6

4.5K 65 28
                                    

#الحلقة_السادسة
#قسوة_الداغر

نظر له بثقة حصل عليها من اختبارات الحياة التي اخترقت عالمه الصغير، تحدث ببسمة انتصار:

_ بعد إذن حضرتك إنت وعم إبراهيم عاوزكم على انفراد

استغرب «كمال» من طلبه بينما كان «إبراهيم» يلتفت حتى  يبحث عن ابنته ..
في ذلك الوقت ابتسمت «نبيلة» بقلق ثم اتجهت نحو زوجها،
ترتعد في خطواتها، ظلت على تلك الحالة حتى وصلت إليهم، تكلمت بخفوض :

_ «كمال» وافقين ليه كدا حل الموضوع سمعة بنتك بتدمر خلاص

أومأ برأسه ثم قال وهو على يقين بأن ابنته لم ترى الفرح بعد ذلك الحديث، أشار بيده نحو المنزل من الداخل ثم قال:

_ اتفضلوا!!

                           ***
وقفت مذهولة تنظر إلى زوجها بـ استغراب، تبحث عن علامات الاستفهام في وجهه ولكن لم تجدها، أمسكت بيده ثم تحدثت بفضول:

_ «زياد» إنت كنت عارف إن «الداغر» جاي

وضع «زياد» يده على فمها مشيراً لها بسبابته حتى تصمت،  همس في أذنها قبل أن يسحبها معه:

_ أسكتي دلوقتي وتعالي فوق نتكلم..

فعلت كما قال فالآن الفضول يمتلكها وبشدة لا تعلم ماذا يحدث ولكن تشعر بأن النيران ستفتح من جديد..


                                ****
ظلت تجوب المكان والدموع في عيناها،  وقفت "سلمى"  حتى تجعلها تجلس قليلاً لتسمع ما سيحدث معهم،  تحدث بهدوء:
_ "حياة"  اهدي كدا وتعالي نشوف إيه اللي هيحصل بعد إذنك لو ليا خاطر..
بالفعل قامت من مكانها،  خرجت مع صديقتيها،  بدأت الأجواء نوع ما هادئ، ولكن هذا الصمت القاتل هو ما قبل العاصفة،  بتلك اللحظة تحدث "الداغر"  حيث بدأ يسرد ما حدث:
_ بص يا عمي أنا كنت صديق بنتك في الكلية وطبعا خلصنا فما بقاش بنا كلام المهم..
صدم "كمال"  من حديثه بينما "حياة"  فكانت تتوقع منه هذا الحديث وينكر الحب الذي كان بينهم،  أكمل "داغر"  حديثه بعد أن نظر في وجههم جميعاً:
_ سلمى عزمتني على الفرح هي وعم "إبراهيم"  بس طبعا "حياة"  غالية عندي أوي فروحت أسأل على العريس فلقيته بيسهر في ملهى ليلي ومش بس كدا دا عاوز يتجوز بنتك ولمؤاخذة يخليها برا البلد عشان يبيع فيها من شخص لشخص...
ثار "كمال"  ولم يعد يستطيع أن يتحمل الغضب الذي امتلكه بشدة،  تحدث بانفعال:
_ إنت بتقول إيه؟..
رد عليه "داغر"  بعد أن أخرج هاتفه المحمول وأعطى له دليل حيث كان ملتقط له بعض الصور، وكلف أحد أن يراقب هاتفه المحمول فكانت مكالمته مسجلة، كان "كمال" يسمع ويرئ الدلال وهو يشعر بالوجع، كيف له ألا يسأل عن الشخص الذي سيتزوج ابنته،  جلس على أقرب مقعد،  وضع يده على رأسه بقوة ثم قال بندم:
_ إزاي كنت هعمل كدا في بنتي..!!!

فتحت "حياة"  فهاها وهي لا تعلم هل مازال يحبها،  لا يهم ما كان سيفعله "محمد"  من هلاك لها.
تقدم "زياد"  بهذا الوقت عندما قال:
_ يالا ياعم "كمال" وافق بقى الناس بتتكلم تحت.

_____________________________________

كان "محمد"  هو وعائلة بغرفة من غرف منزل "داغر"  ،  مقيدين بأحبال كببرة،  بتلك اللحظة تحدث "محمد"  بغضب:
_ هخسر كل حاجة أنا لازم أمشي من هنا لازم أتجوز "حياة"  لازم يا بابا....
رد عليه أبيه الذي قال بانفعال:
_ نفسي أعرف اللي خطفنا خطفنا ليه؟ وهيستفاد إيه..؟

صرخت زوجته بهم بشر:
_ إنتوا بتفكروا في إيه؟  طب كان خطفكوا إنتوا رجالة أنا ليه عارفين لو قدامي كان زمان قتلته...

