تعتبر نيويورك مدينة جميلة سعيدة وهادئة، هُناك الكثير مِن اصحاب المواهب فيها ، كالعزف والغناء والشعر والرسم والكتابة، وأيضاً كانت تُقام العَديد مِن الفِرق الثَقافية هُناك .
مِن بَين كُل هذا قَد أُقيم في عام 2003 أحدى الفرق الثقافية هناك كانت تِلك الفرقة تضم المواهب الآتية( عزف، غناء، رسم، تمثيل، شعر، كتابة ، الخ) .
كان في كُل إسبوع يُقام مهرجان خاص بأحدى المواهب فمثلاً( الغناء ، مهرجان خاص والعزف مهرجان خاص) كان إسم تِلك الفرقة (عالم فن) Art world .
كان كُل مَن ينظم إلى هذه الفرقة يقوم بإرسال موهبته إلى مسؤل الفريق ( دانيو) .
ففي يوم من الأيام بينما كان دانيو جالساً في مكتبه يقوم بجرد الأوراق والأسماء الخاصة بفرقته، دَخل رَجل يبلغُ مِن العُمر 32 عاماً وقال:
_مَرحبا
_اهلا بك يا سيدي، تفضل؟ هَل أُساعدك بِ شيء؟_ لَقد سَمعت يا سيدي أن لديكم فريق للفنون وانا لدي إحدى تِلك الفنون فهلا أنظم أليكم لو سَمَحت؟
_ أجل حسننا لم لا، لكن أولاً سأعطيك الشروط لتقرأها وتكتب موهبتك في اسفل الورقة ومن ثم إسمك وتوقيعك.
أخذ الرجل الوَرقة فكتب في البداية إسمه ومِن ثم توقيعه، وبعدها وصل إلى الموهبة، فوضع كلمة ( الإنسان) وقدم الورقة إلى دانيو ، فأخذ دانيو الورقة وقرأ ما يأتِ ( الأسم: شَخصُ من العالم )
(الموهبة: إنسان)
(التوقيع: الله أحد)
فنظر دانيو إلى ذلك الشخص نَضرة هادئة ومن ثم قال له ما هذهِ السخافات؟ حَضرتُك تستهزئ أم ماذا؟ تَفضل غادر بكرامتك هيا!!!
قام الشاب وقبل أن يخرج نَظر إلى دانيو وقال له :
_ضَننت أن لديكم فرقة للفنون لَكنكم لم تستقبلو الفن ألذي عندي .
_وما هذا الفن ؟
_إنتبه إلى كلامي يا سيدي وستعرف،وداعاً دُمت على خير.بَعد يومين تماماً..
نظم الفريق مهرجاناً ضَخماً وقد حضر المهرجان أُناس من جَميع أنحاء نيويورك وحتى مِن تكساس وسان اندرياس و لوس آنجلوس، كان المهرجان جميلاً فِعلاً لَكن ما أثار الجميع بالموضوع،أنه حدث خلاف بسيط بين دانيو وبين أحد اعضاء الفريق كان يُدعى (ونستون) كان خلافاً بسيطاً لَكنه بعد مرور الوقت قد تحول إلى الشتم والضرب بين الطرفين وكان المفروض مِن الجميع فك النزاعات بينهم لكن للأسف كان الجَميع يصفق ويهتف بصوت عالِ وكأن ما حضروه مصارعةرومانية وليس مهرجان .
بعد دقائق قليلة تقدم ذلك الشاب نفسه في منتصف المسرح وهو يمشي بخطواته البطيئة شيئاً فشيئاً حَتى وَقف أمامهما، وَقال
_اهلا بكم أيها الجمهور الكريم ، ما أجمل هذه الوجوه النضرة اليوميا آلهي كم امتلئ المكان بالسعادة بحضوركم الجميل هذا ، ما أجملكم واجمل مجيئكم الَيوم ، أنا أعتذر عن أي خطأ يحدث هُنا ، لكني لم أُركز على السلبيات لأن ما لفت أنضاري هي السعادة التي في وجوهكم ،أيها الجمهور الرائع ، ما أجمل هذا العدد الضخم منكم، كم أنتم رائعين.
أصبح الجمهور ينتبه إلى كلام الشاب فقط ولم يعيرو أي أنتباه إلى المشاجرة بين الاثنين، وأخذ الجميع يُصفق للشاب على كلامه الجميل ذاك، فتوقفت المشاجرة ونظر دانيو إلى الشاب بتعجب وقال ،ماالذي حَصل؟ .
بعد إنتهاء المهرجان كان دانيو يقف قُرب باب الخروج كان يسمع الجميع يتحدث عن ذلك الشاب الرائع ويتحدثون عن جمال ذلك المهرجانفنظر دانيو في نفسه وقال:
(يجُب أن أفعل شَيئاً الآن)
بَعدما غادر الجميع وقف دانيو أمام ذلك الشاب وقال له
_هلا نجلس سوية من فضلك
_أجل لم لا هيا بنا
ذهب الاثنان فجلسا في المكتب نفسه بدأ دانيو كلامه قائلاً
_أنا أعتذر جِداً مِنك لقد أسأت إليك في المرة السابقة، لكن بعدما رأيته منك اليوم فأنت فعلاً فنان وموهوب، اعتذر منكم شديد الإعتذار فهلا تقبل إعتذاري يا سيدي؟_إعتذارك مقبول، لكن هُناك شيء يجب أن تعرفه يا سيدي ويجب أن يعرفه كُل الناس، ان الفن ليس فقط بالرسم او الشعر او التمثيل او الغناء، ان الكلام هو أكبر فن يُمكن أن تراه، فكم مِن من لديه موهبة كالغناء ، لكن أسلوبه سيء جداً مع الناس، ففن الكلام أعظم موهبة على الإطلاق فعلى الناس إحترامها ومراعات ذويها جيداً، (الكلام ثقافة، لَيس كُل مَن هَب ودب يَستطيع الحُصول عليها).
النهاية.