الفصل السابع

1.6K 66 5
                                    

‏عاد وأخذ منها القميص، وهو يقول بستهزاء

_ حقا وانا أبن الجن الازرق وأستطيع شراء هذا المكان برفة عين ،هل تظنين انك ستخدعينني بهذه الحيلة .

ازداد غضب بيلا وهي تسحب منه القميص بقوة ، لكنه كان يتمسك به بقوة اكبر ،بقيا يتنافسان على القميص ويجرانه ، أستغل ريد، الموقف وارتدى قميص بلون البحر لحبه الشديد لهذا اللون الذي كان يشعره بالسكينة وبنطال كحلي وقعت عليه عيناه ، ثم رحل بخلسة ، ولم يستطع مقاومة زوج الأحذية الذي شدت نظره تفحص رقم الحذاء وكان مقاسه مناسب له ، شكر الله في سره وخرج مسرعاً بدون أن ينتبه عليه أحد رغم الشكر الذي شكره لله إلا انه شعر بالعار من نفسه كيف لملونير أن يسرق ملابس رخيصة وهو يستطيع شراء اي شيء قبلاً ، حظر رجلان آخران بعد مااتصل بهما رجل الأمن ليساعداه على حملا بيلا ورمياها خارج البناية ،

_ ياللسخرية ،لم اتعرض لموقف محرج كهذا أبدا، سأرفع دعوة ضد هذا المول لن ارحم أحدا فيكم .

لم تنهي بيلا تهديدها حتى سمعت صوتا خلفها يقول .

_ هيا بيلا انا جاهز.

اللتفت لترى من الذي يقاطع تهديها حتى أصابتهاالصدمة ، كيف له ان يحصل على تلك الملابس الانيقة وهي كانت تتعارك مع رجل الأمن الذي بدا لها وكأنه مصارع ثيران ولم تنجح‏ ، بدأت تضحك بعد ان قص لها كيف ارتدا الملابس وهرب خلسة وهو يشعر بأنه مثير للشفقة ، بهذه اللحظات جاء رجال الأمن وهم يركضون بتجاههما ويطلبون منهما التوقف ، وأن يسلما نفسيهما بدون اي حركة ويرجعا ماسرقاه ، بالتأكيد لن يعيدا شيء إلا إذا قبل ريد أن يذهب إلى الثانوية عاري ، فقد تخلص من ملابسه القديمة في حاوية القمامة التي تم تفريغها من قبل رجال النضافة والبلدية ، فلم يكن عليهما غير أن يهربا ليكملا رحلتهما ، لم يتوقفوا رجال الأمن عن مطاردتهما وأبلغوا الدوريات وسيارات الشرطة عنهما وقد وقعو في مطاردة كانا في غنى عنها لو لا تذمر ريد بشأن ملابسه وهيبته في الثانوية، فما كانا لهربا من سيارة حتى تضهر لهما سيارة آخرى عدا عن الرجال الذي يركضون خلفهم  محاولين إمساكهم كانا بحالة لايحسدان عليها، بقيا يركضان وكأنه حكم عليهما بالإعدام ويريدان نيل الحرية ، في مكان آخر من المدينة وقفا ليتقطا انفاسهما بعد مطاردة طويلة. اتعبتهما

_ لقد كان ذلك ممتعا ،هتفهت بسعادة وهي تلكزه على يده

_ ممتعا، كيف تقولين انه ممتعا كانوا سيقبضون علينا ، اجابها وهو يلتقط أنفاسه

_ لكننا استطعنا الهرب منهم ، ردت بفخر وكأنها انتصرت في الحرب

_ انتي مجنونة ، صاح بها

،‏اكملا أستراحتهما ثم توجها إلى الثانوية حيث كان يدرس هو وصوفي، عادت به الذكريات إلى الماضي إلى مكانته العالية
و إلى هيبته بين الطلاب ، لكنه لم يشعر انها هي نفسها الثانوية التي درس بها كأنها مختلفة تماما عما كانت سابقا حتى الاشخاص لم يشبهوا الذين يعرفهم قبل ١٠ سنوات ، لقد تغير‏ الزمن لم يبقى شيئا على حاله ، لكن هو لم يأتي لكي يرى ثانويته كيف كانت وكيف اصبحت هو جاء بحثا عن كسر لعنته ،بحثا عن حبه القديم ، الذي اشتاق له، أخذا الموافقة لدخول قاعة الارشيف للبحث عن سجل معلومات صوفي، كان بحثهما كما من يبحث عن ابرى بكومة قش أو كلمة مفقودة بمكتبة كبيرة داخلها الالف الكتب ،لكن رغم ذلك عزما على أن يجدا سجلها ، أمضيا اليوم كله في البحث بدون فائدة ،كأن لاوجود لتسجيلها بهذه الثانوية‏ ،جأء المسؤول عن الأرشيف وطلب منهما المغادرة فقد مضى وقتا طويلا يبحثان ، لم تستسلم بيلا بقيت تبحث رغم توجيه الكلام لها
وتحذيرها بأنه سيطلب الأمن إن لم تخضع لإوامره ، ترك ريد ما بيده وخرج بهدوء علم انهما فقط يهدران الوقت ، وإنه اتبع وهم غير حقيقي وصل لنهاية ذوبانه دون أن يمسك به ،وبدلاً عن أحراج نفسه أكثر قرر الأستسلام ، بعد محاولات لأخراج بيلا من الارشيف عثرت على سجلها ، صرخت منتصرة بأنها وجدته ، خفق قلب ريد بقوة كأنها وخزة كهربائية مليئة بالحياة ، عاد اليها سريعاً ليأكد من كلامها ، وفور ما رأى صورتها على الملف ابتسم من كل اعماقه وكأنه وجد الأمل وأمسك بآخر خيط للوهم الذي تلاشى أمامه وسحبه اليه ليعود ويتشكل من جديد على شكل صوفي ،..

 الحسناء والوحش  ( مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن