•فارِغ•

31 9 29
                                    

انتظرتُ كثيراً عندَ قارعةِ الطَّريق مَجهولا ،ً أستمعُ إلى ألحانٍ عذبةٍ أظنّني أعرفها ، كانتْ أزهارُ الزّنَبق ِ و الغاردينيا في حديقةِ المنزلِ المقابلِ ذابلة ، تماماً كدقاتِ قَلبي ، و في المنزل ِ فتىً و فتاة يتراقصان على ضوءِ الشُّموع ... رأيتُ منزلاً مهترئاً بَدا مألوفاً .. تراءتْ لي ضَحِكاتٌ و سعَادة فيه وَ ربَّما كُنت أنا مَن يَضحك ، شَعرتُ بِالفراغِ في صَدري يَكبر و يُصبحُ مؤلماً .. مشيتُ بخطىً ثَقيلةٍ نحوهُ و دَخلته ، فاستقبَلني بيانو قَديم ....قد اكتَسحهُ الغُبار ، تَلمَّستهُ بِبطئٍ و كانَ بارداً مهترئ، طرقتُ بِأصابعي على بَعضِ المَفاتيح ليُصدرَ صوتاً ، لقد كانت أَيضاً نغَمات مَألوفة جَعلتني أَشعرُ بأنَّني فارِغة تماماً ... تمنيّت ُلو أَنَّني لمْ أَنتظر ذَلِكَ المَجهول .. وأنّني استطعتُ مَعرفةَ تِلكَ الأَلحان ، تمنيّت ُ أنْ يُزهر الزَّنبق و تَعودُ الغاردينيا إلى بياضِها .. و تمنيّت ُ لو أنّني أَمتلكُ فتىً يُراقِصُني كَتِلكَ الفتاة ، و لو أنَّ هذا المَنزل لا يكون مَنسيَّاً في ذَاكرتي السَّرمديَّة ، عَساني يوماً أَتَذكّرَُ مَع مَن ضَحِكتُ في هذا المَنزل القَديم الَّذي تَملأه رائُحةَ الخُزامى ، أَتمنَّى لو أنَّني مُمتَلئة بِالمَشاعر و الحُب و الدِّفئ بَدلاً مِن الفَراغ ، لو أنَّ نَغمات البيانو مَلأتني بالموسيقى

غرقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن