القصة 5 : وصية امي : بارت 1

1.2K 26 6
                                    

وصية أمي -1-

: : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : :

هذا العالم مملوء بالناس و أصنافها و انواعها

فينقسم الذكور إلى آباء ، أبناء ، أزواج ، أجداد أخوه ، أما صنف الإناث فينقسم إلى أمهات ، أخوات ، زوجات ، جدات ، بنات ، و أشدهم حنان و لطفا هم الأمهات ، دائما ما يتعذبن ، دائما ما يتألمن ، بسببنا و علينا ، هذه إحدى قصص ستتعرفون إلى أمهات رائعات لنبدء .

. . . . . .

في إحدى قرى العالم عاشت عائلة صغيرة مكونة من زوج و زوجة ، كانوا فقراء جدا . كان الزوج يعمل حطابا ، لكنه كان رجلا بمعنى الكلمة ، لا ييأس و يحب زوجته كثيرا . أما الزوجة فكانت رقيقه كالفراشات عينتيها العسليتين تشعان بالأمل و بياضها مثل الثلج . و في يوم أغشي على الزوجة و هي تطبخ الطعام . عاد الزوج حاملا الحطب على ظهره ناداها لكنها لم تلبي النداء .

دخل المطبخ الصغير ليجدها على الأرض هب نحوها و حملها وهو يحاول إيقاظها لكن عبثا .

أخذها إلى طبيب القرية ليسمع أجمل خبر في حياته أنه سيصبح والد لطفل صغير .

و بعد مرور تسعة أشهر كانت قد حانت ولادة الزوجة لكن الولادة كانت عسيرة جدا ، كان الطبيب قلقا لأنه لا يعلم بعد أن كان الطفل أو الزوجة سيكونان على ما يرام . ولكن بفضل من الله أنجبت الأم طفلا جميلا كالقمر ، كان النور الذي أضاء حياة هذه العائلة الصغيرة ، فأسمياه نور .

لكن من قال إن الفرحة تكتمل دائما . . أن فرحه هذه العائلة كانت ناقصة حين علموا أن ابنهما مريض أو لتقول لديه التوحد ، كان هذا أسوأ خبر تلقياه .

لم يفرح الوالد بهذا الخبر فقد اعتبر الطفل شؤما على العائلة . . اعتبره نكرة لم يعطه حنان الأب الذي يتمناه كل طفل في هذا العالم . أما الأم فلم تيأس من طفلها بل ظلت تحبه و تعطيه الحنان كله الذي فقده من والده . ومع أنه لا يتكلم كثيرا .

كان جميع أهل القرية يكرهونه فقد ظنوا أن هذا المرض معدي و قد يعدي اطفالهم فمنعوا الجميع من مصادقته ، نادوه بالمجنون و الأبكم و اﻷخرق .

و عندما أكمل السابعة زادت المشاكل بين الأم و الأب عند وصول حماتها .

: عليك أن تنفصل عنها فقد أنجبت لك طفل مجنونا احمد ربك أنها لم تنجب لك طفلا آخر . . أسمع لقد دبرت لك عروس أخرى صغيرة و جميلة ستتزوجها بعدما تنفصل عن هذه المرأة " قالت أمة له فبدأ حقا يفكر بكلامها إلى أن صدق ما قالته و بدأ ينعت زوجته بأوصاف سيئة .

جلست تبكي و تندب حظها في ليلة سوداء نعم تلك الليلة التي سيتزوج بها زوجها من امرأة أخرى .

زادت بكائها و هي تنظر للقمر المشع . . جلس بجانبها على الشرفة المفتوحة ينظر للحقل الذي إمامه بعينتاه السوداء . . و شعره البني الذي يطير في الهواء و يداه تعلبا بحجرتين صغيرتين يستخدمها كي يهدأ .

Short || •وان شوت•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن