ها قد صفعتني الحياة مجددا يا أنا... ها قد بصقت الحياة بوجهي مجددا ، ها هي ذي تسخر مني و تتنمر علي، تخبرني كم أني ضعيفة و بلهاء و لا أستهلها _الحياة_ جميلة...
صفعتني و بقوة لكنني لم أشعر بألم بخدي بل بكياني بأكمله، دموع متحجرة من كثرة بقائها داخل جفوني، دموع متحجرة كادت أن تسقط، توسلت لي أن تسقط، لكنني منعتها و حبستها داخل جفني لكنها تمردت.... و ما إن كادت ترى النور حتى أشحت بوجهي عن الحياة و ضحكت و أنا مديرة وجهي ; ضحكت بشدة و بسخرية ثم إنصرفت، حتى لا أبدو ضعيفة حقا هذه المرة أمامها و أمام أي شخص آخر...
حتى أنني أخجل من نفسي البكاء، شعرت بالعار حتى و لو ذرفت تلك الدموع بعيدا عن كل مخلوق، حتى الخالق لم يلاحظ أنني بكيت، دموع متحجرة لا أحد يلاحظها...مررت على المرآة، و لمحت إنعكاسي، عيون ذات نظرة باردة و دموع حجرية، حتى أنا بحد ذاتي إنصدمت من ذلك الإنعكاس، أستغفر المنطق ما هذا؟
هل هذه أنا، لقد إفتقدتكي عزيزتي.... لدي مدة لم أراكي أيتها الضعيفة المثيرة للشفقة !
تبا لي و لضعفي و سحقا للحياة و أيامها، إنها فقط "تُفقد الأشياء بهجتها و تزيدها كئابة"
هل أستسلم الآن... رغم أنني لم أخض معركة يوما إلا ضد نفسي، لأكسب السيطرة على عنادي و كسلي المميت، أنا حقا متسلطة على حياتي!!!
سليطة مستعبِدة و ميكيافيلية و ديكتاتورية لدرجة كبيرة مع نفسي على الأقل...دموع متحجرة.... حكم عليها بالإعدام، لأنها جعلت حاكمها يبدو ضعيفا و مثيرا للشفقة. رفعت الجلسة.
أنت تقرأ
صراخ الصامتين
Non-Fictionكل الحيوات...... تدور بفارغ غريب مثلما يدور جرم سماوي ما، حول آخر.... يتحرك وسط لاشيئ و غبار نجوم قتيلة بعض الأجرام تخلق حياة، أو تلهم، لكن بعضها تبقى تدور حتى يتلاشى السديم،و لا غاية أكتب لأن لا أحد يسمعني، و نادر من يسمع و يفهم ؛ أفكاري التي تبقين...