وددت لو أن لي عائلة !

50 3 9
                                    

      تعدل جلستها وتفتح درج مكتبها .. تخرج منه مذكرتها ثم تحمل القلم بأناملها لتشرع في الكتابة ..

   بماذا يحس كل هؤلاء ياترى حين يجدون آباءهم بانتظارهم  أمام ساحة المدرسة في أول أيام الدوام ؟!

لم لايوصلني أبي أنا أيضا ؟! .. بدل أن آتي مع السائق ؟!

      وددت أن أرى يوما الغبطة في مهجتي أبي حين يرى نجاحات ابنته ودرجاتها العالية ، وددت لو يحضنني أو على الأقل يبدي فخره بي ! لكنه كان يكتفي بارسال الهدايا مع الخادمة !
أبي  لا يعلم أن كل هدايا الكون ماتغريني .. كل ماأريده هو وقفته جنبي  ، فخره بي .. دعمه وتشجيعه ..  أريده دوما معي ! كأي أب ! ..
لطالما كان أبي ذاك الشخص الموجود الغائب ! أبي يجهل عني أدنى التفاصيل التي تخصني !
بالرغم من اننا نسكن نفس القصر ، إلا أننا لا نلتقي سوى مرة في الشهر !!

       تمنيت لو أحس لحظة أن لي عائلة ! إنه لمن المؤلم أن لاتجد أدنى قواسم تربطك بعائلتك ! عائلتك التي لاتجهل  عنك كل شيئ !! عائلتك التي تكتفي بتوفير الملبس والمشرب !

      وددت في يوم أن تكون لي عائلة .. أحس معها بالأمان ، بالحب وبالحنان .. أب يتفقدني حين يستيقظ في الليل .. أب يدعمني دائما ، كل ما تعثرت وجدته سندي !

     تغلق مذكرتها ، وترمي  بقلمها جانبا .. تمسح بكفها اليمين دمعات بللت وجنتيها بينما تضع كفها الأيسر على شفتيها المرتجفتين في محاولة فاشلة لكتم شهقاتها ! ولسان فؤادها يقول :"إلى متى ؟! .."

    إنها تتوجه الآن صوب خزانتها بخطى متعثرة ونظرات منكسرة ... بوجه ملائكي حزين تخاطب انعكاسها في المرآة :" لا أحد يحبك !- تبتسم ببلاهة - أجل ! لا أحد يحبك !! ماالغريب ؟!  .. أبوك لا يحبك ! لا يحبك !! برجفة ودموع تردد لو كان حقا يحبني لكان يهتم بي لا يتركني أتخبط وحدي كاليتيم ! تصرخ مجددا لا يحبني .. لايحبني أبي لايحبني ... لكن مهلا ! هل يكرهني ؟!! ... 

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 24, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

هل أنت قاسية يا أمي ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن