part 3

260 27 13
                                    


طالما اعتقدنا أنّ المعجزات لا تحدث إلّا في القصص الخيالية،أو هذا ما ظنّتهُ ستيفاني حتى قررت أن تؤمن بها بدءاً من اليوم ...فابنتها التي لا تستيقظ إلّا بعد تهديداتٍ ومجادلاتٍ عدّة تجلسُ أمامها على طاولة المطبخ بهندام المدرسة الكامل..

وقفت ترمقها بحيرة فهذه ليست من عادات ابنتها.قاطع شرودها صوت آنيا التي بادلتها نظراتها المتعجبة"ما بكِ يا أمي؟ هل من خطب ما بي ؟"

"ك..كلا،لكن في الواقع هذا غريب"

"غريب؟ما هو؟"

"أنتِ استيقظتِ باكراً من تلقاءِ نفسك...هل تشعرين بتوعكٍ ربما"

قالت بخوف لتهرع ناحية ابنتها بقلق..وضعت يدها على جبهتها لترَ ما إن كانت تعاني من الحمى..في حين قهقهت آنيا على تصرفات أمها المبالغ فيها..

" أمي أنا بخير لا تخافي..كلّ ما في الأمر أنّي  رغبتُ في الاستيقاظ باكراً وحسب"

"متأكدة؟"

"نعم..والآن سأغادر "

"الوقت لا يزال مبكراً"

"لا بأس فأنا أريد أن أتمشى..وداعاً"

عشرون دقيقة من السير وصلت بعدها إلى المدرسة...كانت الباحة خاليةً إلّا من بضعة طلاب...

"يبدو بأن الوقت باكر جداً"تمتمت لنفسها بينما تدلف داخل البناء..قررت التوجه لصفها

تنهدت بمللٍ وهي تجلس على مقعدها،كان عليها أن تستمع لأمها لكن مالفائدة الآن؟
قررت مراجعة أحد الدروس..ولتكتمل سعادتها تذكرت أمر درس الرياضيات الذي لم تفهمه ولم تجرؤ لا هي ولا أيّ طالب على إخبار الأستاذ اللطيف ميكي بذلك..

سرعان ما تناست مللها وحلّ محله سخط شديد للتمرين الذي تحاول حلّه بلا فائدة..سمعت صوت خطوات مقتربة لترفع رأسها لمعرفة القادم..وكم كانت متفاجئة بليفاي الذي لم يكن أقلَّ منها تفاجؤاً،إلّا أنّه أخفاه ببراعة خلف قناعه البارد...

جلس في مكانه بجوارها بعد أن أومأ لها..فهمت أن هذه هي طريقته في إلقاء التحية فبادلته بابتسامة لطيفة..

هو لم يكن من النوع المحبّ للثرثرة لذلك وجدت أنه من الأفضل ألّا تضايقه وتفرض صداقتها عليه فرضاً..أعادت نظرها إلى دفترها لتستكمل حربها مع الرياضيات..

هي طالبة متفوقة في كلّ المواد لكن الجهد الذي تبذله لنيل علامات ممتازة في الرياضيات يعادل جهد بقية المواد مجتمعة..

أعادت تركيزها إلى دفترها في محاولة يائسة للفهم...

أما ليفاي فجلس يراقبها ويبدو أنها نست تواجده..
لم يفهم كيف لشخص مثلها أن يبدو لطيفاً في جميع حالاته ومع كل تعبير ساخط كانت تبديه تزداد ظرافة في نظره..

🌸مُنْقِذَتِي🌸حيث تعيش القصص. اكتشف الآن