هل أنت قاسية يا أمي ؟

هل أنت قاسية أمي ؟

بحثت عنك بين العيون
فتشت عنك بين الجموع
لم أجدك مع النساء
لم أجدك بين الظلال
لم ألمح قلبك بين القلوب
لم أجد حنانك بين الحنان
ولا حبك في الغرام
أنا أبحث عنك في الشوارع
بين الجموع ..
وانت هناك بين المجهول !
أنا أبحث عن الحنان
وهو معك مدفون
عن الدفئ .. وهو في ثنايا البعيدة
عن الحب وهو في حضن الغريبة !
عن الرقة ..
عنك أنت بالذات ..
أعيش على سم الذكرى ..
ذاك هو الموت البطيئ
أعيش على صوت وصورة وهميتين !
صورة من رسم يدي .. من تخيلي
ربما كانت هكذا أمي !
تلك التي ولدتني ..
لم يدعوني أراها
منها حرموني !
حرموني أمي ..
من حرمني ؟؟..
لا أعلم .. لم ألتقي بها لتخبرني !!
يقولون انفصلت عن أبي
وتركتني ؟!!
لا أظن ! يقولون الأم رحمة وعطف
ذاك العطف وتلك الرحمة المسلوبة
لم أعرف حنانها من الأب ولا من أي أحد
هو حنان وليس كحنانها
ولو أني لاأعرفها !!
أعلم أن حظن الأم ليس كأي حضن
قبلة الأم ليست كأي قبلة
ضحكة الأم وليست كأي ضحكة
وددت لو أرتمي في حضنها وأبكي ..
فقط أبكي .. أبكي الحب والشوق والحنين ..
لكنهم سرقوا أمي !!
يخفون الحقيقة .. حقيقة أمي ..
لايحدثوني عنها .. عن أمي ..
لاأعرفها ، لانسبها ، لالقبها ..
أعرف اسمها ، هو اسم عزيز عندي
بعض ملامحها ..
يقولون تشبهني
يقولون أنها قاسية لانها تخلت عني !
أمي ليست قاسية أنتم من أبعدتموها عني
خطفتموها مني ..
لاتعرفون أنكم جميعا لاتساوون ضمة لصدر أمي
ذاك الصدر الذي أود لو أرتمي فيه
وتمسح أمي على رأسي ..
أين أمي ؟؟
هل هي كذلك تبحث عني ؟
هل تعلم أني كبرت ؟
هل تدري أمي كم عمري ؟
خذوني لأمي
أريد فقط رؤية أمي
ولو من بعيد
أريدها أن تعرف اني هنا
أعيش على نار اللهيب
لهيب الشوق
ولهيب الحنين
هنا أعيش ..
بين أسئلة بدون أجوبة
لماذا أعيش ؟؟
أعيش أنا لألتقي أمي
ذاك الحلم البعيد ..
أعيش أنا لتراني أمي ..
ذاك اليوم البعيد ..
لألتقي أمي ..
وإنه ليوم قريب
أحبها أمي لأنها الحياة وهبتني
لأني حين كنت ببطنها أطعمتني !
إذن ليست قاسية أمي ؟!!