بهذا الوقت دخل أحد حارسي القصر، نظر لهم بغضب شديد وقال بعنف:
_ صوتك منك له مش عاوزه يتسمع لحد ما يتصرف معاكوا الباشا.

كان "محمد"  يفكر في هذا الشخص الذي جلبهم إلى هذا المكان..
ربما يكون رب عمل ولكن كيف يكون وهو من طلب منه..

______________________________________

بمكان آخر كان هناك أحد يتحدث عبر الهاتف ولكن وجهه لم يظهر حيثُ أنه يعطي ظهره،  كان يقهقه بشدة تحدث بثقة:

_ طبعاً يا باشا وإنت أكتر واحد عارف إن الممثلين تحت إدنا

رد عليه الطرف الآخر والذي كان يتميز بالصوت النسائي:
_ تمام هستنى تعمل الشيء اللي قولت عليه.

قفل الهاتف مع المتصل ليستدير بالمقعد الخاص به ويقول بشر:
_هنشوف يا "داغر"  لا أنا لا إنت..
بتلك اللحظة دلفت السكرتيرة الخاصة به وهي تقول بهلع:
_ أستاذ نبيل "الداغر"  بيتجوز..

نظر لها بصدمة ثم قال بصراخ:
_ عرفتي منين

ردت عليه على الفور:
_ من الأنستا الخاص به نزل سيشن وفيديوهات وكاتب إلى عش الزوجية...

_________________________________
تساؤلات جم كانت بين الناس على ذلك التأخير الكبير،  ولكن صمت الجميع عندما نزلت العائلة ومعهم خطيب ابنتهم،  وأمسك "الداغر"  بالمكروفون وبدأ يتحدث بمرح:
_ أهلى الغالين و الأحباء اللي بحبهم من قلبي أنا مش مجرد "ممثل"  أنا ابن ليكوا ودي كانت المفاجأة إن يوم ما أتجوز هيكون حد مننا تقدر تحافظ على بيتي وناسي أنا واحد من المنطقة اللي جنبكوا كتبي كتابي بعتز إنه يكون في المنطقة دي والفريق اللي جايبه هيصور الفرحة اللي بجد اللي مفهاش تصنع... هتكون مراتي النهاردة وهأخدها بيتي
بعد أن كان الجميع سعيد لما يقول،  عادات نظرات الفضول في أعينهم،  تعالت همهماتهم التي جعلت قلب "كمال" يرتجف،  وينحني إلى "زياد" و "إبراهيم" الواقفين بجانبه:
_ شايفين رد فعل الناس على موضوع إنه ياخدها شايفين

أمسك "إبراهيم" بيده حتى يجعله يطمئن وبدأ يقول بقوة:
_صدقني هو بس خايف على بنتك وعشان كدا هو عاوز يأخدها وهو قالك إنه هيحلها. وأنا واثق في دا.

صمت "إبراهيم" عندما عاد "الداغر" بنبرة بها القليل من الصرامة:

_ممكن تسمعوني وتسألوني عن السبب  اللي، هيخليني أخدها معايا.. أنا الفرح والحنة هيكونوا في الفيلا وهيكون مفيش غير حارتي وحارتها أهلي وأهلها بدون ووجود للأوجه المصطنعة،  وعشان كدا هيكون في تجهيزات بتجبرني إني أخدها...

صفق الجميع بحرارة،  ارتسمت السعادة على وجههم ولكن هناك أعين حاقدة،  كورت "ملك" يدها لتقول بغيظ:
_هتفضل مميز يا "داغر"  وهيفضل حبك "لحياة"  غير أي حد الغبي جوزي ميعرفش حتى يعطيني نصه...

هذه هي مشكلتها،  تحب أصدقائها ولكن تحيب نفسها أكثر وتريد دائماً أن تكون في المرتبة الأولى....

تم عقد القرآن أخيراً،  تقابلت نظرات "داغر"  و "حياة"،    ولكن كل منهم لا يعرف ما الشعور الذي يحمل للآخر،  هل مازال الحب موجود أم أن كل منهن يحمل في قلبه الكراهية وروح الانتقام...

يتبع

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 03, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قسوة الداغرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن