الحلقة 20
انهي صلاة الفجر وعاد الي منزله ، فتح باب البيت ثم اتجه الي شقته ، كانت جالسة علي سجادة الصلاة بانتظار عودته ، لم يلقي عليها حتي السلام ودخل باتجاه غرفة نومه ، سحب الغطاء وتمدد ليعاود النوم بعد الصلاة ، قامت باتجهه لتحاول الكلام معه لعله هذه المرة يرد عليها
احلام بتوتر : لسه زعلان مني يا طارق ، صدقني انا مكنش قصدي ان كل ده يحصل
لم يرد طارق وضع كفه تحت خده ليكمل نومه او علي الاقل تظاهر بذلك ، تحركت خطوات و نزلت بركبتها امام السرير لتكون مواجه الي وجهه نظرت له لتعاود مرة اخري
احلام وقد بدأت تبكي : طب رد عليا او حتي كلمني ، طب سامحني انا مكنتش عايزة احكيلك علي موضوع رفعت الصاوي ده عشان كنت خايفة علي حياتنا ، كنت خايفة لو حد قالك حاجة تصدقها فيا ، كنت عايزة الموضوع يتقفل وبس ، لاني كنت عارفة اني مش حاقدر ارد حاجة من الفلوس ، ولما اتجوزتك اتمنيت لو كنت معرفتش قبلك ولا توفيق ولا رفعت والله خوفي علي حياتنا هو اللي سكتني
رفع عينه لها اخيرا شعر بالشفقة عليها ، نظر لوجهها الباكي امامه ثم رد : اخر حاجة كنت اتوقعها انك مخبية عليا حاجة تخصك بالشكل ده ، اني واحدة زي اللي اسمها فريدة دي تيجي البيت وتهديدك وتخافي منها بدل ما تقوليلي ، انك تفتركي ان اي حد يقول في حقك اي حاجة اصدقه ، حاسس انك زي ما تكوني مكنتيش عارفني او جايز انا اللي مكنتش عارفك
احلام وهي تقرب يده من فمها :سامحني
لحظة وقبلت يده ثم اكملت : سامحني يا طارق واوعي تزعل مني وافتكر ان خوفي علي حياتنا هو اللي سكتني
امام توسلتها تنهد وهو يجذبها لتقم من الارض وتجلس الي جواره علي السرير ، ابتسم لها وهو يقول
طارق : يعني مش ناوية تخبي عليا حاجة تانية
احلام وهي تمسح دموعها : لابينما احلام وطارق في عتابهم كان هناك من يقف امام منزلهم ، لا يعرف لماذا ادار محرك سيارته وبدلا من ان يعود الي منزله توجه الي منزل السنهوري ، ربما يظن ان ندي في منزل والدتها------------ ربما
ربما يريد ان يثبت حسن موقفه ايضا ---------------- ربما و لكن الاهم انه بات يشعر انه في سباق مع الزمان ويريد وبشدة ان يصحح اخطاء الماضي ، لو استطاع ان يفعل اليوم لفعل ولو استطاع ان يعيد الامس لفعل ، بات يخاف ان تدركه لحظة الموت قبل رجوع الحق ، عليه ان يتحرك قبل فوات الاوانتوجه الي باب البيت وطرقه لحظات وتوجه طارق ليفتح ليجد امامه
طارق مستغربا : حازم
حازم و قد بدي عليه التوتر : اسف انا عارف ان الوقت بدري اوي ، ممكن ادخل
طارق بتعجب وهو يفسح له الطريق : اتفضل
سبق طارق حازم بخطوات فتح باب منزله ودخل لينادي زوجته بينما ادخل حازم الي الصالون ، بتردد وهو لا يعرف لماذا جاء الي هنا جلس حازم منتظرا احلام
تقدمت احلام بانزعاج لتسلم علي الضيف المستغرب زيارته
احلام باستغراب : اهلا يا حازم يا ابني ، خير في حاجة ، ندي كويسة
حازم باستغراب : هي مجتش امبارح
احلام : لا ، انا معرفش
حازم : هو عمو نبيل مقالكيش حاجة عن امبارح
احلام : هو قالي انه راح الفيلا هو ومدحت والمحامي وقالكم علي الحقيقة بس مقلش اي تفاصيل ومجبش سيرة ندي
حازم : عموما انا جاي بخصوص الموضوع ده
تدخل طارق : خير يا ابني
حازم : عمتو احلام ممكن اطلب منك طلب باعتبري زي ندي او علي الاقل انا باعتبر نفسي كده
احلام بقلق : اطلب يا ابني
حازم : ممكن بلاش ترفعوا قضية عشان رجوع الفلوس ، انا ناوي انفذ وصية بابا الله يرحمه من غير حاجة ، بس انا بردوا مش عايز اخسر ندي ، انا وندي ملناش ذنب في كل اللي حصل وانا وهي مكناش نعرف حاجة ، انا مش حافرض عليها تعيش معايا غصب عنها لو طلبت الطلاق وكانت دي رغبتها حانفذها ، بس لو في فرصة ارجعلك حقك و ----------------------
قاطعته احلام التي كانت مستغربة كليتا من ان الذي امامها اليوم هو ابن رفعت الصاوي
احلام وقد رق قلبها لكلامه : يا ابني انا والله الفلوس ما فرقة معايا حتي لو فضلت معاك انت وندي
قاطعها حازم : لا يا عمتو مدام ده حقك ، فانا باوعدك اني ارجعه ، بس انا عايزكم كلكم تعرفوا اني اتجوزت ندي لاني عايزها وشاريها وعايزكم تعرفوا اني متمسك بيها ، عمو نبيل لما جه امبارح كان متمسك باني اطلقها وانا مش عايز
نظر طارق لاحلام ثم له : علي العموم يا ابني احنا كل اللي يهمنا فعلا دلوقتي كان ندي مش الفلوس ومدام انت متمسك بيها القرار حيكون قرارها احنا منقدرش نفرض علي ندي حاجة
حازم ببعض الارتياح : طب انا كده قولت اللي عندي و استأذن انا
احلام : طب ما تستني يا ابني انا حاحضر الفطار
وعلي الرغم انه جائع ولم يأكل تقريبا منذ صباح الامس
حازم وهو يتوجه الي الباب : خليها وقت تاني ، ان شاء الله
خرج من الباب ليصعد باتجه شقة ندي ، التفت لهم
حازم : انا طالع لماما شريفة بعد اذنكم
اغلقت احلام باب شقتها ونظرت لزوجها : معقول انا مش مصدقة اللي حصل
طارق معقبا : والله الواد شكله راجل بجد ، متعرفيش علي في نظري قد ايه باللي قاله ده
----------------------------------------------