_الجُزء الثالِث.

2.4K 142 161
                                    

________________________

يُقالُ إنَ العِشقَ مَشاعِرٌ مُهَيمِنه تُخضِعُ الأبدان,

فماذا إن كانَ هذا العِشقُ بينَ رَجُلان؟

تأنيبُ الذاتِ والإنكارِ إياهُما يُحاصِران,

بينَ القيلِ والقالِ يُحَدَدُ مَصيرٌ للإثنان,

وما الحُكمُ إلا أنَهُما مُذنِبان.

***الماضي***

جَسدٌ ذا قَوامٍ مَهيب إتخَذَ من أحدِ المَقاعِدِ مَجلَساً لَه,
صاحِبُهُ ليسَ إلا شُرطياً أفنى سنواتٍ عِده في خِدمهِ بَلده,

يَتَضِحُ عَلى مَلامِحه كَم قاسى في سَنواتٍ مَضَت مِن مواقِفٍ مُتعِبه,
لَم يبتَعِد عَن مَكانِ عَملِه خِشيهَ حُدوثِ أمرٍ طارئ,

يحمِلُ بينَ أصابِعهِ سيجارهٌ لهيبُها يدُلُ على إشعالِها تواً,
ناظِراً نحوَ الأمام بِشُرودٍ على مِحياه,

هُدوءٌ عَمَ في المَكان معَ أصواتِ حَفيفِ الرياح وتَحريكها للأشجار,
وَضَبابٌ يَكادُ يُخفي تِلكَ الأشجار,

قَطعَ ذلِكَ الهُدوء صَوتاً باتَ صاحِبُهُ ذا تأثيرٍ مَلحوظ عَلى كَيانِ الجالِس,
"أراكَ تميلُ الى الأماكِن الخاليه أيها الضابِط"

إستَدارَ المَعني للواقِف بملامِحٍ لَم تَتخَلى عن هُدوئها,
ناظِراً إليهِ لأولِ مَره بهذا القُرب,

لِعيناه البُندُقيه التي ولأولِ مَرهٍ كذِلك وجِهَت الى نَظيرِتِها السَوداء,
لِبَشرتِه السَمراء التي زادَها ضَوءُ القَمرِ لَمعاناً,

ولِوقفَتِه المُستقيمه معَ وضعِهِ لِكلتا يَداه في جُيوبِ مِعطَفِه الرَمادي,

ليتَحركَ الواقِفُ نَحوَ الاخَر جالِساً بجانِبِه على المِقعَد قاطِعاً تواصُلَ أعيُنِهِمها بنَظرِه الى الأمام,

سائلاً الضابِط بِما أتى لأجلِه مُسبَقاً,
"لِما تَقومُ بِتَجاهُلي دائمِاً؟
فَمُنذُ ثَلاثَهِ أشهُر أنتَ لَم تَتحَدث مَعي بِكلمهٍ واحِده أو حَتى تَنظُرُ إلي بالرُغمِ مِن عَملِنا مَعاً في عِدهِ قَضايا"

مُكمِلاً لِكلامِه بَعدَ أن أبعدَ الاخَر عَيناهُ الى المَكانِ الذي ينظُرُ هو إليه,
"هَل أنا ياتُرى أُشَكِلُ تَهديداً لمَنصِبِكَ لِذا تُحاوِلُ تَجَنُبي؟"

قاصِداً أن كَفائَتَه في العَمَل قَد تُسَبِبُ إعاقَهً للاخَر وتَطغى عَلى تَمَيُزِهِ,

لَذةٌ مُحَرَمة || تَ،كُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن