في تلك الليلة البائسة.. استيقظت وَعقرب الساعة يُعانِق الرابعة فجرًا وَجسدي يلهُث على سريرٍ خَشبي صَلّب، نافذتي كانت مفتوحه وَ بات يَتلحفُني نَسيمٌ لطيف يُداعِبُ خُصلات شعري وَيلفح وجهي بِبعض الأنس.. نهضت من السرير بِتثاقل لم أستطع منع نفسي من التلصص قليلاً على الشارع المقابل لِمنزلنا نظرت من النافذة، على الرغم أنني أدرك أنه لا يوجد هناك أحد من المارة في تلك الساعة وَ لكنني لرُبما أرى طيفه فيؤنس روحي قبل عيني، وَمع لهيب الضجيج تعثرت دمعات عابرة في جفني تذكرت بأنه لا يُلقي لي بالاً ف بكيت بكاء من دون صوت، وَكأنني أردت إبتلاع وجعي.. كانت عيناي مليئتان بِالدموع وَملامحي وَكأنها قد تلقت صفعة من كثرة الخيبات وَالخذلان، إنتابني شعور موجع على خلاف ما يجب أن يكون في علاقتنا.
لمحت بِجانب السرير طاولة صغيرة ذات زخارف تريّح البَصر، على ظهرها كوب من القهوة قد بَرِدّ من ليلة البارحة، يوجد هدوء هنا يسكن في غرفتي يتغلغل بِذاتي ليسكُن ضوضاء نفسي..
كنتُ أتسائل دائماً: في الطرف الآخر عندما أتحدث معه هل قلبه يبتسم هل هو سعيد بوجوده بجانبي؟ أم أنني مجرد عبء ثقيل عليه؛ في يومٍ ما من شهر فبراير، شعرت بأنني عبء عليه حقاً عندما كذب علي مرةً وَقال: بأنه مضطر لغلق خط الهاتف كي يذهب ليتحدث مع والدته وَ يتناقش معها أمور سفره وَ دراسته في الخارج، وَلكنني بعدها علمت بأنه ذهب لكي يضحك وَيلهو مع فتاةٍ أخرى !! هو لم يذهب لوالدته قط !! هو أراد التخلص مني كان يستخدم هذه الحجة فقط ليذهب بعيدًا.. أراد مني الرحيل وَلكنني لم أفهم هذا الأمر.. أردت أن أعاتبه على فعلته هذه وَلكن..
شعورٌ ما أوقفني، هذه المرة شعرت بأن قلبه وَعقله ليس لي، لقد ذهب لفتاةٍ أخرى، لا أعلم ما هو السبب الذي دفعه لفعلته هذه أن " يستغفلُني " لا أعلم وَلا أود وضع الأعذار له وَ في اليوم التالي لم أحادثه وَهو كعادته لا يحادثني إذا لم أبدأ أنا بِذلك، ظللت اليوم كله متسائلة هل هذه هي الحقيقة وَ يجب علي تخطيها أم أنني أفرطت بِالتفكير ؟في تلك الليلة ضَمَمّتُ يداي وَناجيت الرَبّ كي يُخلصني من هذا الشعور القبيح.. وَ قررت عدم إخباره عن الموضوع خشية من أنه حقاً قد ذهب لفتاةٍ أخرى وأخشى أن تزداد الأمور سوءًا وتؤدي إلى فراقه، وَفكرت في نفسي لماذا أجعل فتاة ربما هو لا يعرفها أن تعكر مزاجي هكذا !! نِمتُ ليلتها مَحبطة من تصرفه البارد معي..
منحته فرصة للتكفير عن ذنبه الذي فعله منحته فرصة كي يأتي إلي ويعتذر أو يقول أنا أخطأت بحقك، وَلكنه لم يفعل ! حتى وَأنه لم يقل لي كلمة واحدة على مدى ثلاثة أيام متواصلة !! ظللتُ مكتئبة وَمحبطة في كل ساعةٍ تَمضي أدخل لصندوق البريد وَأتاكد لرُبما أجد منه رسالة غَفِلتُ عنها، فهو عندما يخطأ لا يحب الاعتذار لي وجهاً لوجه؛ في تلك الليالي لم يدخل في فمي طعام غير فتات الخبز وقليلٌ من الماء، لم أنم جيدًا في تلك الليالي، تعبت كثيرًا وَلكنه لم يشعر بي أو حتى يراسلني!! كنت حينها أحب أن اشغل الراديو وانا أدون في دفتري الصغير. و استمعت إلى أغنية " يا ما قلت لي أحبك. أحبك وعمري ما خنتك! سكبت الدمع من خدك. فمن أغواك يا نور العين كم تحرقني نظراتك. شوفني دوم أبكي لما أنا أشوفك." بكيت بكاء بحرقة لدرجة أنه اشتكى الجيران من سماع أصوات البكاء لوالدي.
لم تغيِّر الأيام وجهتها وَبدوره قلبي لم يتخذ وجهة أخرى، وَالتعب يجرُّه التعب، حينها قررت التنازل وَذهبت كالبلهاء أبحث عنه لأحدثه، وَلكنه لم يلقي بالاً لإختفائي أردت معاتبته أردت أن أعلم السبب.. وَلكنني تراجعت، قررت أن لا أتكلم خشيت أن يجرح قلبي بكلامه المعتاد بأنني ( حساسه كثيرًا ) لقد فعلت المستحيل من أجل أن أكون بالقرب منك وأن نحصل على موافقة أبي لخطبتنا.. من أجل أن أكون لك وَأن تكون دائماً بالقرب مني.. حاولت جاهدة أن أكبُت مشاعري نحوك منذ أول حديثٍ دار بيننا علمت إن قلبينا واحد. منذ أول لقاء وَقعت أنا بكّ، تماماً كما وقعت أنت.
يتبع ..
أنت تقرأ
مشاعر فائضة..
Romanceراودتني مشاعر غريبة مؤخرًا. لم أعد أفهم نفسي كثيرًا كما كنت في السابق تغيرت بي أشياءٌ كثيرة وفقدتُ طريق العودة ..