الفصل الخامس

68.1K 2.6K 321
                                    



ملحوظة على السريعالقراء الكرام بأفكركم كالعادة بروايتنا الورقية الجديدة (مريم ابنة عمران) وللي هاتكون متاحة معاكو من يوم الأربعاء 22 يناير في جناح إبداع بصالة واحد رقم B45كذلك حفل التوقيع يوم الجمعة 31 يناير بنفس الجناح، وماننساش دار إبداع هتقدم هدية استثنائية لكل قارئة اسمها #مريم هتشتري الرواية منتظرينكم طوال أيام المعرض


...............................................................

الفصل الخامس

تلفت حوله في حلقت دائرية باحثًا عنها، كانت هنا قبل قليل، وهو لم يغب كثيرًا .. فقط ما يقرب من نصف الساعة، أيعقل أن تختفي هكذا فجأة وكأنها لم تكن موجودة مطلقًا؟ ما زالت الحياة سائدة بالمكان، بل ربما زادت قليلاً بالرغم من الغيوم المتجمعة، إذًا أين اختفت؟ حك شعر رأسه الذي استطال قليلاً بيده وأزاح زخات المطر الخفيفة المتساقطة عليه .. اقترب أكثر ليدقق النظر فيما تبقى من آثارها، لا شيء أبدًا يدل على احتلال تلك البقعة في الكورنيش، وكأنها قد خلت من سواها، سدد نظرة متفحصة للعربات المصطفة على مسافات متباعدة، كلها تعمل تقريبًا والشباب متجمهر أسفل مظلاتها الجلدية ليحتمي من المطر المتساقط. استنشق "تميم" الهواء البارد عله يرطب على صدره الحانق دون سببٍ معلوم، نفخ مجددًا بضيقٍ غير مفهوم وهو يردد لنفسه:

-أنا متأكد إنها كانت هنا!

تطلع إليه "ناجي" باستغرابٍ، ثم قال مُلطفًا:

-جايز يكون حد من برا منطقتنا بيجرب رزقه هنا.

رد عليه بنفس النبرة المدهوشة وقد ازداد انهمار المطر:

-بس دي كانت بنت اللي واقفة.

أزاح "ناجي" بكف يده المياه التي احتلت وجهه، ثم سأله مستوضحًا:

-بنت؟ ومين نعرفه هنا هيسمح لبنته تقف وسط الشارع تبيع نص الليل؟ ..

ثم تلفت حوله وهو يكمل بنبرة ذات مغزى:

-لأ وكمان أغلب الموجودين شباب!!

عبث بذقنه النابتة قبل أن يرد في حيرةٍ:

-ما هو دي اللي مستغربه.

علق عليه "ناجي" مقتنعًا:

-أكيد حد مش من عندنا.

لاذ "تميم" بالصمت وحملق في الفراغ أمامه يفكر مليًا في تلك العربة المريبة التي ظهرت من العدم واختفت بعدها لتثير فضوله وريبته، ربما لم تكن لتلفت انتباهه لو لم يرَ بنفسه الشابة التي تعمل بها في تحدٍ صارخ للأعراف والتقاليد المتبعة هنا، وضع رفيقه يده على كتفه لينتبه له، ابتسم مضيفًا:

الطاووس الأبيض ©️ (الجزء الأول) ✅ - كاملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن