،،النـــزف الأول،،

46.1K 471 26
                                    

صحت جوري من نومها على صراخ وإزعاج في البيت..شافت ساعتها ثمان الصبح واستغربت..هذي أول مره تصير إن مرة عمها وبناتها يصحون هالوقت في الإجازه العاده تشوف أول وجه فيهم بعد صلاة الظهر..قامت من سريرها وراحت تغسل..وهي واقفه قدام المرايه سرحت في صورتها اللي منعكسه قبالها وابتسمت لنفسها..تفرح كل ماشافت ملامحها اللي كانت نسخه طبق الأصل من أمها في كل شي..من طولها وجسمها المتناسق إلى شعرها الحريري الأسود اللي توصل أطرافه كتفها..طالعت بتأمل ملامح وجهها وعيونها الواسعه وكثافة رموشها أكثر شي أخذته من أمها ملامحها..دورت فيها شي يمكن تكون أخذته من أبوها بس مالقت ..الظاهر إنه كان بخيل عليها حتى بملامحه وحمدت ربها إنها ماتشبهه ولا أخذت عنه شي..لأنها طول ال١٥ سنه اللي عاشها معهم ماشافت فيه شي تتمنى إنها تأخذه لدرجة إنها كانت تخاف تشبهه بشي يأكدلها إنه أبوها..أو يذكرها فيه..لأنها عمرها ماحست بهالشي ولا هو حاول أو اهتم إنه يحسسها بأبوته..كل اللي تذكره عنه بالمرات القليله اللي شافته فيها إنه ياسكران..أو معصب..أو نايم..وإذا ماكان واحد من هالأشياء يصير مسافر وبالشهور بدون لا يهتم فيها وفي أمها..طالعت نفسها بقهر ورجع لها السؤال للمره الألف..كيف وحده بجمال أمها..وحنانها..وطيبتها تتزوج ذاك الهمجي اللي المفروض إنه أبوها..لكنها عمرها ماعترفت بهالأبوه ولا راح تعترف أبدا..هي كل اللي كانت تملكه في الدنيا أمها اللي سرقها الموت منها قبل سنه وللحين مو مصدقه إنها خسرتها..كان عندها إحساس دائما إنه في يوم بترجع لها وهالشي هو اللي مصبرها على هالحياة..ومن وفاة أمها لليوم وهي كل ليله تصيح لين تنام وتدعي إن هاليوم يجي بسرعه لأن قدرتها على الإحتمال بدت تضعف...

نزلت وشافت مرة عمها في الصاله والإبتسامه ماليه وجهها على غير عادتها..
جوري: صباح الخير خالتي
أم فهد: صباح الخير روحي باركي لمنال نجحت بتقدير امتياز
جوري تشهق: طلعت نتايج الثانويه؟!
أم فهد: إيه
جوري: وأنا وش تقديري؟

أم فهد تفاجأت وكأنها توها تتذكر إن جوري بنفس السنه مع بنتها..
أم فهد بلامبالاة_مادري نسينا نشوف اسمك

وتركتها وراحت للغرفه اللي كان جاي منها أصوات وضحك منال واختها الصغير مي.. وقفت جوري مصدومه.. (لهالدرجه أنا مو مهمه عندهم ناسيني بالمره! طبعا من اللي يهتم إن كنت نجحت أو مت حتى!ماهتموا قبل ليه اللحين بيهتمون)
راحت تدور الجرايد لكنها مالقتها ودخلت المطبخ تسأل الخدامه..
جوري: مونا وين الجرايد؟
مونا: يمكن برا في الهوش

طلعت جوري لكنها وقفت عند الباب وهي تشوف أوراق الجرايد منتشره في كل مكان..فكرت إنها ترجع يعني نجحت أو لا وش بيتغير ومن بيهتم..لكنها تذكرت أمها مهما كانت بعيده هي تحس إنها معها وبتفرح لفرحها وراحت تجمع الجرايد وأخذتهم لغرفتها..مرت من عند الغرفه وسمعت أصوات بنات عمها شكلهم يكلمون خالتهم ويضحكون وهي آخر همهم هذا إذا كانت من اهتماماتهم من الأساس.. ركضت لغرفتها وسكرت بابها وحاولت ترتب الجرايد وتدور اسمها وهي تقاوم دموعها لكنها نزلت أول ماشافت اسمها..(يمه نجحت)
وبدت تصيح لأنها تعبت من هالحزن والخوف وأكثر شي من الوحده اللي عايشه فيها..

روآيـه قـلـوب تـنـزف عـشـق / لـ الكآتـبـه : أغآني الشتآء . . كـآمله .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن