقتلني ساشا لأني لم أتمكن من حضور حفلة عيد ميلادها"

"ههه..لا تقلقي أنا متأكدة من أنها ستتفهم الوضع.."

"معك حق...هل ستتأخرين في العمل اليوم يا أمي؟"

"آه..أظن ذلك..المدير كان شخصاً متسامحاً وقد أعطاني إجازات كثيرةأثناء الصيف لأستطيع الاعتناء بجدتك..أما الآن فلا أظنه سيرحمني بالعمل..أنت السكرتيرة الأفضل يا ستيفاني ولن أجد موظفة مجدّة مثلك..أوووه"قالتها تقلد مديرها

"هه معه حق..إذا هل آ.."قاطعها صوت الجرس لتقف مسرعة " لا بد أنهما ميكاسا وساشا..قالتا أنهما ستمران علي لنذهب سوية..إلى اللقاء يا أمي"

🌸مُنْقِذَتِي🌸حيث تعيش القصص. اكتشف الآن