٤- واشية

2.1K 240 56
                                    

دخل زين إلى مكتب المدير وهو يبتلع لعابه راسمًا أكبر ابتسامة مزيفة على وجهه، تصافحا وحياه وقص عليه كل ما حدث من ضرب تاليا للفتى بعدوانية وحينها قام زين بالدفاع عن تاليا وأخبره أن ذلك الفتى يتنمر عليها منذ مدة طويلة وطلب تاليا لتقص على المدير كل ما حدث،

دخلت بابتسامة واسعة ووقفت بجانب زين الذي أردف بثقة وهو يضع قدمٌ فوق الأخرى " اخبريه بكل شيء تاليا. "

" لقد لقبني بغريبة الأطوار وحاول شد شعري للمرة الثانية فركلته بين ساقيه وضربته مثلما أخبرني داد ... " وضع زين يده على فمها بسرعة بعد أن هربت الدماء من وجهه وسحبها لتجلس على قدمه 

لكنها أزالت يده لتكمل " دادي. "

نظر لهما المدير بدون فهم وسأل " هل أخبركِ أبيكِ بأن تضربي الفتى ؟ "

" نعم ! " أكملت وهي تنظر نحو زين الذي ضحك ضحكة صفراء وأردف " نعم، عمي كان عداونيًا قليلًا .. هو من أخبرها بهذا على ما أظن. "

ثم همس بداخل عقله وهو ينظر إلى السماء " آسف عمي... "

لكن تاليا نظرت له بحاجبين معقودين " لكن زين .. أنت من .. " قاطعها مرة أخرى بوضع يده على فمها وزمجر

" لا يوجد أي تبرير مناسب لفعلتكِ الشنيعة تلك تاليا !! ستُعاقبين في المنزل. " ثم همس في أذنها " أيتها الواشية. "

نظر نحو المدير وأردف " لا تقلق، هي تحت وصايتي الآن، وأنا سأقومها جيدًا، هي ستُعاقب لأسبوع. "

كانت متوسعة الأعين تنظر إليه بغضب وعدم فهم حتى سحبها من يدها ليخرجا من مكتب المدير وحينها أمال عليها ليهمس في أذنها " لن أعاقبكِ، كانت تمثيلية أمام المدير .. أنا فخورٌ بما فعلتِه بذلك الفتى حقًا. "

" حقًا دادي لن تعاقبني ؟ " صرخت بأعلى صوتها بسعادة فوضع يده على فمها لأنهما كانا مازالا في فناء المدرسة وسحبها نحو السيارة بسرعة.

بعد نصف ساعة كانا في الحديقة جالسان على أحد المقاعد الخشبية ويتناولان البوظة وهي تحكي له كل ما حدث بالتفصيل وهو يضحك كثيرًا حتى وجد شخصًا ما يقف أمام وجهه ليصيح " زين !! متى عدت يا رجل ؟ "

رفع رأسه ليواجه الأعين الزرقاء التي لم يرها منذ مدة طويلة ونهض بسرعة ليحتضنه " لوي !! "

" كيف حالك ؟ لم أرك بالجوار منذ وقتٍ طويل ! "

" كنت مشغولٌ بالجامعة، لكن ستراني كثيرًا من الآن فصاعدًا لأنني تركتها، " أجابه زين فجلس الآخر ليقص عليه كل شيء وحين انتهى نظر لوي نحو تاليا بأعين متوسعة وهو يضحك " أنت الوصي عليها ! لا أصدق !! "

" نحن نبلي جيدًا حتى الآن، صحيح تاليا ؟ " قال زين ورفع كفه لها فضربت كفها بكفه وهي تومئ ليكمل زين " لدينا عدة قوانين وضعناها وهي قد سهلت الأمر علينا، ككونني أصبحت والدها الآن. "

Mango | مانجوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن