مرَّ أسبوع واحد منذ بداية السنة الدراسيّة،
أحسّ فيه رفاقنا بمللٍ كبير، دروس وواجبات منذ الأيام الأولى وإلى الآن لم يخططوا لأي عمل مسلٍّ...هم الآن فعلياً على وشك الانتحار،..لا يزال اليوم في أوّله وبرنامجهم اللعين على حد تعبيرهم فرض عليهم حصة تاريخ منذ ساعات الصباح الأولى..كانت آنيا جالسة في مقعدها وحالها ليس أفضل من حال رفاقها..لكنها سنتهم الأخيرة وعليهم أن يبذلوا ما في وسعهم..حاولت التركيز مع المعلمة لكن لا فائدة..مادة مملة ومعلمةٌ تدفعك للجنون بأسلوبها الجاف في تلقين المعلومات...
التفتت لليمين لترى ميكاسا عابسة بضيقٍ وتعتصر بيدها ورقة..فأدركت آنيا على الفور أنها تحاول كبح نفسها لئلا تقتل المعلمة الآن..يبدو أنها تفكر مثلها في النهاية..
نقلت نظرها لساشا الجالسة أمامها..ومن حركاتها أدركت أنها مشغولة بتناول الطعام...ابتسمت لمنظرها ثم قررت إكمال جولة عيونها لتقع على آرمين الجالس أمام ميكاسا والذي كان..مركزاً!!!
"أي عقل يملكه ليركز مع تلك الزومبي..يا إلهي كم أنت ممل آرمين" قالت في نفسها وقد قلبت عينيها بملل...تنهدت ثم نظرت إلى يسارها...يسارها!..حيث جلس ليفاي يحدق بالنافذة بشرود..كم حسدته على موقعه بجانب النافذة والذي لا يجرؤ أحد على أخذه..ابتسمت بشرود وهي تراقبه وقد أخذت ابتسامتها تتوسع شيئاً فشيئاً حتى تحولت لابتسامة شيطانيّة..
" لم أنسَ خططي بشأنك ليفاي" حدثت نفسها...
كانت لا تزال تنظر إليه حتى أحست بشيء صغير ضرب جبينها..التفتت إلى مصدره لترى إيرين الذي يجلس أمام ليفاي وهو يشير بيده إلى الورقة الصغيرة التي رماها عليها...فهمت أنه يريد منها قراءتها...انحنت والتقطتها من تحت المقعد...
" ما بال نظراتك..هل تفكرين بعمل مقلب بليفاي!!" كان هذا محتوى الورقة...رفعت رأسها ناحيته ليقابل جبينها ورقة أخرى..
" هل تريدين أن يقتلك..لا تفكري بذلك حتى" ..اتسعت عينيها بدهشة..هل كانت نظراتها لليفاي واضحة هكذا...ألم تتمكن من السيطرة على تعابير وجهها ..شكرت الرب على غباء صديقها فمن الجيد أنه لم يفسر الأمر بطريقة أخرى..
نظرت للمعلمة فوجدتها تخربش على السبورة برموز غير مفهومة..ثم انحنت قليلاً لتنادي إيرين.." أوي..إيرين" نادته بهمس ليلتفت ناحيتها بسرعة.." لا تقلق لست مجنونة لفعل هذا...سأخبرك بما أفكر فيه لاحقاً"
" بعد التفكير في الأمر..فلا بأس..لن يجرؤ على قتلك..فالجميع هنا يعرف والدتك..وكيف تتحول من ملاك لطيف إلى وحش مخيف حين يتعلق الأمر بك" أومأت برأسها موافقة ليقهقه كلاهما بصمت متخيلين والدتها وهي تقتل ليفاي...
" ييغر...روتشايلد..هدوء..وانتبها للدرس أيها الملعونان.."صرخت المعلمة العجوز ليجفل كلاهما..لكن سرعان ما ابتسم إيرين بخبث قائلاً"آسفان يا آنسة لكن هل يجوز أن تتلفظ المعلمة التي هي قدوتنا باللعنات"

أنت تقرأ
🌸مُنْقِذَتِي🌸
أدب الهواةنظرةٌ واحدة من عينيه جعلتها تدركُ كمْ يعاني من ألمِ ووحدة..كانتْ لهُ مُنقذةً ..فلمْ يجد مفرَّاً من أن يكون لها سنداً.. . . "لا أريد لكِ أن تعاني في جحيمي" "إذاً فلتهربْ من معاناتكَ إلى نعيمي" ~رِيْفَاْيِيْل~