1- مستقبل جديد

3.1K 353 67
                                    

كانا واقفين بمفرديهما أمام المقابر بعد أن انتهت مراسم الدفن ورحل الجميع، كان ممسكًا بيدها لم يتركها ولو لدقيقة

رفعت يدها الأخرى لتمسح على عينيها وتنظر نحوه " لن نراهم مرة أخرى ؟ "

انحنى ليجلس على ركبتيه أمامها، عينيه المنتفخة قابلت عينيها الحمراء وحارب ليرسم ابتسامة مزيفة على وجهه " لكنهم يرونا .. "

بدأت بالبكاء مرة أخرى فاحتضنها ليبكي هو الآخر، شددت على عناقه وهي تهمس بنبرة متحشرجة " لا تتركني زين. "

ابتعد قليلًا ومسح الدموع عن عينيه ليردف " صغيرتي لن أفعل ! ".

عاد بها إلى منزله أو بالأصح منزل والديه؛ فهو كان قد استأجر شقة قريبة من الجامعة ليسكن بها مع حبيبته ديانا،

نظر إلى تاليا وهمهم " جائعة ؟ " لكنها نفت برأسها وجلست على الأريكة تحدق إلى السقف فجاء وجلس بجانبها وبقيا على هذه الحالة لفترة

حتى وجدا جرس الباب يرن فتحرك زين ليفتح الباب ويجد إمرأة في منتصف الثلاثينات برفقة ضابط شرطة ورجلٌ آخر يبدو كمحامٍ

حمحمت السيدة " أنا بيلا أنطوان مشرفة المركز المحلي لرعاية الطفل وقد جئت للتناقش بشأن تاليا جواد مالك وهذا السيد مارك هنري محامٍ. "

أفسح لها الطريق ودخل الضابط خلفها وتلاه السيد مارك هذا، جلسوا على الأريكة وعاد زين ليجلس على الأريكة المقابلة لهم بجانب تاليا

" إذًا، زين .. لقد كان الشخص الوصي على تاليا بعد أبيها هو أباك .. وفي الوصية كُتب أنه إن لم يتواجد أباك فأنت هو الوصي عليها .. عمك ووالدك هما من أوصيا بهذا. "

تفاجئ زين قليلًا، لم يذكر له أحدهما أي شيء بشأن تلك الوصاية ! لا أبيه ولا عمه، لكنهما في الفترة الأخيرة كانا يتحدثان عن الموت والرحيل بكثرة، وكأنهما كانا يشعران بذلك !

 أومأ بصمت، يشعر أنه ليس في حالة تسمح له بمناقشة تلك الأمور الآن لكن ليس باليد حيلة

" هل ترغب بأن تكون الوصي عليها حسب الوصية أم تريد أن تتبناها عائلةً ما ؟ " 

فور إنهائها لجملتها وجدت يد تاليا طريقها إلى يده وتزحزحت قليلًا لتتمسك بسترته السوداء بخوف، نظر نحوها فأعطته نظرة مترجية جعلت قلبه يقع بداخل جسده، بدت وكأنها على وشك البكاء

ربت بيده الأخرى على ظهرها الصغير وأعطاها إيماءة مطمئنة ثم نظر نحو السيدة " أنا أرغب بأن أكون الوصي عليها حسب الوصية. "

" في هذه الحالة يجب أن نعرف كيف ستتدبر أمركما ؟ أنت طالب في السنة الثالثة من كلية الطب وأمامك أربع سنوات أخريات، وحسب معلوماتي لقد كان والدك هو من يتكفل بكل شيء ! "

ابتلع زين لعابه بقلق ونظر نحو تاليا، لم يكن والده غني؛ فهو كان مجرد محاسب في شركة وكان بالكاد يتدبر كل شيء، أما عمه فقد كان إلى حدٍ ما غني؛ فهو قد امتلك متجر كبير خاص به ومزرعة ومنزل، لكن هو ؟ 

Mango | مانجوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن