القدر
................
شهور، أسابيع، ساعات، ودقائق..
كبرنا سريعاً وتعلمنا بقسوة، رجعت لكتاباتي تأملتها،أدركت أن روح الطفلة التي رأيتها تجول وتتنزه بين أحرُفها وحَرَكَاتِها قد اختفت، ليس لي عِلمٌ إن مازالت في هذا العالم "عالم الأرواح"، أو أنها حقاً ذهبت من دون رجعة، مَكانُها غدا قاحلاً متيبساً.
تقدمت وأنا واقفة بعد أن لمحت شيئاً مَلْقِ على أرض مقبرة المشاعر،سلّتها!! التي كانت تحملها بيديها الصغيرتين تجري بخفة بالرغم من حجمها الكبير مقارنة بجسمها الضئيل مرتدية تلك العباءة البنفسجية، تقطف الورود الذابلة الرامضة خوفاً من أن تُفسد بستانها النابض بألوان الطبيعة.
ولكن الأن ياصغيرتي قد غطت تلك المُدنِسة المكان مُفسدة حديقتك الجميلة،فلستي هنا لحماية الأخرى منها، ولا أنتِ شاهدة عن الخراب الذي حل بعدك، ليتك هنا تنظري للحال الذي وصل إليه جسدك فهو شبيه بهذا البستان الشاحب الذي أرى أو أشد شُحْباً.
خرجت من ذلك البستان الذي أصبح بظلامه حديقةً للأحزان،أغلقت باب السياج القصير خلفي،واستدرت لأقابله،جثوت على قدماي وبحجر صغير ملقى بجانبي نقشت على ألواحه بما نطق قلبي؛ " واحة الورود السوداء".
رميته حيث كان واستقمت راغبة الذهاب حيث تأخذني له الأقدار.
أحسست بشيء ساخن ينزل من جبيني ماراً بجفني الأيسر حتى سقط على أصابع يدي المستعدة لاستقباله، حبر أسود!! هكذا سماه عقلي.
السواد اسم أطلقته تعبيراً، ويالي من معبرة فقد أصبح متخذاً كل ما يلمسه أسيراً له.
ببرود يعكس جوفي وضعت يدي الملطخة بالحبر على شعري ليتموه الأثنان بسواد كليهما، أنزلتها بجانبي ومشيت بهدوء يشبه المكان أنظر لما حولي،
الجو كان بارداً، وهنا حتى استوعبت أنني لا أردتي سوى فستان صيفي خفيف وسط هذا الصقيع، ضميت يداي حولي في محاولة فاشلة لأحظى ببعض الدفء، الضباب الذي يأخذ في التكاثف زاد الأجواء هدوءاً مخيفاً يبعث القشعريرة،
لا أصوات ولا تحركات، سوى أنا وأصوات أنفاسي متأنسة مع خطواتي اليتيمة، بين بساتين يابسة على يساري وبيوت مهجورة استقرت على يميني.
تقدمت...وتقدمت في طريق مستقيمة خالية من الحياة، بطولها بدت كأنها تُصَلّي لبعد النهاية، هيهات يا عزيزتي فلِكل ماقُدِّمْ،، خاتمة.
بعد مسير لم أحسب له زمن بدأت أشعر بالتخدر في ساقاي، لم أعلم هل أرتاح في البرد جنب السياج حول بستان قاحل أم أفاجيء نفسي وأدخل أحد تلك البيوت المتهالكة من الهجر،وكل ماحولي يخبر بانعدام الحياة،
أنت تقرأ
المفترقات السبع(طريق السلام).
General Fictionولنا في الحياة جوانب غافلين عنها،موسوعات قد لانكون مدركين بلفعل مدى تأثيرها علينا، الأعتقاد والأيمان بها في أعماقنا يفتح لنا مسارات جديدة لمواصلة هذا الطريق الطويل، الطريق الذي نسلكه جميعاً بالرغم من اختلاف محطاتنا، نتشارك فيه بشيء واحد ألا وهو كون...
